استكمالا لخطوات تنفيذ وعد الرئيس الاميركي باراك أوباما خلال حملته الانتخابية بالانسحاب من العراق، يدرس البيت الابيض عدة خيارات لسحب القوات الاميركية مع جدول زمني يتراوح بين 16 و 23 شهرا على ما قال مسؤول في مجال الدفاع.
وعرض مستشارون عسكريون على الرئيس الاميركي بطلب من البيت الابيض، بين هذه الخيارات سيناريو ينص على انسحاب في غضون 19 شهرا على ما اوضح المسؤول لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته مؤكدا بذلك معلومات نشرتها المجموعة الصحافية الاميركية «ماك كلاتشي».
وقال مسؤول آخر في مجال الدفاع طلب عدم الكشف عن اسمه كذلك، «نعرف انهم يفضلون ان ينجزوا ذلك في غضون 16 شهرا» لكن «عرضنا مجموعة من الخيارات والمخاطر التي ترافقها».
وكانت مجموعة الصحف قالت ان البيت الابيض حصل على تقييم للمخاطر المرتبطة بانسحاب يتم في غضون 16 شهرا و19 شهرا و23 شهرا.
وكان أوباما حذر نهاية يناير بعد اول اجتماع له في الپنتاعون مع القادة العسكريين من انه سيتخذ «قرارات صعبة» تتعلق بالحرب في افغانستان والعراق.
وقالت «ماك كلاتشي» ان أوباما سيعلن استراتيجيته في العراق على الأرجح منتصف مارس، فيما ينتظر أن يقر اوباما قريبا ارسال تعزيزات الى افغانستان التي جعل من الحرب فيها اولوية له وحيث يحاول عشرات آلاف الجنود من الحلف الاطلسي القضاء على تمرد حركة طالبان.
في سياق آخر، التقى الرئيس الأميركي باراك أوباما بحوالي 40 فردا من عائلات ضحايا تفجير المدمرة كول وهجمات 11 سبتمبر وتعهد لهم بالإبقاء على المتهم الرئيسي في تفجير المدمرة في السجن ومواصلة محاكمته، مؤكدا انه منفتح على جميع الاقتراحات والأفكار حيال كيفية إغلاق غوانتانامو وتحديد مصير نزلائه.
ونقلت شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية عن ممثلين عن عائلات ضحايا الهجوم على البارجة الأميركية «كول» إن أوباما تعهد لهم بأن يبقى المتهم الرئيسي في القضية السعودي عبدالرحيم الناشري في السجن ومواصلة محاكمته.
وقال آخرون إن اللقاء تخللته مداولات صريحة حول «المناورة القانونية» الأخيرة التي أدت إلى إسقاط التهم عن الناشري وحول أسباب إغلاق معتقل غوانتانامو.
وقالت زوجة أحد البحارة الذين قتلوا على متن البارجة «كول» لوري تريبليت إن الرئيس الأميركي وضعهم في أجواء الخطوات القانونية المقبلة في قضية الناشري كما أكد لهم أنه سيصار إلى إطلاق سراح من يجب إطلاق سراحهم وإبقاء الآخرين قيد الاعتقال.
وأعربت تريبليت عن ارتياحها لتعهدات أوباما بخصوص الناشري مضيفة أنه أوضح أن القرار حول اختيار إطار المحاكمة أي الدوائر العسكرية أو المدنية لم يتخذ بعد.
وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إن المشاركين المشككين حيال قرار الإدارة تعليق المحاكمات العسكرية في غوانتانامو خرجوا من اللقاء راضين لأن الرئيس أكد انه لم يقرر بعد إلغاء النظام الحالي للمحاكمات العسكرية للمتهمين بالإرهاب.
وقال أوباما للمجموعة انه يعلق المحاكمات مؤقتا لـ 21 معتقلا بينهم من يعتقد انه العقل المدبر لعمليات 11 سبتمبر خالد شيخ محمد وأنه يريد محاكمة سريعة للمسؤولين عن الهجمات الإرهابية.
ونقلت الصحيفة عن مشاركين في اللقاء ان أوباما طمأنهم إلى انه منفتح على أي أفكار واقتراحات حيال كيفية التعامل مع حوالي 245 معتقلا في غوانتانامو.
وأشار أحد المشاركين في اللقاء إلى انه كان واضحا ان الرئيس كان مرتبكا حيال المقاربة الأفضل لإغلاق غوانتانامو وتحديد مصير المعتقلين وقال «جميعنا تأثرنا بصدقه وبالوقت الذي قضاه معنا».
وقال البيت الأبيض في بيان ان أوباما أكد في اللقاء الذي دام حوالي الساعة ان مسؤوليته الرئيسية هي الحفاظ على أمن الأميركيين مؤكدا ان إغلاق غوانتانامو سيجعل أميركا أكثر أمنا.
وأضاف ان إقفال المعتقل سيضمن أيضا أن يحاكم المذنبون في إطار قانوني مما يساعد الولايات المتحدة في محاربة الإرهاب.
وكانت الحكومة الأميركية قد أسقطت امس الاول التهم الموجهة للناشري حول مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف البارجة «كول» في أكتوبر عام 2000 في مرفأ مدينة عدن وتسبب بمقتل 17 بحارا وذلك باستخدام صيغة تتيح إمكانية إعادة محاكمته لاحقا.