دخلت اسرائيل امس مرحلة من الفوضى السياسية حيث انتهت الانتخابات البرلمانية ولم ينته الجدل حول رئاسة العتيدة حيث نسب كل من زعيمي أكبر حزبين إسرائيليين أنهما حققا الفوز في انتخابات الكنيست، إثر ظهور النتائج الرسمية امس، والتي كشفت عن مفاجأة بتقدم طفيف لحزب كاديما الحاكم بزعامة وزيرة الخارجية تسيبي ليڤني وبفارق مقعد واحد فقط، فيما كانت الاستطلاعات ترجح فوز منافسه حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو الذي كان ومازال يمني نفسه بتشكيل الحكومة الاسرائيلية للمرة الثانية.
ورغم تقدم كاديما الطفيف اظهرت النتائج أن إسرائيل باتت تميل يمينا بتقدم الليكود وإسرائيل بيتنا وتراجع حزب العمل إلى المركز الرابع، ثم حزب شاس.
وفي تعليقها على النتائج النهائية قالت رئيسة حزب كاديما، إن النتائج ورغم التقدم الطفيف على الليكود المحافظ، تظهر أن حزبها «يمثل القاسم المشترك للمجتمع الإسرائيلي». وهو الذي يعبر عن ارادة هذا المجتمع.
ودعت ليڤني، التي فشلت العام الماضي في تشكيل حكومة ائتلافية برئاسة كاديما وأدى ذلك لانتخابات مبكرة، زعيم حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، إلى «احترام خيار الإسرائيليين الذين اختاروا كاديما، والانضمام إلى حكومة وحدة بقيادتها، وتستند إلى أكبر الأحزاب في إسرائيل، اليمينية واليسارية».
غير أن نتنياهو قال إن الانتخابات تظهر رفض المقترعين لقيادة كاديما، مضيفا أن الأحزاب المحافظة يمكنها أن تشكل حكومة موسعة.
واعرب عن ثقته في انه سيشكل «الحكومة المقبلة قائلا: إنني متأكد من أنه يمكنني تشكيل حكومة موسعة وجيدة ومستقرة ستكون قادرة على التعامل مع الأزمات الأمنية والاقتصادية».
النتائج النهائية
وبحسب النتائج النهائية فقد حصل حزب كاديما على 28 مقعدا وكان يستحوذ على 29 في البرلمان المنتهية ولايته، والليكود على 27 مقعدا مقابل 12 في البرلمان السابق والحزب اليميني المتطرف اسرائيل بيتنا رفع رصيده من 11 الى 15 مقعدا.
اما حزب العمل الخاسر الاكبر انخفضت حصته من المقاعد من 19 إلى 13 مقعدا. اما الحزب الديني المتشدد شاس فقد حصل على 11 مقعدا مقابل 12 في البرلمان المنتهية ولايته.
وحصلت القائمة العربية الموحدة على 4 مقاعد، وحداش على 4 مقاعد وحزب بلد على 3 مقاعد، بينما حصل ميرتز، وهو حزب يساري، على 3 مقاعد.
ولا تشمل هذه النتائج اصوات نحو 175 ألف جندي لن ينتهي فرزها قبل الخميس، وقال معلقون ان هذه النتيجة لن يكون لها تأثير كبير على نتائج الاقتراع هذه.
ويبدو نتنياهو الذي يتمتع بدعم اليمين المتطرف والاحزاب اليمينية، في موقع افضل لتشكيل ائتلاف حكومي لتحقيق اغلبية من 65 نائبا من اصل 120، اذ ان منافسته ليڤني تتمتع فقط بدعم نظري من 55 نائبا.
وهذا الرقم يشمل في الواقع النواب الـ 11 الذين يمثلون الاحزاب العربية وترفض ليڤني التحالف معهم لتشكيل ائتلاف.
صانع الملوك
وفي هذه الصورة، يبدو حزب افيغدور ليبرمان اليميني المتطرف في موقع «صانع الملوك» لانه لا يمكن تشكيل ائتلاف حكومي من دون دعمه. وهو الذي اعلن قبل الانتخابات استعداده للتعاون مع ليڤني ونتنياهو لتشكيل الحكومة.
وقال ليبرمان لانصاره «اردنا دائما حكومة وطنية، حكومة يمينية، وآمل ان نحقق ذلك لقد اصبحنا حجر الاساس في تشكيل الحكومة».
بيد انه اشترط ان تقوم الحكومة المقبلة «بالقضاء على حماس» التي تسيطر على قطاع غزة ورفض اي تفاوض او تهدئة مع هذه الحركة.
وفسر محللون هذه التصريحات بأنها دعم لنتنياهو مع ان ليبرمان قال انه «لن يتخذ اي قرار» في هذه المرحلة.
اما العماليون بقيادة وزير الدفاع ايهود باراك، فقد سجلوا ادنى النتائج في تاريخ هذا الحزب المؤسس لاسرائيل ولن يشغلوا اكثر من 13 مقعدا في الكنيست.
وقالت اللجنة المركزية للانتخابات ان نسبة المشاركة بلغت 65.2% من الناخبين اي اكثر بـ 1.7 نقطة من النسبة التي سجلت في 2006.
ويفترض ان يبدأ الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز الاسبوع المقبل مشاوراته مع كل الاحزاب الممثلة في البرلمان. وسيعين بعد ذلك النائب الذي يتمتع بأكبر فرصة لتشكيل اغلبية.
وسيكون امام من يختاره بيريز 28 يوما يمكن ان تمدد 14 يوما اخرى لانجاز هذه المهمة.
على الجبهة الأخرى، اعرب الفلسطينيون عن خشيتهم من ان تصاب العملية السلمية «بشلل» في ظل الحكومة المنبثقة من هذه الانتخابات، كما قال المفاوض صائب عريقات، من جهتها، قالت حركة حماس ان الاسرائيليين انتخبوا «الاكثر تطرفا والاكثر اثارة للحروب».