بعد الكثير من المباحثات والجهود الحثيثة في أكثر من عاصمة عربية واقليمية، توقع الرئيس المصري حسني مبارك من باريس انه يمكن التوصل «الاسبوع المقبل» الى اتفاق بين اسرائيل وحركة حماس على تهدئة طويلة المدى في قطاع غزة.
وعقب اجتماعه في باريس مع الرئيس نيكولا ساركوزي قال مبارك في مؤتمر صحافي، إنه طلب من الزعيم الفرنسي المشاركة في رئاسة مؤتمر لإعادة إعمار غزة سيعقد في القاهرة في الثاني من مارس المقبل وكان الرئيس مبارك اطلع نظيره الفرنسي على التقدم المحرز في اتصالات مصر لتنفيذ جميع أبعاد واهداف المبادرة المصرية، ولاسيما تثبيت وقف اطلاق النار واستعادة التهدئة في غزة، بما يتيح اعادة فتح المعابر وخلق الاجواء المواتية لاعادة العمل باتفاق المعابر بين الجانب الفلسطيني واسرائيل ويتيح عودة مراقبي الاتحاد الاوروبي ورفع الحصار عن غزة، وهو الامر الذي يرتبط بدوره بتحقيق المصالحة الفلسطينية واعادة اعمار القطاع.
مؤتمر اعمار غزة
كما أطلع الرئيس مبارك نظيره الفرنسي على الترتيبات التي تجريها مصر لاستضافة مؤتمر دولي بالقاهرة يوم 2 مارس القادم من أجل اعادة اعمار غزة، بمشاركة الدول والمؤسسات الدولية المانحة، وفقا لما ذكره المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير سليمان عواد.
وفيما يتعلق بالوضع الحالى للاتحاد من أجل المتوسط، أبلغت مصر الجانب الفرنسي أن اولويات المرحلة الحالية لا تدعو الى التركيز على الاتحاد من اجل المتوسط، حيث تم تأجيل اجتماعات على مستوى كبار المسؤولين والخبراء والوزراء كانت مقررة، لأن الاحداث في غزة تدعو جميع اعضاء الاتحاد الى التركيز على الحاجة العاجلة لاحتواء تداعيات ما حدث في غزة، كما أنه من الصعب جدا أن يتم جمع الدول العربية جنوب المتوسط مع اسرائيل والجانب الاوروبي، في ظل الاوضاع الراهنة، مع حرص مصر على استمرار استكمال هياكل ومؤسسات الاتحاد من أجل المتوسط والمضي في اجتماعاته على مختلف المستويات في الوقت المناسب.
مبارك الى تركيا
ويغادر الرئيس المصري باريس اليوم متوجها الى تركيا لبحث جهود تثبيت التهدئة مع نظيره التركي عبدالله غول ورئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان.
وفي وقت سابق إستقبل الرئيس مبارك ظهر امس بمقر اقامته بالعاصمة الفرنسية باريس وزير الخارجية الفرنسى برنار كوشنير، وتناول اللقاء الجهود المصرية المبذولة للتوصل إلى اتفاق تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتحقيق المصالحة الفلسطينية وإعادة فتح المعابر.
كما تناول اللقاء أيضا الترتيبات الجارية لاستضافة مصر لمؤتمر إعادة إعمار غزة المقرر انعقاده يوم 2 مارس المقبل.
وقد قال وزير الخارجية الفرنسي انه بحث خلال لقائه مع الرئيس مبارك، علاقات الصداقة التي تربط بين فرنسا ومصر والتقدير الفرنسي لمصر، بالاضافة إلى عملية السلام في الشرق الاوسط والوضع في غزة وجهود التهدئة والمؤتمرات واللقاءات المقرر عقدها في هذا الاطار.
وأضاف كوشنير -فى تصريح له عقب اللقاء - أنه عرض على الرئيس مبارك أيضا نتائج زيارته الاسبوع الماضي لواشنطن ولقائه مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، بالاضافة إلى الاوضاع في السودان.
وتابع كوشنير: يبدو أننا أصبحنا الآن غير بعيدين عن التوصل إلى اتفاق لتثبيت وقف إطلاق النار، حيث ان الآفاق تبدو إيجابية في هذا الصدد، معربا عن مساندة فرنسا الكاملة للجهود المصرية من أجل التوصل إلى هذا الاتفاق.