بعد ليلة امنية طويلة عاشتها القاهرة القديمة جراء الانفجار الذي استهدف منطقة حي الحسين الأثري، كشفت الشرطة المصرية أمس انها اعتقلت ثلاثة اشخاص تقوم السلطات باستجوابهم وأوقف الرجال الثلاثة الذين لم يكشف عن هويتهم قرب مكان الهجوم بعيد انفجار عبوة يدوية الصنع وضعت على ما افادت الشرطة تحت مقعد في ساحة الحسين قرب خان الخليلي في وسط القاهرة.
وأدى الانفجار ـ حسب بيان للشرطة المصرية ـ الى مصرع سائحة فرنسية تبلغ من العمر 17 عاما، وإصابة 25 سائحا بينهم أربعة عشر فرنسيا وثلاثة سعوديين، وسائحاً المانياً اضافة الى 4 مصريين من بينهم طفل وأحد أفراد الشرطة.
وذكر مصدر أمني مصري مسؤول اول من أمس أن هناك اشتباه في مسؤولية سيدتين منتقبتين وشخص ملتح عن الانفجار، حيث كانوا موجودين في المقهى أعلى موقع الانفجار.
بيد ان قناة العربية قالت في وقت لاحق أمس عن مسؤولين مصريين ان التحقيقات توسعت لتشمل 14 مشتبها بهم بينهم 3 باكستانيين.
وأوضح المصدر أن السلطات المصرية تقوم حاليا باستجواب شهود العيان للوقوف على تفاصيل الحادث.
بدوره أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مقتل شابة فرنسية في الانفجار.
وأشار في بيان أمس الاول إلى أن سبعة أشخاص يحملون الجنسية الفرنسية أصيبوا جراء الانفجار، مؤكدا في الوقت نفسه دعمه الكامل للسلطات المصرية في مساعيها الرامية لكشف تفاصيل الواقعة كما أعرب عن تضامنه مع أهالي الضحايا.
في سياق متصل، وصلت إلى مطار القاهرة الدولى امس طائرة إسعاف فرنسية طراز (بيتش 350) وعلى متنها 6 أطباء فرنسيين من مختلف التخصصات للمشاركة في علاج ونقل السائحين الفرنسيين الذين تعرضوا للاصابة في الحادث.
وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية ان الضحية تبلغ من العمر 17 عاما ومن منطقة لوفالوا بباريس وذهبت الى مصر مع مجموعة من الشبان.
وأكدت الخارجية الالمانية أن مواطنا ألمانيا أصيب في الانفجار غادر المستشفى، كما غادر المستشفى أيضا 3 مواطنين سعوديين.
في غضون ذلك، أعربت المملكة العربية السعودية عن استنكارها وشجبها للانفجار الآثم الذي استهدف مدنيين.
وقال مصدر مسؤول في تصريح لوكالة الأنباء السعودية (واس) أمس «إن المملكة العربية السعودية تدين بشده هذا العمل الإجرامي الذي استهدف الأبرياء والآمنين»، متمنيا «للجرحى الشفاء العاجل ولجمهورية مصر العربية وشعبها الشقيق دوام الأمن والاستقرار».
كما أدانت سورية امس التفجير مؤكدة وقوفها الى جانب مصر.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية إن «سورية أكدت دوما رفضها لمثل هذه الأعمال الغريبة عن مجتمعاتنا والتي تتنافى مع الأصالة والأخلاق العربية».
وأضاف المصدر أن سورية «تعرب عن تعازيها وتعاطفها مع أسرة الضحية وأسر الجرحى وتؤكد وقوفها إلى جانب شعب وحكومة جمهورية مصر العربية في مواجهة هذه الأعمال الإجرامية».
بدورها نددت وزارة الخارجية الايرانية امس بالتفجير «الارهابي»، واعرب المتحدث باسم الخارجية حسن قشقاوي عن أسفه البالغ لوقوع ضحايا ابرياء جراء هذا الحادث «المشبوه»، مبديا في الوقت نفسه تضامنه مع الشعب والحكومة المصرية.
وقال قشقاوي ان «مثل هذه الاعمال العمياء انما تخدم اهداف الكيان الصهيوني وتلحق الضرر بالمراكز التاريخية والحضارية التي هي محل احترام كافة اتباع الديانات الالهية».
وفي المواقف الغربية أكد رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون ادانته الشديدة لانفجار، ووصفه بالعمل الإرهابي. وأشار فيون، في بيان صدر عن رئاسة مجلس الوزراء الفرنسي ليلة اول من أمس، الى أن فرنسا تقف الى جانب مصر أكثر من أي وقت مضى في محنة محاربة الارهاب.