بيروت ـ عمر حبنجر
اليوم تنطلق المحكمة الدولية في لاهاي وغدا الحوار الوطني في دورته الخامسة في بعبدا، وهما محطتان اساسيتان في مسيرة المرحلة اللبنانية المقبلة.
واعتبارا من اليوم تأخذ المحكمة الدولية زمام الامور القانونية في ملف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، مع بدء عمل رئيس لجنة التحقيق الدولية دانيال بيلمار كمدع عام لهذه المحكمة.
وحول هذه النقطة، تمحور الحراك السياسي في بيروت امس الى جانب متابعة الزيارة الرسمية التي بدأها الرئيس ميشال سليمان الى سلطنة عمان امس واليوم، فيما تقلص الاهتمام الانتخابي رغم النفخ القائم بأبواقه منذ بضعة اشهر.
الاكثرية احتفلت بانطلاق عمل المحكمة كونها تشكل فرصة لاظهار الحقيقة، ومجالا لوقف مسلسل الاغتيالات والتفجيرات، فيما اكدت قوى الثامن من آذار ضرورة اطلاق سراح الضباط الكبار الاربعة الموقوفين اسوة بالموقوفين الثلاثة الذين افرج عنهم بصرف النظر عن ماهية الادوار التي لعبها كل من هؤلاء، واعتبرت ان اعتقال هؤلاء الضباط اعتقال تعسفي.
في هذا السياق، طالب حزب الله القاضي العدلي صقر صقر بالاحتكام الى ضميره والى القانون واتخاذ قرار الافراج الصائب بأسرع ما يمكن.
وتوقف الحزب امام اطلاق شاهد زور ضلل التحقيق وهو السوري ابراهيم جرجورة، متسائلا في بيان اصدره عما اذا كان المقصود حماية من جندوا ووظفوا هذا الشاهد في مسرح الجريمة كما فعل سابقا مع محمد زهير الصديق.
حزب الله «بارك» للاخوة في جمعية المشاريع الاسلامية اطلاق الاخوين محمود واحمد عبدالعال بعد سجن ظالم دام اكثر من ثلاث سنوات بغير وجه حق.
وكان رئيس لجنة التحقيق الكندي دنيال بيلمار الذي يتسلم اليوم مهام مدعي عام المحكمة، اعلن قبل مغادرته بيروت إلى لاهاي أنه : مثلما هي الحال بالنسبة لعمل لجنة التحقيق، ينبغي الا تكون تحقيقات مكتب المدعي العام والخطوات التي سأقررها كمدع عام وكذلك ما ستخلص اليه المحكمة موضع احكام مسبقة او تكهنات.
وتعهد بيلمار بأن عمله لن يخضع لأي «اعتبارات سياسية».
قاسم: سنتحرك بكل جدية
نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم دعا كذلك القضاء الى الافراج عن الضباط الاربعة اذا اراد ان يبرز ان لديه نقاء و عدالة، مؤكدا لعوائل الضباط ان الحزب سيطالب المعنيين وخصوصا رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والقضاء المختص والمطلوب براءة قضائية او ادانة قضائية، وليس براءة سياسية ولا منة من احد.
وقال قاسم انه اختبار كبير للقضاء وعبء لا يمكن محوه بعد ذلك، وهذه مسؤوليتنا ونحن سنتحرك بكل جدية.
الى ذلك، قال مصدر في المعارضة لاذاعة «النور» الناطقة بلسان حزب الله ان مذكرة التفاهم الجديدة التي عرضها وزير العدل ابراهيم نجار وتتألف من ثلاث صفحات قابلها الوزراء بطلب مهلة زمنية للاطلاع عليها قبل اقرارها، وهو ما حدا بالرئيس سليمان على طلب تأجيلها للجلسة المقبلة ريثما يكون الوزراء المهتمون قد وضعوا ملاحظاتهم.
من جهته، النائب مروان حمادة امل ان تهدئ المحكمة الدولية من هول العاصفة السياسية، مؤكدا ان معركة المحكمة شرسة وقوية.
واكد ان المحكمة ضمانة للحق وان الرسالة التي ارادتها قوى 14 آذار مواكبة لانطلاق المحكمة تظهر اننا لا نبحث عن الثأر.
