عاد وفد حركة حماس برئاسة محمود الزهار إلى العاصمة المصرية القاهرة حاملا رد الحركة على المقترحات بشأن إبرام تهدئة مع إسرائيل، قادما من الدوحة التي وصلها امس بعد مشاورات اجراها مع قيادة الحركة في دمشق امس الاول.
وأجرى وفد حماس مشاورات مع قيادة الحركة في دمشق بشأن التهدئة التي تبدو قاب قوسين أو أدنى حال تم تجاوز «بعض الإشكاليات»، وفق مصادر قيادية في حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام ونصف العام.
وبرد حماس على المقترحات المصرية تكون مباحثات التهدئة بلغت مرحلة الحسم وسط مؤشرات عن قرب إعلان التوصل الى اتفاق بهذا الخصوص وفق الخارجية المصرية التي رجحت بدء التهدئة خلال الساعات القليلة المقبلة.
وكان وفد حماس للقاهرة توجه السبت إلي دمشق لإجراء مشاورات مع قيادة الحركة حول مستجدات مباحثات التهدئة وذلك عقب لقاء عقده مع مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان.
وقال عضو القيادة السياسية لحماس محمد نزال إن مباحثات التهدئة تواجه «بعض الإشكاليات» مفصلا إياها بقوله: «الإشكالية الأولى هي مدة التهدئة فإسرائيل لا تريد تهدئة مقيدة زمنيا ونحن وافقنا على تهدئة لعام ونصف العام».
وأوضح في تصريحات تليفزيونية أن الإشكالية الثانية تتعلق بكسر الحصار وفتح المعابر، مضيفا أن «مصر لا تريد أن تخضع معبر رفح لهذا الاتفاق في المرحلة الأولى، وتقول بعد إبرام التهدئة نخضع اتفاقية معبر رفح لتفاهم بين السلطة وحماس، ومعنى ذلك انه لا توجد ضمانات لفتح المعبر».
وتابع القيادي في حماس: «بالنسبة للمعابر المرتبطة مع الإسرائيليين، يقول الإسرائيليون إنهم مستعدون لفتحها ولكنهم سيرفعون الحصار بنسبة 80%، وهذا يثير تساؤلات حول الـ20% المتبقية فهل هي نوعية أم كمية؟».
ومع ذلك، أشار نزال إلى إمكانية إبرام اتفاق تهدئة خلال الأيام المقبلة حال تم تجاوز الإشكاليات المذكورة، مشددا «نحن منفتحون ونريد الوصول لاتفاق ولكن ليس بأي ثمن وليس على حساب تضحيات الشعب الفلسطيني، ونريد اتفاقا مشرفا لا مجحفا».
في سياق آخر، أعلنت حركة حماس امس ايضا أنها لن تشارك في أي حوارات فلسطينية مع حركة فتح قبل الإفراج عن معتقليها في سجون السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.
وقال عضو القيادة السياسية للحركة رأفت ناصيف «نؤكد أننا لن نذهب ولن نشارك في أي حوارات قبل تبييض سجون الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية ووقف الحملة الاستئصالية بحق حركة حماس».
وكانت حماس اتهمت مساء أمس الاول جهاز «الأمن الوقائي» بتعذيب الناشط في الحركة محمد عبد جميل الحاج حتى الموت نافية ما أعلنته السلطة الفلسطينية أن سبب الوفاة هو انتحار الناشط المذكور.
وتنفي السلطة الفلسطينية باستمرار وجود معتقلين سياسيين في الضفة الغربية وتقول إن المعتقلين هم على خلفيات أمنية وجنائية ومالية.