حذرت دراسة حديثة أعدتها وزارة البيئة من المخاطر المحتملة من قيام إسرائيل بشق قناة لربط البحر الأحمر بالبحر الميت، والتي من أبرزها تدفق المياه بشدة من البحر الأحمر إلى البحر الميت عبر خليج العقبة مما قد يؤثر بشكل سلبي على خط الشاطئ والاستثمارات السياحية في مصر، فضلا عن تأثر الشعاب المرجانية التي تعد من أساسيات بقاء الثروة السمكية في منطقة البحر الأحمر.
ومن ضمن المخاطر أيضا ان تصبح المنطقة بؤرة زلازل لأن منطقة شمال خليج العقبة تتميز بموقعها الجيولوجي الخاص وبعد تنفيذ هذا المشروع ستنتقل الطاقة الزلزالية من منطقة البحر الميت إلى الدول الواقعة على الحدود ومن بينها مصر مما قد يعرض المرافق والبنى التحتية لسيناء والبحر الأحمر للتدمير.
ومن الآثار السلبية للمشروع على البيئة الطبيعية أشارت الدراسة ـ كما اوردها موقع مصراوي ـ انها تشمل تلوث المياه الجوفية بسبب تسرب المياه المالحة من القناة فضلا عن التأثيرات البيولوجية السلبية المحتملة حيث تتسبب في وقف حركة الحياة البحرية نتيجة إنشاء أو صيانة مشروعات البنية التحتية وتدمير الشعاب المرجانية بالإضافة إلى نقص حوالي ملياري متر مكعب من مياه خليج العقبة والتي ستتدفق إلى البحر الميت وبالتالي سيؤدي ذلك إلى انقراض الكائنات الحية.
وكشفت الدراسة عن أن إسرائيل تهدف من المشروع إلى تطوير وتعمير صحراء النقب لتوفير مصادر المياه والكهرباء لها حيث إنها تشكل نصف مساحة فلسطين وتقع بالقرب من مصر وهو ما يعني استيعاب المزيد من المهاجرين اليهود ليبلغ عددهم قرابة المليوني مهاجر مما ينطوي على مخاطر مضاعفة على الفلسطينيين والأمن القومي المصري.
وكانت دراسة مشابهة أعدها باحث من فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948م قد حذرت من خطورة مشروع قناة البحرين ـ الذي سيصل البحر الأحمر بالبحر الميت ـ على مصر، وبالأخص على قناة السويس التي تربط بين البحرين الأبيض والأحمر.
وقال مدير مركز الدراسات المعاصرة في مدينة أم الفحم في فلسطين المحتلة عام 1948: «إن قناة السويس المصرية كانت ولاتزال حاضرة في أجندة الصهاينة منذ تأسيس الدولة العبرية، مرورا بأزمة عام 1956، والعدوان الثلاثي على مصر».
وأضاف د. إبراهيم أبو جابر «إن قناة السويس ـ عوضا عن كونها مصدرا مهما للاقتصاد المصري وممرا إستراتيجيا يربط نصف الكرة الأرضية غربه بشرقه، وكونها تحت السيطرة المصرية ـ يجعل إسرائيل دائما تفكر في إيجاد بديل لهذا الممر المائي المهم، الذي قد يستعمل عربيا من وجهة نظر إسرائيل ضد مصالحها في المنطقة».
كما حذر من أن هذا المشروع من شأنه أن يحدث زلازل في المنطقة، قائلا: «سيؤدي حفر قناة البحرين إلى تدفق كميات كبيرة من مياه البحر الأحمر باتجاه البحر الميت، مما قد يؤدي إلى زيادة الضغط على قاع البحر الميت، وبالتالي حدوث اهتزازات أرضية».
وحذر من أن مشروع قناة البحرين «سيشكل ضربة قاصمة ليس لمصر ولقناة السويس، بل للعالم العربي، وسيشكل سلاحا متعدد الغايات لإسرائيل، في ظل الصراع الدائر في المنطقة، إن لم يتنبه العرب له قبل فوات الأوان».
صفحة شؤون مصرية في ملف ( pdf )