لم يطل الرد الايراني على دعوة الرئيس الاميركي باراك اوباما الى الانفتاح على ايران في الاشهر المقبلة، وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن بلاده ترحب بأي تغيير جوهري في النهج الذي تتبعه الولايات المتحدة وإنها مستعدة لإجراء حوار بشرط أن تعتمد المحادثات على الاحترام المتبادل.
وقال أحمدي نجاد أمام مسيرة حاشدة توجت الاحتفالات بالذكرى الـ 30 للثورة الإسلامية، أعلنت الإدارة الأميركية الجديدة انها تريد احداث تغيير ومتابعة حوار، التغيير الحقيقي يجب أن يكون جوهريا وليس تكتيكيا.
الأمة الإيرانية ترحب بوضوح بالتغييرات الحقيقية، ومضى نجاد موضحا «إيران مستعدة لإجراء محادثات ولكن في أجواء عادلة وعلى أساس الاحترام المتبادل».
بيد ان الرئيس الايراني وجه تحذيرا للولايات المتحدة، وقال «ان العالم لا يرغب في ان تتكرر المرحـــلة الــسوداء لبوش واذا حاول البعض تكرار تجربته وان كان ذلك باساليب جديدة، فعليهم ان يدركوا ان مصيرهم سيـكون أسوأ من مصير بوش».
وعدد الرئيس الايراني الانجازات العلمية والتكنولوجية لبلاده وخصوصا في المجال النووي فضلا عن وضع قمر اصطناعي في المدار اخيرا مؤكدا ان «ايران اضحت قوة عظمى».
واضاف «بفضل الله ومقاومة الشعب الايراني زال الى الابد شبح تهديد ايران»، واعلن نجاد «رسميا ان ايران اصبحت قوة عظمى فعلية».
من جهـته، طــالب وزير خارجــية إيــران منوچهــر متكي الرئيــس الأمـيــركي بــاراك أوباما بتحديد ماهيـة التغــييرات التي يتحدث عنها.
ونسبت وكالة أنباء «مهر» شبه الرسمية لمتكي قوله في كلمة في مدينة قم بنفس المناسبة إن «العدو بعد فشله في تغيير هيكلية ونظام ايران أدرك أن عليه أن يغير سياسته، ومن أجل الفوز في الانتخابات كانوا يتحدثون دوما عن تغيير السياسة إزاء ايران».
وأضاف «على الرئيس الأميركي باراك أوباما أن يحدد ما هي التغييرات التي هو بصددها»، وقال متكي إن الولايات المتحدة فشلت أمام ايران «وباتت عاجزة عن تبرير مواقفها للرأي العام العالمي».
ولفت الى أن واشنطن «أصبحت منبوذة في العالم» بسبب «أعمالها غير اللائقة وقد عرضت مكانتها في المزاد»، وأشار الى أن أسلوب القوة لم يعد مجديا اليوم في العلاقات الدولية لأن «الحرب اليوم حرب الأفكار والكلام المنطقي هو المؤثر».
وقال متكي إن استقلال بلاده هو «أكبر إنجاز حققته الثورة الإسلامية» مضيفا أن «الشعب الايراني بتحليه بروح المقاومة والاستقامة والصبر أحبط جميع المؤامرات ويواصل طريق الازدهار والتقدم رغم الحصار».
في غضون ذلك احتشد عشرات آلاف الايرانيين في ساحة ازادي «الحرية» في طهران امس احياء للذكرى الثلاثين لانتصار الثورة الاسلامية في 1979، وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها «الموت لاميركا» و«الموت لاسرائيل».
كما شوهد اطفال وضعوا عصابات رأس خضراء كتب عليها «خامنئي انا من اتباعك» في اشارة الى المرشد الاعلى للجمهورية الايرانية علي خامنئي، وعرض خلال المسيرة مجسم للصاروخ الذي اطلقته في الآونة الاخيرة ايران الى الفضاء لوضع قمر اصطناعي على المدار وكتب عليه «هذا يجسد تقدما في مجال العلوم والتكنولوجيا».
كما جلب متظاهرون حمارا رسموا على احد جانبيه علم اسرائيل وعلى الجانب الاخر العلم الاميركي، وتدفق المشاركون في التظاهرة من ثماني نقاط باتجاه ساحة ازادي حيث ألقى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد خطابه.
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن ملايين الأشخاص في أنحاء الدولة ومئات الآلاف من سكان العاصمة طهران سيشاركون في المظاهرات لإظهار تضامنهم مع الإدارة الإسلامية.