بيروت ـ عمر حبنجر
«التنصت» على الهاتف مازال ضيف الشرف الثقيل على مائدة الحياة السياسية في لبنان، ويوما بعد آخر، تتكشف امتدادات هذا الملف الشائك حتى خارج نطاق الجغرافية السياسية اللبنانية، وصولا الى «لاهاي» مقر المحكمة الدولية الناظرة في جرائم اغتيال الرئيس السابق لمجلس وزراء لبنان الشهيد رفيق الحريري وعدد من الشخصيات السياسية والفكرية، والتي ستنطلق في الاول من مارس، وتتفعل انطلاقتها العملية في بدء فصل الربيع، اي في الـ 21 من مارس.
هذا الموضوع حل على جدول اعمال مجلس الوزراء الذي انعقد في «السراي الكبير» عصر امس الاول، مطولا وحتى ساعة متقدمة من المساء، وانتهى بتكليف وزيري الاتصالات والعدل جبران باسيل وابراهيم نجار وباشراف رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، السهر على تطبيق احكام القانون 140 على التنصت، كما كلف مجلس الوزراء وزراء العدل والاتصالات والدفاع والـداخلــية، العمل باشراف رئيس الحكومة لتطوير التقنيات واعتماد الضوابط الضرورية في اعتراض المخابرات الخليوية حتى تاريخ انطلاق العمل في مركز التحكم والمراقبة.
وتقرر ان يتولى رئيس الحكومة شخصيا معالجة قضية الضابط المنتدب الى وزارة الاتصالات، الذي تقول قوى 14 آذار انه من رجال اللواء جميل السيد الموقوف في قضية اغتيال الحريري، وان مهمته التنصت على الهاتف، وذلك بالتنسيق مع الوزيرين باسيل والمر.
لا حجب للمعلومات عن الأجهزة
وتم الاتفاق بحسب الرئيس السنيورة على انه لا تحجب المعلومات على اي من الاجهزة والا يصار الى التلكؤ في تزويدها بالمعلومات، بل يجب العمل بأقصى سرعة ممكنة كي لا تهدر الفرص التي تتيح الاسراع في كشف الجرائم.
ويبدو من التركيز على تفعيل قانون التنصت، ان مسألة تشكيل لجنة تحقيق برلمانية لن تكون ذات جدوى عملية، كونه لم يبق من عمر البرلمان الحالي سوى 3 اشهر فقط.
موضوع لجنة التحقيق البرلمانية سيتصدر اجتماع لجنة الاعلام والاتصالات البرلمانية المعنية بالتنصت، يوم الخميس المقبل، كما تقرر في اجتماع اللجنة امس الاول.
النائب مروان حمادة وهو وزير سابق للاتصالات قال ان جلسة الخميس كشفت من منع المعلومات المصيرية حول الاغتيالات والتفجيرات، وحوصر الذين منعوا المعلومات في الاوقات المصيرية، ولم نسمع في النهاية اي اجوبة مقنعة.
الوزير وائل ابوفاعور (14 آذار) رأى في حديث لـ «صوت لبنان» ان المسألة في موضوع التنصت تكمن في ان هناك قرارا سياسيا بإعاقة التحقيق الدولي في كل الجرائم الحاصلة، لافتا الى ان الصيغ النظرية لم تؤد الى ضبط غابة التنصت.
لا موازنة قبل سفر سليمان
ابوفاعور، وردا على سؤال حول امكانية عقد جلسة لمجلس الوزراء قبل سفر الرئيس ميشال سليمان مطلع الاسبوع المقبل الى البحرين والامارات، نفى وجود دعوة لجلسة وزارية قبيل سفر الرئيس لبت الموازنة وضمنها موازنة مجلس الجنوب، معربا عن اعتقاده «اننا اذا لم نجد مخرجا للموازنة قريبا فإنها ستنضم الى مثيلاتها من مشاريع القوانين العالقة بين فكي كماشة «الثلث المعطل» في الحكومة والتعطيل».
لجان نيابية مشتركة
من جهته النائب عمار حوري قال ان الأكثرية ستعمل على اعداد عريضة تطالب بجلسة للجان المشتركة وبلجنة تحقيق نيابية في التنصت.
وقال حوري في حديث اذاعي ان لدى قوى 8 آذار أربعة أهداف، وهي اعتبار طلب المعلومات من قبل الأجهزة الأمنية خارج القانون، ومحاولة التعمية على التنصت غير الشرعي المتعدد الجهات والذي نعلمه ويعلمونه بالطبع.
ومحاولة ابراء ذمة وزير الاتصالات جبران باسيل من عدم التعاون مع التحقيقات الأمنية والقضائية وخاصة في الجزء المتعلق بلجنة التحقيق الدولية، وأخيرا يحاول فريق 8 آذار اظهار فريق 14 آذار بمظهر المدافع عن التنصت، أو انه مع تسلط الأجهزة الأمنية على الحريات.
وقال: طالبنا بتشكيل لجنة تحقيق برلمانية آملين ألا يكون مصيرها مصير طلبنا السابق تشكيل لجنة تحقيق برلمانية حول الفساد في فترة معينة، واضاف: لقد سقطت ورقة التين، والباقي تفاصيل، ان الفريق الآخر يحاول التشكيك في أية مستندات محتملة متعلقة بالمحكمة الدولية، هذا هو الهدف الحقيقي وعداه أهداف تفصيلية.
المر: معركة إحجام في المتن
أخيرا وعلى الصعيد الانتخابي قال النائب ميشال المر، بعد استقباله الأمين القطري لحزب البعث في لبنان فايز شكر ان المعركة الانتخابية في دائرة المتن، هي معركة أحجام، وقال ان المسافات مع العماد ميشال عون أصبحت صعبة.
وقال: انهم يعتبرون ان بوسعهم السماح لنا بالتمثل بنائب وحيد معهم (يقصد كتلة عون) فأنا اسمح لهم بالتمثيل بنائب واحد معنا!
وقال الخلاف خلاف أحجام وليس خلاف مواقف سياسية، وكرر المر انه متحالف مع الرئيس أمين الجميل تحت عنوان «الاعتدال المسيحي» الذي يضم حزب الكتائب وحزب الطاشناق.
لكن سرعان ما رد نائب حزب الطاشناق هاغوب بقرادونيان مؤكدا ثبات حزبه في تحالفه الانتخابي مع العماد ميشال عون، واضاف ردا على سؤال لـ «الأنباء» ان الطاشناق متحالف أيضا مع شخص النار المر فقط.
ورقة التفاهم بين حزب الله وعون
في هذه الأثناء صادف أمس السادس من فبراير ذكرى مرور ثلاثة أعوام على توقيع ورقة التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله، حيث تتأكد صوابية هذا التفاهم، التاريخي بما حمله من أبعاد ومنطلقات ونتائج أدخلت نموذجا وطنيا في التلاقي الطوعي بين تيارين شعبيين عريضين في لبنان بحسب «اذاعة النور» الناطقة بلسان حزب الله.