القاهرة ـ خديجة حمودة
دعا وزير الخارجية السعودي صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل في افتتاح الدورة العادية للمجلس الوزاري للجامعة العربية في القاهرة أمس الى «رؤية عربية مشتركة» للتعامل مع «التحدي الايراني».
وقال الفيصل ان جهود «المصالحة العربية والفلسطينية» التي اثمرت تحسنا في العلاقات العربية والفلسطينية اخيرا «لن يكرسها ويدعمها الا توافر رؤية مشتركة ازاء القضايا ذات المساس بالامن العربي والتعامل مع التحدي الايراني» فيما يتعلق بالملف النووي الايراني وامن الخليج او بتدخل اطراف خارجية «في العراق ولبنان وفلسطين».
ورأى وزير الخارجية ان «الوقت قد حان ليتجاوز العرب خلافاتهم وانقساماتهم والتي كانت ومازالت عونا لكل من يريد الاساءة اليهم والتنكيل بهم».
واضاف انه «طرأ تحسن ملموس في العلاقات العربية بما في ذلك الاتصالات الايجابية بين الرياض ودمشق».
واشار في هذا السياق الى الجهود المصرية التي «اثمرت التوصل الى اتفاق نأمل ان يعيد اللحمة بينهم».
واكد الامل بالتوصل الى حكومة وحدة فلسطينية «تتحدث باسم كل الفلسطينيين ويمكنها ان تفرض على الاطراف الدولية التعامل معها» كمؤسسة واحدة من «دون انتقائية».
وفيما يتعلق بمبادرة السلام العربية التي اقرتها قمة بيروت العربية في العام 2002، قال الفيصل ان «التخلي عن هذه المبادرة في ظل ميزان القوى السائد وطبيعة الواقع العربي المتأزم لن يساعد مطلقا على تحسين هذا الواقع او انهاء تأزمه بل سيمثل الغاء المبادرة نوعا من إلحاق الاذى بالنفس في غياب البديل الافضل».
من جهته، اكد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى في الجلسة الافتتاحية لاجتماع الوزراء العرب انه اجرى اتصالات ايجابية بشأن المصالحة العربية خلال الاسابيع الاخيرة.
وقال «يسرني ان انقل اليكم توقعا متفائلا بشأن ترميم الوضع العربي قبل انعقاد القمة العربية في الدوحة» في 30 الجاري.
واشار موسى الى ان الجهود من اجل المصالحة اطلقت في اعقاب الدعوة التي اطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من اجل انهاء الانقسام العربي في القمة الاقتصادية العربية التي عقدت في الكويت مطلع فبراير الماضي.
في حين اقترح وزير الدولة السوداني للشؤون الخارجية محمد الكرتي ان «تحمل الدورة الحالية» للمجلس الوزاري للجامعة العربية، التي تترأسها بلاده «شعارا كبيرا هو دورة الوفاق العربي».
وكانت البحرين طلبت أن يناقش الوزراء التصريحات العدائية لبعض المسؤولين الإيرانيين ضد البحرين.
وسعت إيران الى توضيح الموقف من خلال رسائل ومبعوثين الى البحرين بينها رسالة من الرئيس وتصدر الوضع الفلسطيني ومذكرة الاعتقال المحتملة ضد الرئيس السوداني عمر البشير البنود الـ 28 لجدول أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب.
وقال ديبلوماسيون عرب إن الفيصل عقد قبل بدء الاجتماع لقاء مع نظيريه السوري وليد المعلم والمصري أحمد أبو الغيط هو الأول من نوعه منذ توتر العلاقات بين كل من سورية من جهة والسعودية ومصر من جهة أخرى.
وتزامنا مع ذلك كشفت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من الحكومة امس ان الفيصل سيقوم بزيارة إلى سورية في نهاية الاسبوع الجاري ورجحت ان تكون غدا.
وذكرت الصحيفة أن زيارة الفيصل ستكون ردا على الزيارة التي قام بها الأسبوع الماضي وزير خارجية سورية إلى الرياض.
وانه سيحمل دعوة من خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للرئيس بشار الاسد لزيارة المملكة.
وناقش الوزراء على مدى يوم واحد امس تطورات القضية الفلسطينية والصراع العربي ـ الإسرائيلي والدعم العربي للسلطة الفلسطينية.
ومن بين الموضوعات التي طرحت على الوزراء طلب ليبي لبحث تأثيرات قرار رفع مستوي العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل وتداعياته على المنطقة وما يمثله من ضوء أخضر لإسرائيل للاستمرار في سياستها «العدوانية» تجاه الشعب الفلسطيني.
وناقش الوزراء كذلك موضوع الأمن القومي العربي تمهيدا لإعداد التوصيات بشأنه وعرضها على القمة العربية التي ستعقد بالدوحة في 30 مارس الجاري.
وكانت لجنة مبادرة السلام العربية قد عقدت اجتماعا قبل الاجتماع الوزاري الموسع.
وقال ديبلوماسيون عرب إن المشاركين ناقشوا التطورات السياسية على الساحة باسرائيل في ضوء الانتخابات الأخيرة والتوقعات المتعلقة بكيفية تعامل الحكومة الإسرائيلية المقبلة مع مبادرة السلام العربية.