من بين الاشياء القليلة التي يتفق عليها الخصمان الرئيسيان في النزاع الفلسطيني الداخلي، جمع التشاؤم من نتائج الانتخابات الاسرائيلية بين حركتي فتح وحماس، حيث اعتبر رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات امس ان الناخب الإسرائيلي لم يصوت للسلام على المسار الفلسطيني ولا على المسار السوري «وإنما أيد تشكيل حكومة وحدة وطنية للحرب على إيران»، بينما اعتبرت حماس على لسان الناطق باسمها فوزي برهوم «أن نتائج الانتخابات تؤكد أن المجتمع الصهيوني اتجه لاختيار الأكثر تطرفا والأكثر إثارة للإرهاب والحروب ضد الشعب الفلسطيني».
ومضى برهوم قائلا «ان نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأولية التي أظهرت تقدم حزب «كاديما» ثم حزب «ليكود» و«إسرائيل بيتنا»، أفرزت عمليا «ثلاثة رؤوس للإرهاب الإسرائيلي».
وأضاف: «أصحبنا اليوم أمام ثلاثة رؤوس للإرهاب، تسيبي ليڤني التي تريد استكمال الحرب على الشعب الفلسطيني وبنيامين نتنياهو الذي أعلن أنه لا يوجد شريك فلسطيني وأنه لن يلتزم بأي اتفاقيات مع الفلسطينيين وأيضا أفيغدور ليبرلمان الذي أراد أن يضرب السد العالي ويدمر مصر ويلقي الشعب الفلسطيني في البحر ويقتل الفلسطينيين ويطردهم».
ورأى برهوم أن «الأكثر خطورة في الأمر هو أن هناك تطورا دراماتيكيا في الشأن الداخلي الصهيوني وعلى مستوى السياسة الخارجية، فقد تحولت العصابات إلى أحزاب صهيونية متطرفة كانت صغيرة ثم أصبحت اليوم ثقافة ومؤسسة».
وحول إمكانية أن تؤثر نتائج الانتخابات على الملفات الفلسطينية كصفقة التبادل ورفع الحصار أكد المتحدث باسم حماس «أننا نتكلم عن تطورات دراماتيكية خطيرة لها تداعياتها على الجهود المصرية»، مؤكدا أن «أي حكومة تريد تـــــهدئة عليها دفع الثمن، فك الحصار ووقف العدوان وفتح كل المعــــابر بما فيها معبر رفح، كما أن لشاليط ثمن يعرفه العدو الصهيوني، وبالتالي مواقفــــنا ثابتة والمتغيرات هي في الوجوه الصهيونية ولا يعني ذلك أن هنـــــاك متغيرات في السياسات الصهيونية»، بدوره رأى عريقـــــات في تصريحات تلفزيونية أن الفلسطينيين ليسوا بحـــــاجة إلى مجــــرد عـــملية سلام وإنما يريدون صناعة السلام بالفعل.
وأكد أن أي ائتلاف حكومي في إسرائيل لا يعترف بالاتفاقات الموقعة ولا يعترف بمبدأ الدولتين ولا يقوم بوقف الاستيطان «لن يكون شريكا للمفاوضات مع الفلسطينيين».
كما قال المتحدث باسم حركة فتح فهمي الزعارير إن «النظام السياسي في إسرائيل لن يستقر ما دامت القيادة السياسية في إسرائيل تبني إستراتيجيتها على إدارة الاحتلال وليس على جــــلائه ونهايته عن الأراضي المحتلة عام 1967 وإعطـــاء الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره واستعادة حقوقه السياسية والوطنية».