اقرت باكستان بعد 3 اشهر من التحقيقات بان جزءا من التخطيط لهجمات مومباي تم على اراضيها، وقال مستشار رئيس الوزراء الباكستاني لشؤون الداخلية رحمان مالك في مؤتمر صحافي امس ان «جزءا من المؤامرة حدث في باكستان»، وأضاف مالك «قدمنا تقريرا أوليا للمعلومات» في اشارة الى شكوى مقدمة للشرطة.
وتحتجز الشرطة الباكستانية عددا من المشتبه بهم في القضية وقد جرى تسجيل دعوى جنائية ضدهم، واسفرت هجمات مومباي في نوفمبر الماضي عن مقتل 179 شخصا وجرح المئات.
وتقول الهند ان المسلحين الذين نفذوا هذه الهجمات باكستانيون قد قتلوا جميعا باستثناء واحد تعتقله الشرطة الهندية.
وسبق ان اكد الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ورئيس وزرائه يوسف رضا جيلاني للهند «تعاونهما الكامل» مع التحقيق.
وفتحت اسلام اباد تحقيقها الخاص وقامت في هذا الاطار بسلسلة اعتقالات في الاوساط الاسلامية.
وتوجه الهند التي سبق لها ان خاضت ثلاث حروب مع باكستان، اتهامات متكررة الى جارتها وصلت الى حد التأكيد على ان اجهزة الاستخبارات الباكستانية شاركت في التحضير للهجمات، وتابع المسؤول الباكستاني يقول إن قاربا نقل منفذي الهجمات من مدينة كراتشي الساحلية جنوبي باكستان إلى المياه الاقليمية للهند ثم استخدموا قاربا مطاطيا للوصول إلى مومباي، وأكد مالك أن «القارب موجود في أيدينا الان».
ونفت باكستان في البداية وجود أي صلة بينها وبين الهجمات إلا أنها أقرت بعد ذلك أن الناجي الوحيد من منفذي الهجمات والمعتقل حاليا في الهند باكستاني الجنسية، وكشف مالك عن أن زكي الرحمن لخفي مسؤول العمليات في تنظيم «لشكر طيبة» هو العقل المدبر لهجمات مومباي، وأحد المتورطين باكستاني تولى مسؤولية تنظيم الاتصال بين منفذي الهجمات من اسبانيا وتم إلقاء القبض عليه في برشلونة وجرى تسليمه إلى باكستان.
ووفقا لمالك فقد تم تحريك قضية ضد التسعة المشتبه بهم وفقا لقوانين مكافحة الارهاب وجرائم الكمبيوتر وذلك بتهم التحريض والتآمر وتسهيل أعمال جنائية.
وتجري باكستان تحقيقا في الحادث بناء على المعلومات التي تسلمتها من الهند يناير، وتم تسليم نسخة من نتائج التحقيق إلى المسؤولين في الهند.
هذا واعربت رئيسة الهند براتيبا باتيل امس عن املها في ان تتخذ باكستان اجراءات حاسمة وصارمة ضد الجماعات الارهابية التي تنطلق من اراضيها.
ووصفت رئيسة الهند الهجوم الارهابي على مومباي في 26 نوفمبر بـ «الخطة المدروسة» من أجل اعاقة عجلة التقدم الاقتصادية في الهند مشيرة الى ان الارهابيين المقيمين في باكستان يواصلون هجماتهم ضد الهند على الرغم من الالتزامات الرسمية التي قدمتها اسلام اباد على اعلى المستويات بعدم السماح للجماعات الارهابية باستخدام اراضيها لتنفيذ هجمات ضد الهند.
بدوره قال وزير الخارجية الهندي براناب موخرجي في كلمة القاها امام مؤتمر اتحاد غرف التجارة والصناعة الهندي ان بلاده لن تدخر جهدا في محاربة ظاهرة الارهاب والتصدي لكل التحديات التي تفرضها هذه الظاهرة وان الهند تتعهد بالتصدي للتحديات المتعددة.
واشار وزير الخارجية الهندي الى ان الجماعات الارهابية التي تتخذ الاراضي الباكستانية قواعد لها استهدفت بهجماتها الاخيرة على مومباي المركز الاقتصادي والتجاري للهند موضحا انه حتى المراكز الصحية والمطارات والبنى التحتية لم تكن بمعزل عن خطر الجماعات الارهابية.
واوضح موخرجي ان الهند باتت ضحية الجماعات الارهابية التي تتسلل عبر الحدود وهجمات مومباي الاخيرة كانت دليلا واضحا على ذلك مؤكدا على ضرورة معالجة هذه الظاهرة بكل حزم.
في سياق اخر، التقى ريتشارد هولبروك المبعوث الأميركي الجديد لافغانستان وباكستان بنواز شريف رئيس الوزراء الباكستاني السابق في مدينة لاهور امس للتعرف على وجهة نظر التيار المحافظ في التوجه الحالي للبلاد.
ووصل هولبروك الى اسلام اباد الاثنين والتقى مع الزعماء السياسيين والعسكريين للبلاد وامس الاول زار منطقة موهماند القبلية للاطلاع على استراتيجية الحملة المستمرة منذ 6 اشهر لطرد المتشددين.
وبعد ان انهى زيارته لباكستان توجه هولبروك الى افغانستان بعد يوم واحد من قتل مسلحي طالبان 26 شخصا في هجمات على مبان حكومية في المدينة. ومن المتوقع ان يذهب هولبروك بعد أفغانستان الى الهند.