شرم الشيخ
خديجة حمودة
نجح مؤتمر إعمار غزة الذي افتتحه الرئيس المصري محمد حسني مبارك في شرم الشيخ امس في جمع ما يزيد عن 4 مليارات و481 مليون دولار.
وقال وزير الخارجية المصري احمد أبوالغيط في المؤتمر الصحافي الختامي للمؤتمر «انه اذا ما اضيفت هذه المبالغ الى التعهدات السابقة فإن المساعدت ستتجاوز الـ 5 مليارات دولار».
ومن بين هذه التبرعات 900 مليون دولار كمساعدات اميركية اجمالية للفلسطينيين بينها 300 مليون ستذهب مباشرة لقطاع غزة.
الى جانب 100 مليون دولار تبرعت بها ايطاليا و150 مليونا من ألمانيا، في حين قدمت السلطة الفلسطينية خطة اجمالية بقيمة 2.8 مليار دولار.
وتضمنت الخطة شقين، شق لاعادة الاعمار وانعاش الاقتصاد بقيمة 1.3 مليار دولار خلال عامي 2009 و2010، والثاني بقيمة مليار و500 مليون دولار لتغطية العجز في الميزانية يخصص نصفها لقطاع غزة.
مشاركة واسعة
وكان الرئيس حسني مبارك افتتح صباح امس أعمال المؤتمر في منتجع شرم الشيخ بمشاركة وفود رسمية تمثل نحو 78 دولة عربية وأجنبية و16 من المنظمات الاقليمية والدولية الى جانب مؤسسات التمويل الدولية.
وترأس وفد الكويت الى المؤتمر نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح الذي اعلن عن تبرع الكويت بمبلغ 200 مليون دولار للسلطة الفلسطينية للسنوات الخمس المقبلة.
وقال الشيخ د.محمد الصباح في كلمته امام مؤتمر اعادة اعمار غزة ان هذا التبرع من جانب الكويت يأتي من منطلق التزام الكويت حكومة وشعبا بالتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مشيرا الى أن هذا التبرع سيكون من خلال برنامج اعادة اعمار غزة الذي أعلن عنه في الرياض مؤخرا.
وأشار في هذا الاطار الى اعلان صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في مؤتمر القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية والتي عقدت في الكويت في يناير الماضي عن تقديم مساعدة عاجلة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) بمبلغ 34 مليون دولار أميركي.
ولفت كذلك الى ما سبق ان أعلنته الكويت من الالتزام بمبلغ 300 مليون دولار أميركي لدعم السلطة الفلسطينية أثناء مؤتمر المانحين الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس في عام 2007.
وأعرب الشيخ د.محمد الصباح عن أمله في مشاركة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في رفع المعانات عن سكان القطاع وذلك في أسرع وقت ممكن.
ودعا الى تكاتف المجتمع الدولي للضغط على اسرائيل وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 1860 والخاص برفع الحصار وفتح المعابر لتسهيل دخول المساعدات الانسانية وما تتضمنه من دخول مواد البناء والاعمار الى قطاع غزة للتخفيف من معاناة سكان القطاع.
وقال: «اننا في الكويت نعي أهمية الاتفاق على الآليات التنفيذية لبرنامج اعادة الإعمار حيث تم ومن خلال مجلس التعاون لدول الخليج العربية اعداد مقترحات يتم بحثها على أعلى المستويات والتي من شأنها أن تسهم في سرعة صرف التزامات الدول الأعضاء والدول العربية الراغبة في العمل ضمن البرنامج المقترح».
والى جانب الرئيس مبارك شارك في المؤتمر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني والسكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وأمين عام الجامعة العربية عمرو موسى.
وفي كلمته الافتتاحية أكد الرئيس المصري رئيس المؤتمر على حقيقة أن قطاع غزة جزء من الاراضي المحتلة ويشكل مع الضفة مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة وهو هدف عملية السلام.
