لم يعد هناك شك في ان الحكومة الاسرائيلية المقبلة ستكون يمينية ومتطرفة بعد أن وصلت المفاوضات بين بنيامين نتنياهو رئيس حزب الليكود والرئيس المكلف بتشكيلها وتسيبي ليڤنى زعيمة حزب كاديما للانضمام الى الائتلاف إلى طريق مسدود، فيما تلقى بوادر التقارب بين زعيم الليكود وايهود باراك رئيس حزب العمل معارضة شديدة من اعضاء حزبه.
وبعدما أعلنت متحدثة باسم الليكود ان نتنياهو تخلى عن محاولة إقناع تسيبي ليڤني زعيمة حزب كاديما المنتمي لتيار الوسط بتشكيل ائتلاف حكومي موسع، تزايدت احتمالات اتجاه نتنياهو الى الاحزاب اليمينية المتطرفة المعارضة لأي انسحاب إسرائيلي من أراض في محادثات السلام مع الفلسطينيين، لاسيما حزب إسرائيل بيتنا بزعامة افيغدور ليبرمان.
في المقابل نقلت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية عن مصادر وثيقة الصلة بنتنياهو قوله إن ليڤني رافضة بشكل قاطع لحكومة وحدة وطنية.
وأشارت الصحيفة الى انه في جولة من المحادثات عقدت مع اعضاء حزب كاديما قالت ليڤني إن نتنياهو اكثر تطرفا من ليبرمان الذي لا يستبعد حل دولتين وأن نتنياهو لا يرغب حتى في بحث ذلك الامر».
وقالت الصحيفة إن شخصيات بارزة في حزب كاديما انتقدت موقف ليڤنى وقالت إنها لن تشكل ايضا فرقا تفاوضية مع الليكود رغم انها اجرت محادثات مع الفلسطينيين على مدى 3 اعوام.
من جانبها ذكرت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية ان مسؤولين في الليكود يتهمون ليڤني بأن قرارها عدم الانضمام إلى الائتلاف الحكومي نابع عن مصالح شخصية ضيقة وليس بسبب خلل أيديولوجي.
ونقلت الاذاعة عن مصادر أن باراك يرغب في الانضمام إلى حكومة نتنياهو، إلا أنه يلقى معارضة شديدة داخل حزب العمل ومن غير المتوقع أن يتمكن من إقناع حزبه بالموافقة.
فقد ذكر مسؤول في حزب العمل في تصريح صحافي إن ثمة معارضة شديدة داخل الكتلة للانضمام للحكومة والاحتمالات بأن يشارك حزب العمل في الائتلاف ضئيلة للغاية وفي حال فشل الطرفان في الاتفاق يصبح توجه نتنياهو للتفاوض مع حزب «اسرائيل بيتنا» بزعامة ليبرمان شبه مؤكدة، حيث قال مسؤول في «اسرائيل بيتنا» ان زعيم الحزب سيتقلد على ما يبدو منصب وزير الخارجية رغم أنه يفضل حقيبة الدفاع فيما كان ليبرمان قد صرح بأن مسألة توزيع الحقائب لن تكون مشكلة في المفاوضات الائتلافية.
ويعيدا عن مفاوضات تشكيل الحكومة نقلت صحيفة «هآرتس» عن نتنياهو تأييده لقيام دولة فلسطينية دون سيادة وعلى 50%من أراضي الضفة الغربية.
ونقلت الصحيفة عن نتنياهو قوله خلال اجتماعه مع رئيسة حزب كاديما تسيبي ليڤني يوم الجمعة الماضي سؤاله لها «هل توافقين أن تكون لدى الفلسطينيين صلاحيات مثل سيطرة كاملة على المجال الجوي وإنشاء جيش وإبرام أحلاف مع دول أخرى مثل إيران أو السيطرة على المعابر الأمر الذي يسمح بدخول أسلحة، أنا لا أوافق على ذلك».
وكتب المحلل السياسي في هآرتس ألوف بن في مقال تحليلي نشره امس أن «نتنياهو يعتبر أن على إسرائيل الإصرار بأن يبقى بيدها 50% من الضفة وهي المناطق المفتوحة في غور الأردن وصحراء يهودا (برية الخليل) وهي مناطـــق تشكــل شريطـا أمنيا شرقيا هاما».
وقال نتنياهو لليڤني إنه «في إطار الحل الدائم سيحصل الفلسطينيون على الصلاحيات التي تمكنهم من إدارة مجرى حياتهم وأنا لست منغلقا وإنما أعتزم مواصلة دفع العملية السياسية مع الفلسطينيين لكن إذا كانت لديهم سيادة كاملة فإن من شأن ذلك أن يشكل خطرا على أمن إسرائيل».
في مقابل موقف نتنياهو، جدد ليبرمان اليميني المتطرف موقفه الرافض لقيام دولة فلسطينية.
وأشار ليبرمان ـ في حديث نشرته صحيفة «واشنطن بوست» امس الى انه ابلغ رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق ارئيل شارون عام 2005 هذا الرفض.
وجدد ليبرمان اقتراحه تبادل الاراضي والسكان مع الفلسطينيين مستشهدا بالتجربة القبرصية، ووصف اقتراح زعيم حزب العمل ايهود باراك العودة الى حدود عام 1967 بـ «الاقتراح الجنوني».
وقال ان رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتهية ولايته ايهود اولمرت حاول القفز من المرحلة الاولى لخطة خارطة الطريق الى المرحلة الاخيرة، واصفا هذه المحاولة بالمستحيلة، على حد تعبيره.