صرحت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون امس بأنه حان الوقت لان يبدأ حلف شمال الاطلسي (الناتو) بداية جديدة مع روسيا لكنها حثت في نفس الوقت الحلف على فتح باب العضوية امام جورجيا واوكرانيا الدولتين السوفيتيتين السابقتين وهو ما تعارضه موسكو.
وقالت كلينتون في تصريحات معدة في أول اجتماع تحضره لوزراء خارجية دول الحلف «حان الوقت لبداية جديدة، نستطيع بل يجب علينا ان نعثر على سبل للعمل بشكل بناء مع روسيا في مجالات فيها مصالح مشتركة بما في ذلك مساعدة شعب أفغانستان».
واضافت «حتى لو كان البعض يعتبرون مجلس الحلف وروسيا مكافأة او تنازلا لروسيا، الا انه يجدر اعتباره آلية حوار حول المواضيع الخلافية وقاعدة للتعاون لما هو في مصلحتنا».
وتابعت «حان الوقت للمضي قدما، ينبغي عدم المراوحة في مكاننا متوهمين ان الامور ستتبدل من تلقاء نفسها»، وختمت «حان وقت الواقعية ووقت الامل».
الدرع الصاروخية
ومن المقرر ان تتوجه كلينتون اليوم الى جنيڤ لتلتقي نظيرها الروسي سيرغي لافروف في اول اجتماع بينهما.
ونقلت شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأميركية عن كلينتون قبل توجهها إلى بروكسل امس قولها إن الحكومة الأميركية أوضحت أكثر من مرة لموسكو أنها لا ترى تهديدا في روسيا «ولكن في إيران».
وأضافت كلينتون: «أوضحنا هذا الأمر لروسيا وسنفعل ذلك مجددا، واعتقد أنهم بدأوا بالفعل في تصديق ذلك». وأكدت أن بلادها تأمل في مشاركة روسيا في مشروع الدرع الصاروخية.
ووافق وزراء خارجية الحلف على استئناف روابط رسمية رفيعة المستوى مع روسيا علقت العام الماضي بعد توغل موسكو القصير داخل أراضي جورجيا.
السعي لهزيمة طالبان
من جانبه قال أمين عام الحلف ياب دي هوب شيفر أمام اجتماع وزراء خارجية الحلف في بروكسل امس إن «الناتو» وروسيا يجب أن يعقدا صلحا ويعملا معا لهزيمة تمرد طالبان في أفغانستان، ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل والقضاء على الإرهاب العالمي.
وأضاف أمين عام الحلف في معرض دعوته الوزراء إلى استئناف اجتماعات مجلس (الناتو – روسيا) «نحن بحاجة إلى أن نفكر مليا في جدول أعمال إيجابي يكون ملائما لأهمية الناتو وروسيا بالنسبة للأوروبيين وبالتأكيد للأمن العالمي».
وقال: «بينما لم نخش مطلقا من اختلافات الرأي الخطيرة الباقية بين الناتو وروسيا، وخاصة فيما يتعلق بجورجيا، نعترف أيضا أن لدينا مصالح مشتركة واضحة مع روسيا» مثل أفغانستان ومكافحة الإرهاب ومحاربة انتشار أسلحة الدمار الشامل.
وعلق الحلف عمل «مجلس الناتو ـ روسيا» المسؤول عن علاقات الجانبين في أعقاب الغزو الروسي لجورجيا في أغسطس وما أعقبه من اعتراف موسكو باقليمى أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليين عن جورجيا كدولتين مستقلتين.
ولكن يوجد اجماع بين أعضاء الحلف الـ 26 على أنه يجب استئناف مثل هذه الاجتماعات.
وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير والمناصر منذ وقت طويل للمصالحة مع موسكو: «الأزمة التي تخطيناها الآن عسكرية، لا يمكن أن تجعلنا في موقف نرفض فيه الحوار».
وبدا وزير الخارجية البريطاني ديڤيد مليباند الذي تبدي بلاده قلقا تقليديا إزاء عودة موسكو لسياسة الحزم، تصالحيا بشكل متساو، وقال إنه على الرغم من دور روسيا في جورجيا فإن «الناتو وروسيا بحاجة إلى العمل معا».
وأضاف «أعتقد أنه من الأهمية بمكان أن يتحرك الناتو لإعادة انعقاد مجلس الناتو ـ روسيا، وأعتقد أن ذلك يمنحنا فرصة لنطرح مخاوفنا بشكل مباشر أمام الروس، كما يسمح لنا أيضا بالمشاركة في القضايا ذات الاهتمام المشترك في عدد من المجالات».
وبينما قال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني إن استئناف محادثات مجلس الناتو ـ روسيا سيكون «خطوة في الاتجاه الصحيح»، حذر نظيره الليتواني فيجوداس أوساكاس نظراءه من أن مصداقية الحلف قد تتأثر إذا هرول إلى إعادة فتح المحادثات مع روسيا.
روسيا ترحب
وقبل اجتماع الناتو قال رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الفدرالية الروسي ميخائيل مارجيلوف في مؤتمر صحافي في موسكو امس ان التعاون بين روسيا والناتو له أهمية كبيرة بالنسبة للطرفين ولذلك لا يمكن إلا الترحيب بالاستئناف المرتقب للعلاقات بين موسكو والناتو.