في اول مؤتمر صحافي له بالبيت الابيض كرئيس للولايات المتحدة، حث باراك أوباما الذي يصف نفسه بالمتفائل دائما، أعضاء الكونغرس الأميركي على تجاوز خلافاتهم والموافقة على خطة الانقاذ الاقتصادي التي تفوق قيمتها 827 مليار دولار دون اي تأخير خلال هذا الاسبوع.
واوضح اوباما ان أهم جزء من هذه الخطة انها تطمح الى انقاذ واستحداث نحو 4 ملايين فرصة عمل مضيفا ان هذا هو ما تحتاج له أميركا في الوقت الراهن.
وقال اوباما ان الحكومة الفيدرالية هي الكيان الوحيد الذي يستطيع ان يعيد الاقتصاد الأميركى الى الحياة مع ضعف القطاع الخاص بسبب الركود الاقتصادي، كونها القادرة على كسر الحلقة المفرغة التي تؤدي إلى فقدان فرص العمل.
واشار الى ان الخطة تتضمن توفير 2500 دولار ائتمان ضريبي لهؤلاء الذين يكافحون من أجل دفع تكاليف الدراسة الجامعية وتخفيف ما قيمته 1000 دولار من الضرائب عن الطبقة المتوسطة.
وقال الرئيس ان أكثر من 90% من فرص العمل التي تخلقها هذه الخطة ستكون في القطاع الخاص بما في ذلك فرصة عمل لبناء توربينات عمل بطاقة الرياح والطاقة الشمسية وانتاج السيارات التي تستهلك كمية اقل من الوقود.
واضاف ان ذلك سيقلل من الاعتماد على النفط الأجنبي وتحديث كلفة نظام الرعاية الصحية التي توفر المليارات من الدولارات وتنقذ عددا لا يحصى من الأرواح.
الانفتاح على إيران
سياسيا، اعرب باراك أوباما صراحة عن امله في حصول «انفتاح سياسي» في الحوار مع ايران واقامة علاقة «احترام متبادل» خلال الاشهر القليلة المقبلة.
وطالب اوباما ايران الخصم الأبرز للولايات المتحدة في المنطقة «ان تبعث مؤشرات تثبت انها تتصرف بطرقة مختلفة» ما من شانه ان «يتيح الجلوس الى طاولة لاقامة علاقة احترام متبادل».
الا ان الرئيس الأميركي انتقد تمويل ايران ما اسماه بالمنظمات الارهابية كحزب الله وحماس «وخطابها» المعادي لاسرائيل وبرنامجها النووي معتبرا انه يخلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة، واعتبر أن «الحلحلة لن تحصل بين ليلة وضحاها، بسبب تراكم كثير من عدم الثقة على مر السنين».
وقال ان فريق الامن القومي في ادارته يعيد النظر في الوقت الراهن في العلاقات بين واشنطن وطهران ويبحث عن مقاربة جديدة مع «انفتاح ديبلوماسي سيتيح لنا توجيه سياستنا في اتجاه جديد».
القاعدة والعقاب
الملف الافغاني كان حاضرا بقوة في مؤتمر الرئيس الجديد الذي اعتبرها «تحديا كبيرا» غير العراق حيث «لديك احساس» ان نظامهم السياسي فعال في الوقت الراهن وليس كما هي الحال في افغانستان.
وتكريسا للفتور الذي اعترى العلاقة بين واشنطن وكابول مؤخرا، انتقد الرئيس الاميركي الحكومة الافغانية وقال انه لم ير اي مساع حثيثة من جانب الحكومة الافغانية لقطع جذور الملاذات الامنة لتلك الجماعات والمتواجدة ايضا في المناطق الجبلية وعلى المناطق الحدودية بالقرب من باكستان.
وقال انه يريد للجهود العسكرية ان تعمل جنبا الى جنب مع المساعي السياسية في افغانستان واعادة اعمار البنية التحتية في تلك البلاد.
وقال ان مبعوثه الخاص الى افغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك تم الايعاز له بنقل رسالة الى المسؤولين في الحكومة الباكستانية بان الملاذات الامنة في تلك المناطق تشكل خطرا على كل من باكستان والولايات المتحدة على حد سواء.
ازاء ذلك، تعهد باراك اوباما بألا يترك تنظيم القاعدة وزعيمها اسامة بن لادن «يتحركان بلا عقاب» في افغانستان. ومضى يقول «ليس لدي جدول زمني للوقت الذي سنحتاج اليه لتحقيق ذلك. لكني اعرف انني «لن ادع القاعدة وبن لادن يتحركان بلا عقاب ويهاجمان الولايات المتحدة».
وفي وقت تراجع واشنطن استراتيجيتها في افغانستان اعتبر باراك اوباما ان هذا البلد لم يشهد بعد الجهود نفسها التي انجزت في العراق.
إنجازات العراق
وقال اوباما «بفضل العمل الرائع الذي انجزته قواتنا والتحرك الديبلوماسي الممتاز في العراق، شهدنا انتخابات اخيرا في العراق جرت بسلام نسبيا ويتبين لنا ان النظام السياسي يعمل الان بشكل جدي».
واضاف «لا نرى ذلك حتى الان في افغانستان، لديهم انتخابات مقبلة لكن فعليا تبدو الحكومة الوطنية منقطعة عما يحصل حولها».
في اشارة الى الانتخابات المحلية والرئاسية في اغسطس.
وعن الملف النووي قال سيد البيت الابيض الجديد، انه يأمل في منع الانتشار النووي وانه «من المهم ان تعطي الولايات المتحدة وروسيا المثال» على هذا الصعيد.
وقال «اذا حصل سباق الى التسلح النووي في منطقة مضطربة كالشرق الاوسط، فان الجميع سيكونون في خطر».
واضاف ان «احد اهدافي هو منع الانتشار (النووي) بطريقة شاملة.
واعتقد انه من المهم ان تعطي الولايات المتحدة وروسيا المثال في هذا المجال».
واوضح اوباما انه بحث في هذا الموضوع «خلال محادثات مع الرئيس الروسي» ديمتري مدڤيديڤ «وقلت له انه من المهم ان نستأنف المحادثات» حول الاسلحة النووية الروسية والاميركية.
وذكر اوباما ان على الروس والاميركيين «البدء في احياء معاهدات منع الانتشار النووي التي اضعفت كثيرا في السنوات الاخيرة».