اشتبكت قوة من الجيش العراقي مع عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) أمس قرب الحدود مع سورية بغرب العراق، فيما دعت واشنطن إلى وقف تمويل هذا التنظيم. وقال مصدر أمني عراقي أمني، إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين عناصر «داعش» وقوات الجيش العراقي بمساندة مروحيات تابعة لطيران الجيش غرب مدينة الرمادي.
وجدد الجيش العراقي قصف واقتحام ما يعتقد أنها معسكرات لمسلحين ينتمون إلى تنظيم القاعدة في صحراء محافظة الأنبار غربي العراق في الوقت الذي طوقت قوات أخرى ساحة الاعتصام في مدينة سامراء شمالي بغداد.
وذكر مصدر في قيادة عمليات الأنبار لـ «كونا» أمس أن تعزيزات إضافية من قوات الجيش وصلت لدعم قوات الفرقة العسكرية العراقية السابعة التي لم تتمكن من منذ أمس الأول من اقتحام معسكرات مسلحين ينتمون إلى تنظيم القاعدة في «وادي حوران» والمناطق المجاورة بصحراء الأنبار.
وأكد أن القوات العسكرية توغلت في الصحراء بغطاء جوي من مروحيات الدفاع الجوي العراقي، حيث قصفت ودمرت ما يعتقد انه معسكر كبير لتنظيم القاعدة هناك في حين لم يكشف المصدر عن أي حصيلة للقتلى في هذه الاشتباكات.
على صعيد متصل طوقت قوات من قيادة عمليات سامراء ساحة الاعتصام في المدينة وباشرت في رفع الحواجز الإسمنتية المحيطة بها في الوقت الذي اعتقل أربعة أشخاص حاولوا منع القوات من أداء عملها هناك.
ميدانيا أيضا، قتل أربعة ضباط وجنديين عراقيين في هجوم على ثكنتهم غرب بغداد أمس في واحد من سلسلة هجمات استهدفت الجيش العراقي واتهمت وزارة الخارجية الأميركية عبر سفارتها في العراق تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بالوقوف وراءها.
ودعت الولايات المتحدة في بيان تسلمت وكالة فرانس برس نسخة منه إلى وقف تجنيد وتدفق المسلحين الأجانب إلى سورية، حيث يشن العديد منهم هجمات انتحارية في العراق، بينما أعلنت وزارة الدفاع العراقية عن رصدها 11 معسكرا لتنظيم القاعدة قرب الحدود مع هذا البلد. وقال مصدران مسؤولان في وزارة الداخلية لوكالة فرانس برس إن آمر الفوج الرابع من اللواء 23 للفرقة 17، وثلاثة ضباط آخرين وجنديين، قتلوا أمس بهجوم بقذائف هاون على ثكنتهم في منطقة أبو غريب.
وجاء هذا الهجوم بعد يومين على مقتل 15 عسكريا بينهم خمسة ضباط كبار في عملية عسكرية استهدفت معسكرا لتنظيم القاعدة في محافظة الأنبار التي تسكنها غالبية سنية وتفصلها منطقة أبوغريب عن بغداد.
ودفع هذا الهجوم رئيس الوزراء نوري المالكي للقول الأحد إلى أن ساحة الاعتصام المناهضة له في الأنبار تحولت إلى مقر لتنظيم القاعدة، مانحا المعتصمين فيها منذ نحو عام «فترة قليلة جدا» للانسحاب منها قبل أن تتحرك القوات المسلحة لإنهائها.
وفي هذا السياق، قال المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع الفريق الركن محمد العسكري في تصريح لـ«فرانس برس» إن «المعلومات والصور الجوية المتوافرة تفيد بوصول أسلحة ومعدات متطورة من سورية إلى صحراء الأنبار الغربية وحدود محافظة نينوى».
وأضاف أن «هذا الأمر شجع تنظيمات القاعدة و«داعش» على إحياء بعض معسكراتها التي قضت عليها القوات الأمنية في عامي 2008 و2009». وتابع العسكري أن هناك «صورا ومعلومات استخبارية تشير إلى أنه كلما حدث ضغط على الجماعات المسلحة في سورية، انسحبت إلى العراق لتفعيل دورها وإعادة تنظيم صفوفها ومن ثم القيام بعمليات إرهابية في البلدين».
وأشار إلى أن «صورا ملتقطة من قبل القوة الجوية العراقية رصدت 11 معسكرا للقاعدة قرب الحدود السورية» التي تمتد على طول 600 كلم بين البلدين، يقع معظمها في محاذاة محافظة الأنبار السنية.
من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة إدانتها للهجمات الأخيرة «التي نفذتها الدولة الإسلامية في العراق والشام مستهدفة جنودا ومسؤولين منتخبين ومدنيين وقادة عسكريين عراقيين»، بحسب ما جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية نقلته السفارة الأميركية في بغداد.
وأضاف البيان أن «الدولة الإسلامية في العراق والشام هي فرع من تنظيم القاعدة الذي هو عدو مشترك للولايات المتحدة وجمهورية العراق، ويشكل تهديدا لمنطقة الشرق الأوسط الكبير». وتابع «نحن وبموجب اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين بلدينا والتي توفر أساسا لتعاون أمني طويل المدى، مازلنا ملتزمين بالمساعدة في تعزيز القوات العراقية في معركتها المستمرة ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام». ودعت «قادة المنطقة إلى اتخاذ التدابير الفعالة لمنع تمويل وتجنيد عناصر في هذه المجموعات، ومن بينها الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، وإيقاف تدفق المقاتلين الأجانب إلى سورية، حيث يقوم الكثير منهم لاحقا بتنفيذ تفجيرات انتحارية ضد مدنيين أبرياء في العراق».