دمشق ـ هدى العبود
استقبل الرئيس السوري د.بشار الأسد أمس رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ميغيل دي ايسكوتو بروكمان الذي اكد في تصريحات بعد وصوله دمشق مساء امس الأول انه يتطلع إلى لقاء المسؤولين السوريين لبحث القضايا المتعلقة بدور الأمم المتحدة والتطورات الخطرة في العالم ودور المجتمع الدولي في إقامة سلام عادل وشامل في المنطقة.
وقد أكد الأسد على أهمية تفعيل دور الأمم المتحدة بكل هيئاتها من أجل تطبيق قرارات الشرعية الدولية ووقف الحروب والعدوان على المدنيين الأبرياء بذرائع مختلفة.
وعقب الاجتماع مع بروكمان نقل بيان رئاسي عن الرئيس الأسد تثمينه «مواقف بروكمان خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة داعيا إلى تضافر الجهود من أجل رفع الحصار عن القطاع فورا وفتح جميع المعابر لإنهاء المأساة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
ورد ديسكوتو بشكر الرئيس الأسد على مواقف سورية المبدئية تجاه قضايا المنطقة والعالم وعلى جهودها الحثيثة والهادفة إلى تكريس مفاهيم الحق والقيم والشرعية الدولية وعلى سعيها الدؤوب لإحلال السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط».
كما تناول اللقاء الأزمة الاقتصادية العالمية وسبل مواجهتها وضرورة إصلاح منظمة الأمم المتحدة وإعادة النظر بهيكلتها لتقوم على الديموقراطية الحقيقية ودعم حقوق وكرامة الإنسان في كل مكان.
ووصف بروكمان الوضع في غزة بأنه مأساوي ويبعث على الأسى، معربا عن أسفه وشعوره مع هيئة الأمم المتحدة بالحرج بسبب البطء في ردة الفعل وقال يبدو الأمر وكأننا نعطيهم مزيدا من الوقت لقتل الكثير من الناس إلا أنهم فشلوا في القضاء على حركة المقاومة.
ودعا رئيس الجمعية العامة الى إعادة النظر في هيكلية الأمم المتحدة التي تتحكم دول قليلة بها وتفرض قرارها على كل الأعضاء الآخرين في المنظمة الدولية فلذلك لا احد يتوقع من الأمم المتحدة ان تقوم بما يجب القيام به في هذا الإطار ما لم يتم إدخال الديموقراطية في إعادة هيكلة الأمم المتحدة.
وتأتي زيارة بروكمان إلى سورية ضمن جولة طويلة تأخذه إلى هلسنكي وبكين والبحرين وجنيڤ وطهران ولندن.
في سياق آخر نفى سفير سورية لدى الولايات المتحدة عماد مصطفى ان يكون قد تم استدعاؤه من قبل الخارجية الأميركية بشأن «معلومات» قدمها تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول موقع الكبر الذي تزعم واشنطن انه كان موقعا نوويا، مؤكدا أن الدعوة كانت «للنقاش» حول جميع الأمور المتعلقة بالعلاقات السورية ـ الأميركية.
وقال السفير مصطفى في تصريح لصحيفة تشرين السورية: لا صحة لما سوقته الفضائيات بهذا الشأن والصحيح هو أنه تمت دعوتي إلى وزارة الخارجية الأميركية للانخراط في نقاش حول جميع الأمور المتعلقة بالعلاقات السورية الأميركية.
وبهذا الخصوص أعربت أمانة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان لها، عن أسفها إزاء أي سوء فهم نجم عن تقريرها الأخير والذي تناقلته وسائل الإعلام بزعم وجود جزيئات الغرافيت في موقع الكبر في دير الزور.
وقالت وكالة الأنباء السورية: جاء ذلك في مذكرة وزعتها الأمانة العامة على الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت فيها عدم وجود أي دليل لديها على وجود الغرافيت في الموقع المذكور والذي كان من المحتمل استخدامه في مفاعلات نووية.
وقالت: إن الوكالة ليس لديها ما تضيفه إلى ما ورد في تقرير المدير العام للوكالة بهذا الخصوص.
إلى ذلك، أفادت صحيفة «صندي تايمز» امس بأن مسؤولي الدفاع والاستخبارات في إسرائيل سيحثون زعيم حزب «الليكود» المكلف بتشكيل الحكومة بنيامين نتنياهو على إبرام اتفاق سلام مع سورية.
وذكرت الصحيفة ان نتنياهو كان تعهد في حملته الانتخابية الأخيرة بأنه لن يوافق على طلب سورية الرئيسي إعادة مرتفعات الجولان التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 لكن جهاز الاستخبارات الخارجي (الموساد) وجهاز الاستخبارات العسكرية سيسلمانه تقريرا بعد تسلمه السلطة يحثانه فيه على بدء مفاوضات مع الرئيس السوري بشار الأسد.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إن الوثائق التي سيسلمها رئيس الاستخبارات العسكرية عاموس يدلين ورئيس الموساد مائير داغان إلى نتنياهو «توصي بأن إبرام اتفاق سلام مع سورية لن يقوض خطر اندلاع حرب معها فقط لكنه سيحدث أيضا انشقاقا بين دمشق وإيران العدو اللدود لإسرائيل لأن أي حكومة اسرائيلية لن تقبل بوجود إيران نووية».