كشف مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية (الپنتاغون) ان الرئيس باراك أوباما سيطلب من الكونغرس أكثر من 200 مليار دولار لتمويل الجهود الأميركية الحربية للأشهر الـ 18 المقبلة.
ونقلت شبكة «سي.ان.ان» الأميركية عن مسؤولين في الپنتاغون ان أوباما سيطلب 75.5 مليار دولار للعام 2009 لتغطية تكاليف الإنفاق على القوات الإضافية في أفغانستان.
وأوضح المسؤولون ان الإنفاق الحربي للعام 2010 سيكون جزءا من طلب التمويل الدفاعي الشامل الذي يقدمه الرئيس والمتوقع أن يتم الإعلان عنه لاحقا.
وتضاف 200 مليار دولار إلى الـ 534 مليارا المخصصة للنفقات الأخرى لوزارة الدفاع التي من المتوقع أيضا أن يطلبها أوباما من الكونغرس.
وكان الكونغرس منح الپنتاغون 65.9 مليار دولار للنصف الأول من السنة المالية 2009 الى ذلك يواجه الجيش الاميركي حقبة جديدة من خفض نفقاته في ظل ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما التي ستقلص على الارجح مخصصات مشاريع انتاج طائرات متطورة تكنولوجيا وسفن حربية جديدة ومشاريع صواريخ دفاعية في الميزانية الاميركية الجديدة.
ومع تضخم العجز في الميزانية ليصل الى اكثر من تريليون دولار، ألمحت الادارة الجديدة الى انها تأمل في خفض نفقات الجيش عبر خفض عديد القوات الاميركية في العراق والغاء برامج اسلحة كبيرة.
وقال لورين ثومبسون من معهد ليكسنغون ان «خفض الاسلحة اسهل من خفض الموظفين».
وصرح ثومبسون لوكالة فرانس برس بأن «ثمة مؤشرات واضحة على ان الانفاق الدفاعي الاميركي بلغ ذروته في 2008 وانه سينخفض خلال السنوات الاربع المقبلة مع تقليص الولايات المتحدة وجودها في العراق».
وكان الرئيس الاميركي السابق جورج بوش وقع قانونا يخصص 612 مليار دولار لـ «الدفاع» وهي اكبر ميزانية اميركية لها منذ الحرب العالمية الثانية، الا ان الازمة الاقتصادية تعني ان الانفاق سيتعرض الى مزيد من الضغوط والقيود.
وحذر وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الذي يؤكد ان اولويته هي قتال المتمردين بدلا من خوض حرب تقليدية، من ان مشاريع الاسلحة الكبيرة التي تتسم بتاخير التنفيذ وارتفاع التكاليف ستوضع تحت مراقبة اكبر.
ومن البرامج التي يرجح ان تخفضها «الپنتاغون» مدمرات بحرية ومقاتلات ومن بينها طائرات «اف-22» و«سوبر هورنيت» من انتاج شركة لوكهيد مارتين وبوينغ، اضافة الى نظام لاسلكي رقمي لجميع القوات المسلحة وصواريخ دفاعية لنشرها في پولندا وجمهورية تشيكيا.
وأشار غيتس سابقا الى ان مقاتلات «اف-22» التي تكلف كل منها نحو 350 مليون دولار، معرضة للخفض.
كما تساءل محللون عسكريون عن الحاجة الى مزيد من حاملات الطائرات التابعة للقوات البحرية وشبكة العربات العسكرية المرتبطة بجهاز كمبيوتر والتي تعرف باسم انظمة القتال المستقبلية.
وأعرب غيتس عن خيبة أمله بسبب بطء برامج الاسلحة التي لا تبدو مرتبطة بالتهديدات الحالية التي يشكلها مسلحون ينتشرون في مناطق وعرة من افغانستان والصحارى العراقية.
وكتب غيتس مؤخرا في مجلة «فورين افيرز» ان الولايات المتحدة لا يمكنها «التخلص من مخاطر الأمن القومي بواسطة ميزانيات دفاع كبيرة، والقيام بكل شيء وشراء كل شيء».