عواصم ـ هدى العبود
على اعتاب القمة العربية المقبلة في الدوحة الشهر القادم، تشهد اكثر من عاصمة عربية حركة ديبلوماسية حثيثة سعيا لرأب التصدعات التي اعترت العلاقات العربية البينية، ففي حين يستقبل الرئيس السوري بشار الأسد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى في دمشق، عقد الرئيس المصري محمد حسني مبارك مباحثات مع عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى في المنامة أمس الاثنين أكدا فيها حرصهما الدائم على كل ما من شأنه إحلال الأمن والسلام في المنطقة، والتطلعات المستقبلية لخير الأمة العربية ووحدتها وتضامنها في مواجهة التحديات المصيرية التي تستهدفها.
كما طالبا بابقاء المنطقة العربية بعيدة عن التهديدات والتدخلات ومخاطر النزاعات والحروب، وأن يكون الحوار والتفاهم هما السبيل الوحيد لحل النزاعات والخلافات الإقليمية.
وعبر الرئيس مبارك وملك البحرين عن ارتياحهما التام لسير العلاقات الثنائية في سائر المجالات، وأهمية تطوير آليات العمل المشترك بما يعكس رغبة البلدين في تنميتها تحقيقا لآمال الشعبين الشقيقين وتطلعاتهما.
وفي اطار المصالحة ايضا، قال مصدر ديبلوماسي خليجي إن اتصالات تجري حاليا بين دمشق والرياض لترتيب زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى العاصمة السعودية تسبق موعد القمة العربية المقرر عقدها في الدوحة في شهر مارس المقبل.
وقال المصدر لوكالة يونايتد برس انترناشونال «إن الرياض أبدت استعدادها لاستقبال الرئيس السوري بعد أن أبدى الأخير تجاوبه مع المحكمة الدولية الخاصة» المعنية بالتحقيق في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
وأشار المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه إلى موافقة الأسد على بذل جهود لـ «تسخير علاقات بلاده مع إيران لصالح القضايا العربية والعمل على الحد من التدخل الإيراني في شؤون بعض دول المنطقة وخاصة لبنان مما يمهد لبناء علاقات أكثر صلابة بين إيران والدول العربية».
وأوضح أن نتائج الاتصالات بين الرياض ودمشق ستتضح خلال الأيام القليلة القادمة، مشيرا إلى أن زيارة رئيس الاستخبارات السعودية صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز إلى دمشق ولقاءه الرئيس السوري سبقتها زيارات لمسؤولين سوريين إلى الرياض لم يتم الإعلان عنها.
بدوره أعرب الامين العام لجامعة الدول العربية عن امله في ان تكون زيارته الى سورية بداية لانفراجة عربية عربية لافتا الى التحديات الهائلة التي تواجه المنطقة.
ورحب موسى في تصريح للصحافيين قبيل توجهه الى العاصمة السورية دمشق بزيارة رئيس الاستخبارات السعودية الامير مقرن بن عبدالعزيز امس الاول الى دمشق قائلا «انها استمرار للعلاقات الطيبة والتشاور بين سورية والسعودية».
كما اعتبر أن «تبادل الرسائل أمر ايجابى بين البلدين» مجددا رفضه الحديث عن وجود محاور أو سياسة محاور في المنطقة العربية.
وكان مصدر مسؤول بالجامعة العربية قد ذكر في تصريح لـ (كونا) قبل يومين أن زيارة موسى الى سورية تأتى استكمالا للجولات التي يقوم بها في عدد من الدول العربية في اطار جهوده لتنقية الاجواء العربية.
من جهتها نوهت مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي بينيتا فيريرو فالدنر بالدور السوري في المنطقة وبحثت خلال لقائها الرئيس بشار الاسد وكبار المسؤولين في دمشق اوجه التعاون بين الجانبين.
وكانت فالدنر اجتمعت مع نائب رئيس مجلس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية عبدالله الدردري وناقشت معه التعاون بين سورية والاتحاد الأوروبي والسبل الكفيلة بتطويرها وتفعيلها لتشمل مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والصناعية والاستثمارية والتنموية والآليات المناسبة لانجاز التوقيع النهائي على اتفاقية الشراكة.
وذكرت وكالة الأنباء السورية أن الدردري أوضح أن التوقيع النهائي على اتفاقية الشراكة يساعد على تعزيز فرص التعاون وخاصة ان التطورات الاقتصادية والمالية والمصرفية والاجتماعية الحاصلة في سورية تعتبر أساسا متينا لانجاز هذه الاتفاقية، معربا عن رغبة الحكومة السورية في إقامة أفضل العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.