بيروت ـ عمر حبنجر
عادت الاهتمامات الأمنية تتقدم على ما عداها في لبنان، وانطلاقا من الحوادث التي تعرض لها المحتفلون بذكرى 14 فبراير في ساحة الشهداء، وبالتالي تجدد القاء القنابل الصغيرة هناك وهناك، وصولا الى حوادث الخطف والقتل على طريق المطار والضاحية الجنوبية، ستكون الدعوة الى جعل الانتخابات التشريعية في يومين بدلا من يوم واحد في السابع من يونيو، بحسب قانون الانتخابات محور السجالات السياسية، فور الانتهاء من ملف الموازنة العامة، الذي قد يمر في مجلس الوزراء اليوم وقد لا يمر.
وكان رئيس تكتل الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون طرح فكرة اجراء الانتخابات في يومين بدلا من يوم واحد، وأثار تساؤلات قوى 14 آذار، سواء لجهة خلفياته او توقيته، او ما يعنيه من شعور لدى قوى 8 آذار بأن انتخابات في يوم واحد لن تكون ملائمة لها ابدا.
وبادر الأكثريون الى الاعتراض على الاقتراح الذي اعتبر مخالفا للقانون الذي أقره مجلس الوزراء، ثم مجلس النواب بموافقة وزراء كتلة عون ونوابها، فضلا عن مخالفته للمنطق الاصلاحي، وارتباطه بطرح مماثل لحزب الله.
ويبدو ان ثنائية العملية الانتخابية تحظى ايضا برضا رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهذا ما أوحى به الوزير السابق فارس بويز بعد لقائه رئيس المجلس أمس.
وقال النائب سمير فرنجية: اذا كان بمظاهرة سلمية حصل ما حصل وسقط شهيد و65 جريحا فما الذي يمكن ان يحصل في انتخابات عامة؟
وفي رأيه ان كان ما يدور عندنا مرتبطا بقمة المصالحة العربية في الدوحة، فهل هناك مشروع سلام عربي نستطيع عبره مواجهة اسرائيل تجنبا لتكرار ما حصل في غزة.
وعما حصل في غزة قال النائب فرنجية ان «حماس» احتمت بدماء أهل غزة، بدل ان تحميهم.
مصادر الأكثرية، ترهن «التهدئة» الموصى بها بنجاح قمة الدوحة العربية الدورية، فإذا نجحت هذه القمة بمصالحة راسخة بين السعودية وسورية فستكون هناك انتخابات مختلفة على مستوى المناطق المسيحية، وبالتالي سيجد العماد عون نفسه في وضع صعب، نتيجة ارتفاع اسم «الوسطية» التي يشجعها الرئيس سليمان الذي انتخب بتوافق عربي في الدوحة.
ديموقراطية فريدة
الرئيس سليمان أبدى أمس أمله في توصل اللبنانيين الى دولة ديموقراطية بتجربة فريدة، تتمثل فيها كل الطوائف بدور أساسي، دولة تؤمن بالديموقراطية والحريات العامة وحقوق الإنسان ونبذ التعصب ومحاربة الإرهاب.
وقال خلال استقباله اعضاء مؤتمر الحوكمة الجامعي: عندما تنجح ديموقراطية كهذه ضمن تركيبة كهذه، تصبح من أفضل الديموقراطيات.
وفي هذا السياق، قال د.سمير جعجع ان احداث الخطف والقتل تهدد صدقية الدولة، وان طرح الانتخابات بدلا من يوم واحد ليس بريئا.
اما ميشال معوض المرشح عن دائرة زغرتا مكان والدته نايلة، فقد رد على قول السيد حسن نصرالله بأن لبنان ليس سويسرا، بالقول: صحيح لكننا لا نريده غزة
تحالف المتن
على الجانب الآخر المتصل بالمخالفات الانتخابية، دخلت الانتخابات الى المسرح السياسي امس من الباب العريض بعد حسم مسألة التحالف بين حزب الكتائب والنائب ميشال عون في دائرة المتن الشمالي.
واعتبر المر ان ما بين حزبي الطاشناق والكتائب غيمة صيف يجري العمل على تجاوزها.
ورد على مهاجمة نائب رئيس الحكومة عصام ابوجمرة البطريرك الماروني نصر الله صفير بالقول: ان ابو جمرة مجهول الهوية السياسية وان البطريرك ليس بحاجة الى من يدافع عنه بل مواقفه الوطنية تدافع عنه.
ابوجمرة ردا على المر بالقول: يبدو أنه فقد اعصابه، ووعد بمعالجته في الانتخابات المقبلة.
الرئيس أمين الجميل رد من بروكسل بأن الأمور نضجت بين حزب الكتائب والنائب ميشال المر بشأن التحالف في الانتخابات النيابية.
وأعلن في ضوء محادثاته مع الاتحاد الأوروبي التزام الاتحاد الكامل بالقضية اللبنانية والاستعداد لتقديم كل الدعم لمسيرة لبنان الاقتصادية والسياسية والديموقراطية.
والقلق من ألا تسمح الظروف الامنية بالانتخابات في ضوء إمكانية تفجير الأمور عن طريق فريق معين لمنع الانتخابات في وقتها المحدد.
الجميل أكد على التواصل مع الوزير نسيب لحود، وان التواصل مع حزب الطاشناق ممكن.
في غضون ذلك سلك ملف الموازنة العامة الشديد التعقيد طريق الحل ضمن اطار الممكن، وبحسب القواعد اللبنانية التقليدية، التي تفضل التسوية على الحلول الحاسمة، وسيشكل مجلس الوزراء المقرر اليوم الخميس محطة مفصلية للموضوع وضمنه موازنة مجلس الجنوب الاشكالية، في ظل حرص الرئيس ميشال سليمان على بت هذا الموضوع بأسرع وقت.
وكان وزير المال محمد شطح التقى على مرحلتين رئيس مجلس الجنوب القريب من رئيس مجلس النواب نبيه بري، قبلان قبلان، في اطار البحث عن حلول مرضية لموازنة مجلس الجنوب، ونقل عن قبلان قوله، ان الرئيس فؤاد السنيورة سيوافق في نهاية المطاف على مطلب اعطاء مجلس الجنوب 60 مليار ليرة.