بيروت ـ عمر حبنجر
الامل معقود على مساع يبذلها الرئيس ميشال سليمان للتوفيق بين رئيسي مجلس النواب والحكومة، حول مجمل الملفات المختلف عليها.
ومع ان جدول اعمال مجلس الوزراء لجلسة الخميس الذي وزع امس جاء خلوا من مشروع الموازنة المختلف بشأنها ووصول العلاقة بين الرئيسين الى الحائط، فإن مصادر رسمية توقعت لـ «الأنباء» ظهور بصيص نور هذا الاسبوع، في نفق موازنة مجلس الجنوب، استنادا الى مسعى للرئيس ميشال سليمان ربما تبلور قبل جلسة الخميس لمجلس الوزراء، ويتمثل في جمع رئيس مجلس النواب نبيه بري مع رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، لاحتواء التوتر القائم بينهما، والذي بلغ مستوى من العنف اللفظي البالغ.
وجاء هذا التحرك من جانب رئيس الجمهورية بعدما تعذر على اللجنة الوزارية المشكلة ان تبصر النور حتى الساعة، وهي قد لا تبصر النور، لان المشكلة في ظاهرها اعتمادات وارقام وباطنها سياسي انتخابي، الامر الذي يتعذر حله من جانب الوزراء والتقنيين.
وربما يتم اللقاء المطلوب غدا الاربعاء حيث الموعد الاسبوعي لزيارة الرئيس بري للقصر الجمهوري واحيانا رئيس الحكومة.
الوزير نجار: الرئيس يعد لسلة حلول
واكد وزير العدل ابراهيم نجار ان الرئيس سليمان يفتش عن حل للمشكلة واشار في حديث لبرنامج «كلام بيروت» الى ان الحل قد يتضمن سلة تشمل التعيينات الادارية والتشكيلات القضائية وتعيينات المجلس الدستوري.
وقال نجار: لا احد يريد الانتقام من مجلس الجنوب، انما هناك حد ادنى من التوفيق في الامور.
واعلم ان الرئيس فؤاد السنيورة لديه هاجس كبير هو ان بناء الدولة لا يقوم على طلبات ونزوات وميزانيات غير خاضعة للقواعد لانه اذا طالب مجلس الجنوب فغيره سيطالب، متوقعا ان يبحث الرئيس سليمان عن سلة تشمل التعيينات والتشكيلات والموازنة بحيث يفسح التفاهم بين رئيسي المجلس والحكومة الطريق لتحرك المؤسسات.
شطح: الجدل سياسي
وتعقليا على السجال قال وزير المال محمد شطح ان الكلام الذي نسمعه من المسؤولين لا يفيد في الانتخابات ولا يفيد الناس، لافتا الى ان النقاش بشأن موازنة مجلس الجنوب في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة لمجلس الوزراء كان ايجابيا وجديا، لكن الكلام الذي صدر بعده حول الامور كان في اتجاه سلبي.
وتمنى شطح الوصول الى اقرار الموازنة لان الفشل في هذا الامر يعكس صورة سلبية عن الحكومة، مؤكدا ان السجال القائم سياسي اكثر من كونه ماليا.
الحملة على السنيورة
غير ان اذاعة «النور» الناطقة بلسان حزب الله وصفت زيارة السنيورة الى صيدا بالاستعراضية، علما انها كانت مقررة قبل 10 ايام بحسب مصادر رئيس الحكومة، وأضافت الاذاعة ان السنيورة حاول رمي المسؤولية في ملعب رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي دعت مصادره رئيس الحكومة الى ان يجيب أهل الجنوب عن اسباب مصادرته لحقوقهم وعدم تمكنهم حتى الآن من قبض الدفعات المالية المستحقة لهم.
وفي اطار الصراع بين الطرفين ذكرت مصادر أن رئيس المجلس النيابي بدأ سلسلة لقاءات مع رؤساء البلديات في مختلف المناطق لتجييشهم ضد رئيس الحكومة على خلفية التباطؤ الحاصل في صرف اموال الصندوق البلدي للبلديات.
الا ان مصادر الرئيس بري استغربت القول بان الاصوات التي ارتفعت ضد مواقف السنيورة في صيدا قد جرى تحريكها، معتبرة ان هذا الكلام ليس مقبولا، لأنه يشكل اهانة للناس.
التراجع عن إقفال مجلس الجنوب
وحول قول الرئيس السنيورة ان امل وحزب الله وافقا في البيان الوزاري على اقفال مجلس الجنوب بعد حصوله على متوجباته المستحقة، لفتت الاوساط الانتباه الى ان الاقفال يصح عندما تكون هناك حكومة قادرة على القيام بواجباتها تجاه الناس، لكن بعد تجربتنا بالحكم بعد حرب يوليو 2006، لم نعد نستطيع الاطمئنان الى ادارة كهذه، وبالتالي فإن وظيفة مجلس الجنوب لاتزال حيوية وضرورية.
وانتقد نائب صيدا اسامة سعد زيارة الرئيس السنيورة الى صيدا والمواقف التي ادلى بها، والتي من شأنها توتير العلاقة بين عاصمة الجنوب والجنوب، وردا على سؤال حول ترشيح السنيورة للنيابة في صيدا قال سعد: اهلا بأم المعارك.
صحيفة السفير نقلت عن مصادر السنيورة ان الرئيس بري رفض تسويتين عرضتا لحل ازمة مجلس الجنوب في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء.
وزير الداخلية زياد بارود، وردا على ما يطلق من دعوات لاجراء الانتخابات النيابية على مرحلتين قال امس ان الانتخابات ستجري في يوم واحد، وان الوزارة تواصل التحضير لانجاز هذا الاستحقاق، مشددا على ان احدا لا يتحمل تبعات خرق اتفاق الدوحة الذي نص على وضع قانون انتخاب جديد واجراء الانتخابات في موعدها، من دون اي تردد، مشيرا الى ان قرار اجرائها في يوم واحد أجمع عليه البرلمان اللبناني.
وكشف بارود ان التحقيقات الأولية بشأن إلقاء القنابل على بعض المراكز الحزبية (القوات والكتائب) أظهرت انه لا علاقة للأمر بالمناخ الانتخابي، بل ان ما جرى ناجم عن حوادث فردية.