بيروت ـ عمر حبنجر
الاحتقان السياسي المتصاعد، طال الاحتفال الرسمي بعيد شفيع الطائفة المارونية القديس مار مارون امس، بحيث تجنب رئيس مجلس النواب نبيه بري مصافحة رئيس الحكومة الجالس على مرمى كرسيين من مقعــده فــي كنيســة الجميزة فــي بيــروت، وغاب العماد ميشال عون، ليتمثل تياره السياسي في نائبه، ونائب رئيس الحكومة اللواء عصام
أبو جمرة.
ولم يكن مؤتمر الحوار والحكومة بذاتها في منأى عن هذا الاحتقان القابل للانفجار في أي لحظة، بعدما قرر عضو هيئة الحوار النائب وليد جنبلاط سحب ممثله من اللجنة المكلفة بصياغة ورقة الاستراتيجية الدفاعية فيما اعلن وزير المالية محمد شطح ردا على السجالات في موضوع موازنة مجلس الجنوب، ان الحكومة تبدو للتعطيــل لا لتصريــف الاعمال، وهو ما ردت عليه حركة أمل.
وهكذا ظهرت المشكلات السياسية والمالية الصامتة الى العلن، انطلاقا من الانتقادات التي وجهها بعض قادة 14 آذار للجيش وتصدى 8 آذار للدفاع عن الجيش، وهذا التشنج مرشح للتواصل والتصاعد في اجواء استعدادات قوى الاكثرية لاحتفالات حاشدة بمناسبة الذكرى الرابعة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 فبراير، وتحضيرات لحزب الله لحشد مقابل في ذكرى اغتيال القيادي في الحزب عماد مغنية، في 13 فبراير، والمرجأ الاحتفال بذكراه الأولى الى 16 فبراير، أي إلى ما بعد ذكرى الحريري ورفاقه.
موازنة مجلس الجنوب
وبالعودة الى النقطة الخلافية الاساسية بين رئيسي المجلس والحكومة، حول موازنة مجلس الجنوب، فقد مضت يوم الاحد مهلة العشرة ايام التي حددها الرئيس ميشال سليمان لمعالجة هذا الأمر، بلا طائل، وبات متعذرا ظهور أي حل قبل عودة الرئيس من زيارتيه الى البحرين ودولة الامارات اللتين بدأتا أمس.
وكشفت مصادر وزارية ان مشروع تسوية يجري تداوله ويقضي باعادة مجلس الجنوب الى اطاره المؤسساتي، وباعتماد آلية وزارة المال مع مختلف الصناديق والمجالس والمؤسسات العامة المستقلة، من خلال تقديم موازنتها وتحديد حاجاتها المالية لسنة 2009، من اجل درسها وادراج ما يمكن ادراجه في الموازنة العامة، مع مراعاة التوجهات المالية للانفاق والعجز ومنع زيادة الدين العام.
كنعان يحذر جنبلاط
وعن الاشكالية التي طرحها رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط وبعد تهجمه على البعض في المؤسسة العسكرية رد عضو كتلة التغيير والاصلاح النائب إبراهيم كنعان عليه بالقول: انتبه جيدا موقع الرئاسة والجيش خط أحمر من غير المسموح تجاوزه، والا كان امرا خطيرا له تبعاته.
لكن عضو اللقاء النيابي الديموقراطي الذي يرأسه جنبلاط، النائب فؤاد السعد اعتبر في تصريح له أمس الا مشكلة بين جنبلاط والجيش لكن زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي ينتقد «التوجه نحو التلاحم بين الجيش والمقاومة بدل استيعاب الجيش للمقاومة، وليس التلاحم بينهما».
ومع تفاقم السجال السياسي مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي أكد عضو كتلة المستقبل النائب مصطفى علوش ان نصائح أتته من قيادة الجيش لوجود احتمال ان تكون هناك مجموعة من فتح الإسلام تحضّر لعملية اغتيال في هذه الفترة، مؤكدا انه اتخذ كل الاحتياطات اللازمة في هذا الشأن.
سليمان في البحرين والامارات
من جهة أخرى، وصل الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان امس الى مملكة البحرين المحطة الأولى في زيارته الرسمية التي تقوده الى دولة الإمارات العربية المتحــدة حيــث سيجــري الوفــد الــوزاري المرافــق محادثــات مــع كبار المسؤولين في الدولتين.
وعلمت «الأنباء» ان الوفد اللبناني يحمل ملفات عدة أبرزها ملف دعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية، كما ان الرئاسة اللبنانية تلقت مؤشرات ايجابية حول نية الإمارات تزويد لبنان بعشر مروحيات من طراز «بوما» فرنسية الصنع مخصصة لنقل العسكريين بالاضافة الى ملف يتعلق بتزويد الجيش اللبناني مزاحف وصواريخ هوك لمروحيات الغازيل التي سبق للإمارات ان زودت لبنان بها غداة حرب مخيم نهر البارد.
وقال مصدر مواكب ان سليمان سيستعرض في الدولتين للعلاقات الثنائية وسبل تطويرها لاسيما انعكاسات الأزمة الكونية على الدول العربية وتأثر اللبنانيين الذين يعملون في دول الخليج بهذه الأزمة التي أدت الى فقدان الآلاف منهم لوظائفهم.
وأضاف المصدر ان سليمان سيشرح تطورات الوضع في لبنان منذ اتفاق الدوحة الذي أفضى الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية وعودة المجلس النيابي لدوره التشريعي والرقابي وانطلاق الحوار الوطني والتحضيرات للانتخابات النيابية.
واوضح المصدر ان سليمان سيشرح موقف لبنان من التطورات في المنطقة لاسيما ما يتصل بالصراع العربي ـ الإسرائيلي في ضوء تداعيات العدوان الاسرائيلي الأخير على غزة، وضرورة مواجهة اسرائيل بمزيد من التضامن العربي ونبذ الخلافات وجعل قمة الدوحة المقبلة قمة المصالحة والتضامن ووحدة الموقف.