بيروت ـ عمر حبنجر
من يوم شهيد لبنان رفيق الحريري ورفاقه، شهداء الاستقلال الثاني وثورة الارز يوم السبت الى يوم شهداء حزب الله امس الاثنين، مرورا باستشهاد المواطن الاشتراكي لطفي زين الدين، مناسبات تعكس واقع البؤس السياسي والامني الذي يمضي فيه لبنان، رغم تجدد الحكم وتوحد الحكومة واتساع مسافة التنسيق والانسجام بين القوى العسكرية والأمنية، التي عليها الرهان.
الحدث الأبرز تمثل في تشييع شهيد الحزب التقدمي الاشتراكي لطفي زين الدين الذي قضى طعنا بسكاكين عنصر قيل انه لاذ بأعضاء من حركة أمل، التي اتصل رئيسها الرئيس نبيه بري برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط معزيا ومعلنا رفع الغطاء عن كل متورط، ومؤكدا على فردية الحادث.
وكان شيع في قرية مرستي (الشوف) مواطن اشتراكي آخر يدعى مفيد حسين بشناق، توفي بنوبة قلبية اثناء مشاركته في احتفال 14 آذار في ساحة الشهداء.
وفي تشييع حاشد لزين الدين تحت المطر في بلدته «الشبانية» شدد النائب وليد جنبلاط على الهدوء واصفا بلدة الشبانية بقرية المحبة والوئام والعيش المشترك، بلدة فخامة الرئيس الراحل الياس ساركيس.
واضاف جنبلاط: كل لبنان، اتصل بي الأمير طلال ارسلان وهو في الخارج، والرئيس نبيه بري، وننتظر قيام حزب الله بالواجب، نريد ان نعلو فوق الجراح فالحادثة فردية، والجيش وقوى الامن قاما بالواجب في اقصى سرعة واعتقال الجناة، والآن ننتظر العدالة.
ونحن بدورنا، وفوق الجراح نعزيهم اليوم (حزب الله) في شهدائهم في المواجهة ضد اسرائيل.
واضاف: الطريق طويل، لكن نجحنا، بالهدوء وبالصبر وبالحكمة، نجحنا.. من قال عام 2005 ان المحكمة ستتحقق؟ وأيا كان حكم هذه المحكمة، كما قال الشيخ سعد الحريري، الذي عزى في الشهيد زين الدين قبلي، نرضى بالحكم.
وختم جنبلاط بالقول: لا تحمينا الا الدولة لا يحمينا إلا الجيش والأمن والعدالة.
منع إقفال طريق بحمدون
وكان النائب وليد جنبلاط توجه شخصيا الى بلدة بحمدون، اثر تعرض سيارة ركاب تحمل لوحة سورية للاذى على أيدي مواطنين غاضبين من اقارب الشهيد لطفي زين الدين، وابعدهم عن الطريق الدولي، واصيب ثلاثة من ركاب السيارة العابرة بجروح.
اللواء شوقي المصري رئيس هيئة اركان الجيش قدم التعازي بدوره وابلغ اهل الشهيد بأن الجيش اعتقل سبعة اشخاص متورطين، ويتابع البحث عن آخرين متوارين.
وقالت مصادر امنية ان عدد المطلوبين يزيد على خمسين شخصا اصبحت اسماؤهم لدى الجيش وان قيادات 8 آذار و14 آذار ابلغت قوى الجيش والامن الداخلي رفعها الغطاء عن اي ممارسات امنية او افتعالات مخلة بالامن.
ظواهر لا تبشر بالخير
وزير الداخلية زياد بارود اعتبر ان ما حصل من الظواهر التي لا تبشر بالخير، واعتبر انه ليس طبيعيا ان تواكب اعمال الشغب كل تظاهرة في البلد، وانه ايا كان السبب فليس هناك ما يبرر الطعن بالسكين واطلاق النار، وقال لقد اتخذت القوى الامنية الاجراءات المناسبة وبالتالي فإن المسؤولية تقع على عاتق المشاركين في هذه الاشكالات والمسؤولين عنهم الذين كان عليهم ان يشعروا بالمسؤولية.
في غضون ذلك احتفل حزب الله امس بيوم الوفاء لشهدائه، الامين العام عباس الموسوي والشيخ راغب حرب والحاج عماد مغنية باحتفال حاشد في مجمع سيد الشهداء بالضاحية الجنوبية تحدث فيه الامين العام السيد حسن نصر الله، حيث رد على خطباء يوم الوفاء للرئيس الشهيد رفيق الحريري، وضمنها مواقف قوى الثامن من اذار للمرحلة الراهنة خصوصا الانتخابات النيابية والعلاقة مع سورية، مع تأكيده الالتزام بالتهدئة، فضلا عن تحليله للانتخابات الاسرئيلية الاخيرة.
جلسة تشريعية
في سياق آخر دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى عقد جلسة تشريعية الخميس 19 مارس المقبل للتصويت على اقتراح القانون المتعلق بخفض سن الاقتراع الى 18 سنة، والذي قدمته كتلة الوفاء للمقاومة التابعة لحزب الله علما ان الاقتراح لم يدرج على جدول الجلسة التشريعية المحددة يوم الخميس المقبل.
واستبعدت مصادر نيابية ان تسري مفاعيل هذا الاقتراح في حال اقراره على الانتخابات النيابية المقبلة نظرا لانجاز لوائح القيد الخاصة بهذه الانتخابات وضيق الوقت الذي لا يسمح بتنقيحها وادخال اسماء جديدة عليها.
بري قال انه لن يقبل بإهمال هذه الفئة الشابة من المجتمع اللبناني التي تشكل عصب تقدمه وتطوره، واعلن باسم كتل المعارضة انه سيعمل على ان يدلي ابناء الـ 18 سنة بأصواتهم في الانتخابات، كما في معظم بلدان العالم.
وقال: يبدو ان الحكومة الحالية تحولت الى حكومة ظل، ومن جهتي فإنني ارى ان حكومة الظل الشبابية التي ترعاها الصحافية نايلة تويني عبر «نهار الشباب» تعبر عن الشعب اللبناني في هذا الصدد.