وقال: اعتبارا من اليوم الاحد اهم شخص في المحكمة سيكون القاضي قبل المحكمة، الذي يأخذ القرار الظني ويصدر مذكرات توقيف او جلب او طلب شهود او حماية للشهود، وبالتالي من المبكر القول ماذا سيحصل.
واشار حمادة الى ان ثمة معطيات تشير الى ان بيلمار تقدم في التحقيق بمكان ما.
وردا على سؤال لاذاعة «صوت لبنان» عن اصرار 14 آذار على اتهام سورية، قال: عندما نتمعن في الاسباب والاهداف وبما احاط ذلك من حماية للمجرم ومن شراسة في منع المحاكمة وفي محاولة تعطيل التحقيق، قلت انا اتهم النظام السوري استنادا الى حسي وقناعتي الشخصية، في ان ثمة دورا لهذا النظام في استهداف جماعة من الناس، جمعت بينهم فقط معارضة استمرار الوصاية السورية على لبنان.
وعن حملة الوزير غازي العريضي، وهو عضو في اللقاء النيابي الديموقراطي الذي يرأسه وليد جنبلاط على مجلس الانماء والاعمار التابع لرئاسة مجلس الوزراء، قال حمادة: حملة الوزير العريضي لها علاقة ربما بوزارته المعنية بالاشغال العامة، وربما لاسباب قديمة وجديدة تتعلق بتجاوز وزارته، لكن موقفنا، جنبلاط ونحن، ان نوصل البلاد الى الانتخابات، فنحن نبلع الضربة تلو الضربة، والاهانة تلو الاهانة بصمت، وصمتنا ليس صمت العاجز على العكس جمهورنا كله حيوية، انما ضمن الايمان بلبنان واللاعودة الى الحرب الاهلية.
وردا على حملة الوزير آلان طابوريان (8 آذار) على رئيس الحكومة، قال حمادة ان هناك نوعا من الحقد على فؤاد السنيورة، السنيورة رئيس الوزراء الذي صمد في وجه الوصاية، وفي وجه محاولات اعادة الوصاية والذي رأى الوزراء والنواب والضباط يتساقطون من حوله، والذي صمد في حرب يوليو، واتى بحل هو بمنزلة انتصار او تكريس انتصار للبنان من خلال القرار 1701 والذي صمد في حرب النهر البارد، والذي ساهم وقاد انتشار الجيش اللبناني في الجنوب، وقاد عملية عسكرية ضد مخيم فلسطيني خرج من فلسطينيته الى اصولية مرتبطة بمخابرات اقليمية، وجر طائفته ومذهبه الى لبنانية اصيلة لا تنفصل عن عروبته.
فرنجية يناشد مغتربي أستراليا
رئيس تيار المردة سليمان فرنجية توجه بكلمة انتخابية الى اللبنانيين المغتربين في استراليا وبينهم العديد من الزغرتاويين السائرين في ركابه، طمأنهم فيها الى ان لبنان بألف خير.
واضاف: مهما ذهبوا اليكم وقالوا فإن ذاكرتكم لن تخونكم، انهم يقولون انهم يريدون اعادة زغرتا الى لبنان، ومنع تغيير هوية لبنان، والعادة اللبنانية، ويعرضون عليكم 1500 دولار للشخص كي تأتوا الى لبنان وتنتخبوهم، وانا اسأل من اين يأتي هؤلاء بالاموال لإحضار عشرة آلاف ناخب من استراليا؟
وقال فرنجية ان من سيأتون من استراليا لن يتخطوا الـ 500 شخص، وناشد من تلقوا مثل هذه العروض ان يأتوا وينتخبوا بضمائرهم وسنكون لهم شاكرين.
ونفى فرنجية صحة ما نقله المنافسون الى المغتربين في استراليا، وقال: نحن لسنا منتمين الى دولة او اشخاص، نحن ننتمي فقط الى شعبنا.
وفي اشارة الى علاقته مع سورية، قال ان من كانوا مستفيدين من هذا الخط (السوري) صاروا يتحدثون اليوم عن السيادة والاستقلال، وعندما كان السوريون في لبنان كانوا سوريين اكثر منا.
واعترف بالخلاف مع عون على ترشيح شخص في هذا المكان او ذاك، لكن الاشخاص يمكن ازاحتهم امام الحلف الذي يجمعنا بالعماد عون، وهو اكبر من الاشخاص وهو مركب على الانتصار.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )