- اشتباكات عنيفة مع بقايا «داعش» في الأنبار تشارك فيها دبابات الجيش
مازالت المعلومات المتضاربة حول الأوضاع الميدانية في محافظة الانبار عموما ومدينة الفلوجة خصوصا تتوالى.
فقد تعهد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي باستئصال تنظيم القاعدة من العراق من اقتراب الهجوم الكبير الذي يستعد له جيشه على الفلوجة، داعيا الدول العربية والاسلامية الى التعاون معه في «مواجهة الارهاب والتكفير والتطرف».
في هذا الوقت قال مواطنون في المدينة ان الحياة بدأت تعود اليها من جديد بعد ايام من سيطرة تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام » المعروفة بـ «داعش» على اجزاء منها.
وقد وصف مبعوث الأمم المتحدة للعراق نيكولاي ملادينوف في بيان « بان الوضع في الفلوجة يبعث على القلق الشديد حيث بدأت مخزونات الغذاء والماء والأدوية الحيوية في النفاد».
ورغم ذلك قال سكان في شوارع المدينة إن الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها وحثوا الفارين من الأزمة على العودة الى ديارهم.
كما طالب الزعماء المحليون في الفلوجة السكان الذين فروا منها بالعودة والذهاب لأعمالهم بعد تشكيل إدارة محلية وتعيين قائد جديد للشرطة ورئيس للبلدية.
وقال منعم عبدالسلام الذي يعمل مدرسا «قررت العودة إلى الفلوجة لأني أعتقد أنه سيتم التوصل إلى حل سلمي. قضيت ثلاثة أيام مع أسرتي في مخيم والوضع مهين في الحقيقة. أفضل أن أقتل مع أسرتي في الفلوجة على العيش كلاجئ».
ودعا راشد الدليمي سكان الفلوجة إلى العودة، مشيرا إلى أن الوضع الأمني مستقر.
وحث حسن العلواني أحد سكان المدينة الأسر النازحة على العودة إلى منازلها، مشيرا الى استقرار الأوضاع الأمنية.
وقبل ايام نشر الجيش العراقي مزيدا من الدبابات وقطع المدفعية حول الفلوجة وحاول زعماء محليون إقناع المسلحين بمغادرة المنطقة لتجنب هجوم متوقع يماثل الهجمات الأميركية على نفس المدينة في عام 2004.
ومن غير الواضح عدد مقاتلي الجماعة في الفلوجة أو حجم الدعم الذي قد تلقاه من العشائر الساخطة في المنطقة وهو ما يصعب التنبؤ بنتيجة أي هجوم للقوات العراقية.
وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تعهد باستئصال تنظيم القاعدة في العراق وقال انه واثق من النصر مع استعداد جيشه لشن هجوم كبير على مدينة الفلوجة.
ووجه المالكي في كلمة بثها التلفزيون أمس الأول الشكر للمجتمع الدولي للدعم الذي قدمه في المعركة ضد القاعدة وحث اعضاء التنظيم ومؤيديه على الاستسلام واعدا بإصدار عفو.
وقال البيت الابيض في بيان ان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن تحدث هاتفيا مع المالكي الاربعاء بخصوص الحملة الجارية على المقاتلين المرتبطين بالقاعدة في محافظة الانبار.
ووصف المالكي تعهد الجماعة باستعادة الأراضي التي خسرتها للقوات الأميركية بأنه عشم ابليس في الجنة وقال ان المسلحين عازمون على إفساد الانتخابات المقررة في ابريل.
وفي كلمة ثانية دعا المالكي أمس في كلمة بمناسبة عيد الشرطة من قال انها «الدول التي تركب موجة الارهاب وتموله وتحميه اعلاميا» الى وقف دعمها له، معتبرا ان هذا الامر «سيرتد عليهم كما ارتد على من سبقوهم، ونصيحتي لمن يمدون العون للارهاب ان يكفوا عن دعمه».
وأضاف ان هناك «دولا وعقائد فاسدة» تقف خلف «المنظمات الارهابية وتحميها فيما يخوض العراق حربا مقدسة ضد اشر خلق الله من الارهابيين الذين ينتهكون حرمة الانسان وكرامته».
وتابع ان «العراق اول من واجه الارهاب وكسر شوكة القاعدة واتجه للبناء، لكن الارهاب استفاد من الظروف التي تمر بها الدول العربية وعاد من جديد، لكن العراقيين في الجيش والشرطة والعشائر اصطفوا جميعا في وجه هذه التحديات».
وغير بعيد عن الفوجة، شنت قوات مشتركة من الشرطة العراقية وتشكيلات (الصحوة) بدعم من طيران الجيش العراقي هجوما واسعا ضد بقايا تجمعات «داعش» بمدينة الرمادي كبرى مدن محافظة الانبار أمس.
وقال مصدر في قيادة عمليات الانبار لـ «كونا» ان الشيخ احمد ابوريشة يقود بنفسه المئات من رجال الصحوة والعشائر في المدينة بمشاركة قوات من الشرطة العراقية بدعم من طيران الجيش.
وأضاف المصدر ان الاشتباكات العنيفة اندلعت فجر أمس في منطقة المزروعة التي يتمركز فيها عدد من عناصر التنظيم ثم امتدت الى مناطق اخرى في المدينة.
كما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات العراقية ومقاتلي داعش في منطقة تقع بين الرمادي والفلوجة، فيما يسود الهدوء هاتين المدينتين، بحسب ما افاد مصدر امني.
وقال المصدر لوكالة فرانس برس ان «قوة كبيرة هاجمت اوكار القاعدة في منطقة البوبالي التي تحولت الى معقل لمقاتلي القاعدة شاركت فيها دبابات الجيش».
والبوبالي وهي منطقة وعرة تحيط بها البساتين، آخر منطقة انسحب منها مقاتلو القاعدة في العام 2007 بعد فرض سيطرتهم عليها.