أكدت مصادر أمنية ومحلية عراقية أمس تجدد الاشتباكات في الفلوجة والرمادي في محافظة الأنبار بين مسلحين والقوات الحكومية التي تحاول منذ السبت استعادة السيطرة على هاتين المدينتين.
ففي الفلوجة، قال شهود عيان لوكالة فرانس برس إن اشتباكات وقعت فجرا في حيي العسكري (شرق) والشهداء (غرب) على مدى قرابة ساعة من الزمن بعد تعرضهما إلى قصف، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وفي الرمادي، قال ضابط في الشرطة برتبة نقيب إن قوات من الجيش العراقي تدعمها مروحيات خاضت اشتباكات مع مسلحين في منطقة الخالدية شرق المدينة.
بدوره، أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس، أن حكومته لن تستخدم القوة ضد الفلوجة مادامت العشائر تتعهد بطرد المسلحين، داعيا المتورطين أوالمغرر بهم في القاعدة إلى العودة وفتح صفحة جديدة لهم وتسوية قضاياهم.
وأشاد المالكي في كلمته الأسبوعية أمس بدور العشائر الأصيلة التي وقفت إلى جانب الحق ومع أبنائهم من القوات المسلحة، داعيا الذين توقفوا إلى الالتحاق بركب التأييد والإسناد للحرب ضد الإرهاب.
كما أشاد بالتأييد الدولي للعراق في حربة ضد الإرهاب الذي لم يتحقق سابقا في أي مقطع من مقاطع المواجهات، هذا التأييد الذي أعلنت عنه دول مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي، وقال إن هذا الحشد يعطينا ثقة بأننا نسير في الطريق الصحيح وأن النتيجة واضحة وهي استئصال هذه المنظمة الفاسدة التي تلاحق في سورية والعراق أيضا.
وأضاف المالكي، إننا سنستمر في هذه المعركة لأننا نؤمن بأن القاعدة هي الشر الذي لابد من حشد الجهود والطاقات من أجل التخلص منه، مشيدا بالموقف الوطني لأبناء الشعب العراقي من السياسيين والعشائر الذين يعلنون الاستعداد لقتال القاعدة. ودعا رئيس الوزراء العراقي، الذين تورطوا أو الذين استدرجوا ليكونوا جزءا من ماكينة الإرهاب إلى العودة إلى رشدهم وفتح صفحة جديدة لهم لكي تسوى قضاياهم ولكي لا يكونوا وقودا في نار الحرب التي تخوضها القاعدة، مشيرا إلى أننا نرحب بهم ونستقبلهم. وفيما يتعلق بالانتخابات البرلمانية المقبلة، أكد المالكي أنها لن تؤجل يوما واحدا وقال، إننا لا نريد تأخير الانتخابات يوما واحدا ولا تأجيلها تحت أي عنوان، مشيرا إلى أن الحكومة جاهزة بجميع مستلزمات إجراء العملية الانتخابية وليس هناك خلل أو نقص.
واختتم المالكي كلمته بالتأكيد على ضرورة أن ننجح وننتصر بالتوافق مع الجيش، داعيا القوى السياسية إلى الحوار والانفتاح على بعضها للتوافق على أساس كيفية تحقيق الهزيمة للقاعدة.
في هذا الوقت، دعا مفتي الديار العراقية الشيخ رافع الرفاعي الشعب العراقي وخصوصا أهل الأنبار إلى الدفاع عن نفسه ضد الجيش، وقال الرفاعي في بيان إن «الجيش الذي كان على مر هذه السنين رمزا للبطولة والبسالة والتمسك بالمبادئ، أصبح اليوم متجردا عن كل هذه المبادئ والمعاني السامية، وبدلا أن يكون حارسا للوطن وأرضه وشعبه أصبح حاكما للحاكم الجائر، وأصبح يضم بين دفتيه مليشيات نتنة تمثل يدا ضاربة على العراقيين».
وتابع الرفاعي «في هذه الأيام إذ تتجمع أفراد هذا الجيش المليشاوي بعدته وعديده لضرب العراقيين من أبناء محافظة الأنبار بأوامر صادرة من حاكم جائر طائفي مقيت حاقد بذراع هي أوهن من خيط العنكبوت يظهر لنا مدى هذا التحول المخزي لهذا النفر، الذي انقلبت موازينه وضاع قياده»، بحسب المفتي.
وأضاف الرفاعي مخاطبا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن «التذرع بوجود «داعش» (تابع لتنظيم القاعدة) وما شاكلها في مدن محافظة الأنبار وعلى رأسها الرمادي والفلوجة أكذوبة مفضوحة، وأن هذا التنظيم أصبح شأنه معروفا لدى القاصي والداني أنه صنيعة إيرانية زج بها ابتداء في سورية لا لمحاربة طاغية الشام (في إشارة لبشار الأسد) وأعوانه، إنما لتشتيت صفوف الثائرين على الظلم والظالمين، فهل سمعتم مرة أن داعش حاربت جيش بشار الأسد، وهل سمعتم يوما أن معركة دارت بين داعش والمليشيات التابعة لإيران».
وأكمل قائلا إن «داعش قتلت من أبناء الشعب العراقي والسوري من الأبرياء من قتلت، كل ذلك يدل على أن داعش والمليشيات رضعا من ثدي نجس واحد، لبنة الحقد والكراهية على كل المفاهيم الإنسانية».