دمشق – هدى العبود
بحث الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله في دمشق للممثل الأعلى للشؤون الأمنية والسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا والوفد المرافق له القضايا الإقليمية والدولية الراهنة وضرورة تثبيت وقف إطلاق النار وفك الحصار الاسرائيلي على القطاع وفتح المعابر.
وأكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحافي مشترك مع سولانا عقب الاجتماع، أن كل طرف لا يريد المساهمة في تحقيق سلام عادل وشامل يستند إلى الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام سيخسر في النهاية.
وأضاف المعلم في رده على سؤال لـ«الأنباء» «نحن لا نريد أن ندخل في مقارنة بين رغبة الإدارة الأميركية في السلام والتركيبة الجديدة في الكنيست الإسرائيلي».
وحول العلاقات العربية ـ العربية شدد المعلم على سعي الرئيس الأسد لبذل كل جهد ممكن من اجل استعادة التضامن العربي من واقع مسؤوليته كرئيس للقمة العربية»، مشيرا إلى أن شعار قمة دمشق كان قمة التضامن العربي.
وعن زيارته إلى السعودية قال الوزير السوري «جرى بحث بيني وبين الأمير سعود الفيصل في مختلف المواضيع الإقليمية وكان حوارا بناءا ومثمرا».
مؤكدا أن العلاقات مع السعودية «نسير بالاتجاه الصحيح»، وأضاف «من الطبيعي أن نتناول الوضع في لبنان، وكانت وجهات النظر متفقة على العمل من اجل ما يسهم في امن واستقرار لبنان وإجراء الانتخابات النيابية في وقتها»، وبخصوص محكمة قتلة الحريري الدولية قال وزير الخارجية السوري «لم يطرق موضوع المحكمة من أي جانب لاسيما أن الطرفين يعتبران هذا الموضوع شأنا بين لبنان والأمم المتحدة».
العلاقة مع مصر
وبشأن العلاقة مع مصر في ضوء التحركات من أجل تنقية الأجواء العربية قال المعلم «عندما نتحدث عن جهود التضامن هذا يعني أننا لا نستثني احد من الأشقاء العرب، خاصة ان سورية تتحرك من واقع مسؤوليتها كرئاسة للقمة فعليها أيضا التحضير الجيد للقمة القادمة في الدوحة».
وفي رده على سؤال حول رأيه بمبعوث السلام الأميركي جورج ميتشيل وإمكانية أن يحقق نجاحات على غرار نجاحه في حل المسألة الايرلندية قال المعلم «لا يستطيع أي مبعوث للسلام أن ينجح ما لم تتوفر إرادة السلام لدى الأطراف، ثانيا أن يكون هذا الوسيط نزيها ويتصل بكل الأطراف المعنية بهذه العملية بمعنى ألا يتصل بطرف ويعزل طرفا آخر».
وحول اتصالات بعض الأطراف الأوروبية بحركة حماس قال الوزير المعلم: «نحن نتحدث عن حكومة وحدة وطنية فلسطينية او حكومة وفاق وطني وهي احد بنود الحوار الفلسطيني الجاري في القاهرة، وقد أثبتت الاحداث أن حماس واقع حقيقي على ارض غزة والضفة الغربية وان حماس جزء مهم من الشعب الفلسطيني ونتطلع لانضمامها لمنظمة التحرير ومصالحة تشمل كل الملفات وهكذا يستطيع الشعب الفلسطيني بوحدته أن يصون قضيته».
وكشف الوزير السوري أن بلاده ستحضر مؤتمر شرم الشيخ المقرر عقده الأحد المقبل وقال «سورية ستحضر مؤتمر شرم الشيخ وسأمثل بلدي في هذا المؤتمر، سورية لن تغيب عن اي مؤتمر يعقد بشأن إعادة إعمار غزة».
وأضاف «نحن من خلال اتصالاتنا مع الفصائل نبذل كل جهد ممكن لنجاح الحوار الفلسطيني في القاهرة، وعندما يتوصل الفلسطينيون في حوارهم إلى اتفاق حول المواضيع التي يختلفون حولها ويتم التوقيع على هذا الاتفاق من قبل هذه الفصائل فإذا دعيت سورية ستحضر».
السلام الشامل
من جهته أعرب سولانا عن تفاؤله بأن يكون العام 2009 عام سلام وقال «سنبذل كل الجهود لجعل العام 2009 مثمرا لتحقيق السلام وبالنسبة لنا السلام ينبغي أن يكون شاملا».
وأضاف «أنا متأكد أن هذا لن يكون سهلا ولكني متأكد أن الجهود العربية ستستمر في هذا الإطار وهذا هو الموقف الذي تتخذه قمة الدوحة»، مشيرا إلى ضرورة استمرار المفاوضات وتثبيت وقف إطلاق النار وفتح المعابر وأن يتم التوصل الى تسوية مناسبة كنتيجة لعمليات المصالحة الفلسطينية»، وقال «آمل ان يتحقق ذلك وعندها سيتمكن الفلسطينيون والمجتمع الدولي من التحرك باتجاه السلام».
وشدد سولانا على أهمية اجتماع شرم الشيخ الذي سيكون للمانحين ويضم ثمانين بلدا مؤكدا «أنه سيكون في الوقت نفسه اجتماعا سياسيا مهما».
لافتا إلى أمله بأن تتوصل قمة الدوحة الى مواقف مشتركة فيما يتعلق بكل القضايا التي تهم المنطقة.
موقف الاتحاد
وبشأن تواصل شخصيات أوروبية مع حركة حماس وموقف الاتحاد الأوروبي من ذلك قال سولانا «موقف الاتحاد الاروبي واضح وكنا قد اعلنا عن شروط الانخراط للنقاش مع حماس وتعرفون هذه الشروط (شروط الرباعية) ونأمل ان تتحرك حماس بهذا الاتجاه».
ووصف سولانا مباحثاته مع الرئيس السوري بشار الأسد بأنها جيدة للغاية وقال «تصدت لكل المواضيع وخرجت بشعور أن هناك إمكانية لدفع (المفاوضات) قدما بتعاون سورية وآمل ان اتمكن من العودة خلال الأسابيع والأشهر القادمة لأقول أن المسائل التي اعتزمنا تحقيقها قد حققناها بالفعل»، وأكد سولانا أن اللجنة الرباعية الدولية ستعقد اجتماعا، والذي سيكون أول اجتماع في ظل الادارة الأميركية الجديدة، كما ستلتئم القمة العربية أواخر مارس المقبل بالدوحة، معربا عن أمله في أن يتوصل القادة العرب الى مواقف مشتركة لكل القضايا التي تهم المنطقة.
وتمنى ان تساهم الزيارة التي قام بها وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى السعودية في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.