رغم إقرارها بتضاؤل فرصها لتشكيل الحكومة تسابقت زعيمة حزب كاديما تسيبي ليڤني مع زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو لاستقطاب أحزاب أخرى من خلال مشاورات مكثفة مع زعمائها لبحث إمكانية مشاركتها في حكومة ائتلافية.
ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة «هآرتس» الاسرائيلية امس عن ليڤني قولها انها لن تدفع «ثمنا باهظا» من اجل التوصل الى اتفاق مع احزاب اخرى للانضمام اليها في حكومة ائتلافية.
وأشارت الصحيفة في هذا الصدد إلى أن ليڤني، التي التقت مع زعيم حزب «اسرائيل بيتنا» افيغدور ليبرمان امس الاول في محاولة لبناء تحالف، قالت انها لا يمكنها أن تدعم ليبرمان في مسألتين مهتمين بالنسبة له وهي تمرير قانون خاص بالزواج وتبني تغييرات في نظام الحكومة.
وقالت الصحيفة إن زعيم الليكود بنيامين نتنياهو الذي يقود كتلة يمينية متشددة قوامها 65 عضوا في الكنيست لا يمكنه دعم اي من هاتين المسألتين بسبب معارضة احزاب دينية متشددة.
وقالت الصحيفة انه بعد يوم من محادثات بشأن تشكيل ائتلاف بات من الواضح أن نتنياهو لديه فرصة افضل في تشكيل حكومة، لكنها قالت انها مصممة على المحاولة وبشكل خاص من أجل كل الناخبين اليمينيين الذين تخلوا عن العمل وميريتس وصوتوا لصالحها.
ولا يخفى انه مازال في الميزان أكثر من 150 ألف صوت انتخابي قد ترجح كفة طرف في المعركة الدائرة على زعامة البلاد أدلى غالبية أصحابها بأصواتهم في مراكز اقتراع في معسكرات الجيش بالاضافة الى السجون والبعثات الديبلوماسية بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم الثلاثاء وجعلت فرص التوصل الى سلام بين اسرائيل والفلسطينيين أبعد ما تكون.
وقالت ليڤني انها اذا أخفقت في تشكل ائتلاف خلال ايام قليلة فسيتعين عليها ان تقرر بين الانضمام الى صفوف المعارضة او الحكومة التي يرأسها نتنياهو.
في المقابل قال القيادي في الليكود سيلفان شالوم عقب المشاورات التي أجراها حزبه «نود تشكيل ائتلاف جديد قريبا مع أغلب الأحزاب الصهيونية داخل الكنيست غير أننا سنتواصل أولا مع حلفائنا الطبيعيين من اليمين لتشكيل ائتلاف معهم ومن ثم سنطلب من العمل وكاديما الانضمام بعد ذلك بوقت قصير».
وأضاف شالوم الذي سبق ان تولى وزارة الخارجية «إذا رغب كاديما في الانضمام لنا فسيكون موضع ترحيب شديد وإذا لم ينضم لنا، فسنشكل ائتلافا على أساس أغلبية خمسة وستين مقعدا».
ورغم ان الرئيس الاسرائيلي يكلف عادة زعيم أقوى الأحزاب في الكنيست بتشكيل الحكومة المقبلة، لكن تبقى حظوظ ليڤني في تشكيل ائتلاف حكومي اقل بكثير من فرص زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو.
على صعيد متصل، قال البيت الأبيض أمس الأول، إن الرئيس الأميركي باراك أوباما يعتزم العمل من أجل إحلال السلام في الشرق الأوسط بغض النظر عمن سيشكل الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
وقال روبرت غيتس المتحدث باسم البيت الأبيض ان «الرئيس أوباما يتطلع للعمل مع من سيشكل الحكومة الإسرائيلية الجديدة أيا كان بحثا عن سلام دائم وقابل للاستمرار في المنطقة».
الى ذلك أعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة ستتمثل على مستوى «رفيع» في المؤتمر الدولي المخصص لجمع أموال تمهيدا لإعادة الإعمار في قطاع غزة، في الثاني من مارس في مصر.
وأضافت الخارجية الاميركية في بيان ان «الولايات المتحدة تدعم بقوة دعوة مصر الى عقد مؤتمر دولي للدول المانحة في الثاني من مارس بالقاهرة لتسهيل إعادة إعمار غزة وتعزيز الاقتصاد الفلسطيني».