مشددا على أن الاولوية الان لتحقيق التهدئة في قطاع غزة رغم تراجع إسرائيل عن مواقفها السابقة، واذ اسف الرئيس المصري لتراجع إسرائيل في اللحظة الاخيرة عن تعهداتها بشأن التهدئة، اكد ان مصر ستتابع جهودها مع اسرائيل حتى التوصل الى الاتفاق المنشود للتهدئة باسرع وقت ممكن.
وأضاف أن أموال العالم لا يمكنها أن تعيد من سقط من الشهداء أو أن تعوض الجرحى والمصابين من المدنيين الابرياء.
الإعمار وحكومة الوحدة
وأكد مبارك أن نجاح عملية إعادة الاعمار يظل رهنا بعدد من الاعتبارات أولها سرعة التوصل لاتفاق للتهدئة بما يضمن فتح المعابر أمام مستلزمات البناء وضرورة التزام الجانبين بهذا الاتفاق، وثانيها تحقيق المصالحة بين السلطة الفلسطينية والفصائل وتشكيل حكومة وفاق وطني تتولى الاشراف على اعادة الاعمار بالتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية، وثالثها الاتفاق على آلية دولية تحظى بثقة المانحين تتولى تلقى مساهماتهم وتوجهها لعملية اعادة الاعمار في اطار من الشفافية والمحاسبة، ورابعها تفعيل دور الامم المتحدة كمظلة لجهود اعادة الاعمار وتعزيز دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الاونروا».
من جانبه، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته أن جهود إعادة الاعمار ستبقى قاصرة وعاجزة في ظل غياب الحل السياسي.
كما كشف عباس عن أن سلطته أعدت برنامجا لإعادة إعمار قطاع غزة ودعم الاقتصاد الفلسطيني يستند إلى تقييمات واقعية ودقيقة لمتطلبات إعادة بناء إعمار ما تم تدميره في القطاع.
وألقى عباس باللائمة على إسرائيل التي تواصل «التنكر لالتزاماتها وعدم تنفيذ الاستحقاقات المتوجبة عليها وإصرارها على مواصلة الاستيطان وبناء الجدار العنصري لالتهام أرضنا لمحاولة فرض الامر الواقع ورسم الحدود بالقوة المسلحة والامعان في فرض الحصار على شعبنا».
أما عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية فأكد أن «الاجتماع يؤكد رسالة قوية مفادها أن العالم يقف مع شعب فلسطين، وان المجتمع الدولي لن يقبل وضعه كرهينة لهذه الحلقة المفرغة».
أولوية إطلاق شاليط
من جهته، اعتبر الرئيس الفرنسي أن اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز منذ يونيو 2006 لدى مجموعات فلسطينية في غزة «اولوية» بالنسبة لفرنسا.
ورأى ان اتفاقا بشأن الافراج عنه «ممكن» معربا عن امله ان يتم ذلك «في اسرع وقت».
كما اعرب ساركوزي عن تضامن بلاده التام مع الشعب الفلسطيني الذي عانى الكثير، مشيرا إلى أن بلاده قدمت 9 طائرات تحمل مساعدات إغاثية انسانية بالاضافة إلى أن باريس تتعهد ببناء مستشفى في قطاع غزة.
وطالب الرئيس الفرنسي بان يكون عام 2009 عام سلام.
وبعد ساركوزي ألقى رئيس الوزراء الإيطالي كلمته التي اقترح خلالها منطقة «ايرتشي» في صقلية لاستضافة المؤتمر، معربا عن استعداد الحكومة الايطالية لتحمل كل التكاليف اللوجيستية للوفود المعنية ولكن «بعد إتمام السلام وحين نصل إلى الاعتراف بحل الدولتين».
وأعلن برلسكوني تبرع بلاده بمبلغ 100 مليون دولار لاعادة إعمار غزة.
ومن جانبه دعا أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون إلى التحرك الفوري لإعادة إعمار غزة وإقامة سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين.