بيروت ـ عمر حبنجر
لا شيء تبقى من دلالات احتمال إقرار الموازنة العامة قبل الانتخابات النيابية في السابع من يوليو المقبل، اي في عهد حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، التي ربطت الموافقة على الـ 60 مليار ليرة التي يطالب بها رئيس مجلس النواب نبيه بري لهذا المجلس بمشاريع مطروحة للتنفيذ تكون مقنعة، كما اشترط وزير المال محمد شطح، وزاد الطين بلة ان البحث في الموازنة أرجئ الى جلسة اخرى لم يحدد موعد لها، ما يؤكد صعوبة التفاهم، في الوقت الانتخابي المتسارع بعيدا عن اي اهتمام بغير صناديق الاقتراع.
وزير الإعلام طارق متري قال ان جلسة مجلس الوزراء ليلة أمس الأول أحرزت تقدما ملموسا «لكن الكباش لايزال مستمرا بين رئاستي المجلس والحكومة، فالرئيس بري والمعارضة السابقة يصرون على مبلغ الـ 60 مليار ليرة لمجلس الجنوب، وسط رفض الرئيس فؤاد السنيورة، الذي يمكن ان يؤدي بالطريقة المطروحة الى حصول غالب ومغلوب، وفي هذا الجو طالب بعض الوزراء بطرح مشروع الموازنة العامة للتصويت، لكن البعض الآخر تدارك ذلك، محذرا من خطورة انعكاسات اي تصويت لا يرضي فريقا على مصير الحكومة، فصرف النظر عنه.
تجنب التصويت
وتحدث وزراء «المعارضة» عن اقتراح وزير المال محمد شطح بإعطاء مجلس الجنوب مبلغا يتراوح بين 40 و45 مليار ليرة، لكن الجدل استمر حول الـ 15 مليارا الأخرى، وعندما مال الاتجاه نحو طرح اقتراح شطح على التصويت، تدخل وزير الأشغال العامة غازي العريضي مقترحا إعطاء الموضوع المزيد من الوقت، فوافق مجلس الوزراء بالإجماع على التأجيل، نظير ان يحدد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان موعد الجلسة المقبلة، بعد التوصل الى صيغة توافقية.
السنيورة يعتمد الصمت
وفي هذا السياق، قال المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة عارف العبد لقناة المستقبل امس، ان الرئيس سليمان اقتراح تشكيل لجنة وزارية لدراسة مشاريع مجلس الجنوب التي تتطلب مبلغ الـ 60 مليار ليرة، لافتا الى ان هناك من يحاول الإيحاء بأن رئيس الحكومة يتعمد عرقلة مجلس الجنوب وأوضاع الجنوبيين، في الوقت الذي يعرف الجميع مقدار الجهد الذي بذله لتأمين التعويضات للجنوبيين، وانه بمقابل الحملات اليومية التي تشن عليه للغايات المعروفة يعتمد الصمت وعدم الرد، منعا لتكبير الأمور.
مصادر وزارية قريبة من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة قالت ان النقاش تم حول كل ما يتعلق بالموازنات السابقة والموازنة المطروحة، وقدم الوزير شطح عرضا مفصلا بلا طائل.
رئيس مجلس النواب استبعد عقد جلسة الحكومة بتوقيع عدم بت موازنة مجلس الجنوب، وقال ان هناك من يصر على افتعال أزمة والانقلاب على اي تسوية، وسأل: هل أصبحت تجربة حكومة الوحدة الوطنية عبئا على البعض، وصار بالتالي يريد الإعلان بالملموس عن فشل هذه التجربة والدعوة الى بدائل اخرى قبل موعد الانتخابات؟
وقالت صحيفة السفير ان وزير المال ابلغ مجلس الوزراء بعدم اقتناعه بالمشاريع المقدمة من مجلس الجنوب بقيمة 73 مليار ليرة، بينها مشروعان لمدرستين في الجنوب لم يتم تنسيق مشروعيهما مع وزارة التربية، وكذلك احد المشاريع المائية، وخلص الى خفض الموازنة المقترحة الى 45 مليارا، لكن الوزير غازي زعيتر اعترض على الأمر، معتبرا انه اما ان تكون هناك موازنة لمجلس الجنوب او لا تكون.
مجلس الوزراء شهد نقاشا مستفيضا للاحداث الامنية الاخيرة، خصوصا خطف جوزف صادر المهندس في «الميدل ايست» وقتل غسان مقداد الطيار في هذه الشركة، ومقتل لطفي زين الدين في بيروت بعد تظاهرة 14 فبراير وتفرع النقاش الى موضوع التنصت والافساح في المجال للجيش والقوى الامنية للحصول على قاعدة البيانات «الداتا» من اجل التمكن من تعقب المخلين بالامن ومكافحة الارهاب والجريمة، وبعد جدل طويل تم التوصل الى تحديد مهلة تنتهي في 15 مارس لاعطاء الاجهزة الامنية «الداتا» وعدم حجب المعلومات عنها في الوقت المطلوب، وطالب وزير الداخلية زيادة بارود بعدم افشاء سرية المناقشات والتحقيقات حرصا على سلامة التحقيقات.
وسيطبق قرار التنصت من 19/1/2009 حتى 15/3/2009 على ان يرفع الى مجلس الوزراء تقرير فني امني حول الحاجة الى قاعدة البيانات.
وزير الاتصالات جبران باسيل سجل تحفظه على مبدأ استغلال الحوادث الامنية لاخذ معلومات ليست الاجهزة الامنية بحاجة اليها على حد قوله.
أبوجمرا يقترح تعيينه وزيرا
في غضون ذلك، كشف نائب رئيس الحكومة اللواء عصام ابوجمرا عن اقتراح تقدم به لرئيس الجمهورية ميشال سليمان على ان يكون نائب رئيس الحكومة هو «وزير الامن القومي» من الناحية التقنية لسهولة عمله مع رئيس الجمهورية والحكومة، وقال في حديث لتلفزيون «إن.بي.إن» ان هذه المسؤولية تفيد الجميع وليست لأني انا نائب رئيس الحكومة بل للمستقبل.
واكد ان بحث موضوع التنصت في جلسة الحكومة كان من باب المشكلات الامنية التي تحصل مؤخرا من اختفاء المواطن جوزف صادر الى بعض المشكلات الحاصلة، مشيرا الى ان التنصت يفيد في الجرائم المنظمة لا الآنية.
وفي موضوع مجلس الجنوب، اكد ابوجمرا حق الجنوبيين في الحصول على حقوقهم، منتقدا المخارج التي تحاول التذاكي على المواطنين لأنه مادام المجلس موجوداً فيجب ان تكون له موازنة، معتبرا ان الخلاف على موازنة مجلس الجنوب لم يعد خلافا على المال، متوقعا الوصول الى حل قريبا.
انتخابيا، عرض رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري مع رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع في قريطم حجم المشاركة الشعبية الهائلة في ذكرى 14 فبراير الى جانب التطورات الانتخابية انطلاقا من تحالف الكتائب مع ميشال المر في المتن وموقع القوات في هذا التحالف.
النائب الحريري وفي استقباله وفدا من العائلات الكردية في لبنان قال ان الرئيس الحريري استشهد لأنه مشروع دولة ومشروع انماء واعمار ومشروع لبناني عربي، ونحن قررنا المتابعة بهذه المسيرة الملأى بالتحديات والصعوبات وقد انجزنا الكثير.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )