بيروت
عمر حبنجر ـ داود رمال
اكد رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ان اللجنة الثلاثية التي اقرها مجلس الوزراء للبحث في مذكرة التفاهم بين الحكومة ومكتب النائب العام الدولي، «ستعد صياغة لغوية لقضية محسومة في نظام المحكمة وبالاتفاقية الموقعة بين لبنان والأمم المتحدة في هذا الشأن والقضية لن تطول».
ودعا السنيورة الى سحب هذا الموضوع من التداول في وسائل الاعلام بانتظار ما ستخرج به اللجنة.
وفي دردشة مع الصحافيين بعد صلاة الجمعة امس سئل عن امكان لقاء قريب بينه وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري فاكتفى بالقول: «ان شاء الله».
اللجنة الثلاثية
وكان مجلس الوزراء ارجأ بت موضوع مذكرة التفاهم مع المحكمة، كما كان متوقعا، وشكل لجنة وزارية ثلاثية بناء على اقتراح رئيس الجمهورية ميشال سليمان والسنيورة، تألفت من وزير الدولة القاضي خالد قباني (مستقبل)، ووزير الموارد محمد فنيش (حزب الله) ووزير العدل ابراهيم غار (قوات) لدرس المذكرة والتوصل الى صيغة توافقية للبنود الخلافية تحال الى مجلس الوزراء، في حين كلف وزير الداخلية والعدل زياد بارود والوزير نجار بتقديم اقتراح حول المذكرة المتعلقة بأمن قضاة المحكمة الدولية.
من جانبه قال الرئيس ميشال سليمان ان كل فريق يطلب مني ان احسم لمصلحته وانا اريد ان احسم لمصلحة الوطن والمواطن، واضاف خلال استقباله وفدا من نقابة المحررين برئاسة النقيب ملحم كرم ان لبنان قطع مرحلة كبيرة على طريق الاستقرار.
وكان رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري الذي ادى صلاة الجمعة في مسجد الامام علي بن ابي طالب في بلدة «سعد نايل» البقاعية حيث لتيار المستقبل جمهور واسع وعريض هناك، وافق على مناقشة اي تعديلات تقترح على مذكرة التفاهم.
الحريري زار بلدة الفاعور في البقاع الاوسط ايضا حيث قدم التعازي في الشاب خالد الطعيمي الذي قتل في الاحداث التي اعقبت احتفالات 14 فبراير الماضي في ساحة الشهداء على يد اشخاص من ذوي الانتماءات الحزبية.
وزير الدولة جان اوغاسبيان (المستقبل) تحدث عن باب مفتوح لحل مرتقب لمذكرة التفاهم التي تستند الى مذكرة التفاهم الاساسية الموقعة بين الدولة اللبنانية والأمم المتحدة حول المحكمة، مستبعدا ان يكون لدى المتحفظين نية التسويف والمماطلة.
بدوره النائب احمد فتفت اعتبر ان المحكمة الدولية باتت واقعا ملموسا، مؤكدا ان قوى 14 آذار
لا تسعى للانتقام، «بل الى حماية الحياة السياسية الحرة والديموقراطية في لبنان».
جولة فيلتمان: لبنان للبنانيين
وبعد لقائه الرئيس سليمان في بعبدا، اكد مساعد وزيرة الخارجية الاميركية السفير جيفري فيلتمان على دعم الولايات المتحدة الاميركية «للبنان القوي، والحفاظ على سيادته وحريته واستقلاله»، معتبرا ان «لبنان للبنانيين»، وهو سينقل هذه الرسالة الى سورية.
وجدد فيلتمان السفير الاميركي الاسبق في بيروت دعم بلاده لجهود الحكومة اللبنانية لإجراء الانتخابات النيابية «بحرية ونزاهة وديموقراطية في يونيو المقبل»، مشيرا الى ان القرار 1701 هو قاعدة الاستقرار.
واضاف: ايضا نحن نريد لهذا القرار ان يطبق كاملا. ورحب ببدء اعمال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.
وقال فيلتمان ان اميركا زادت دعمها للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان بتقديم 6 ملايين دولار تنتظر موافقة الكونغرس لتبلغ القيمة الإجمالية لمساهمة الولايات المتحدة 20 مليون دولار.
فيلتمان والوفد المرافق التقوا رئيس مجلس الوزراء، وفي برنامجه لقاء رئيس المجلس نبيه بري الذي عاد من طهران والرئيس السابق امين الجميل والنائب وليد جنبلاط وشخصيات اخرى.
أوباما يريد علاقات مع الجميع
وقال في تصريح له بعد لقاء السنيورة: ان الرئيس أوباما يريد علاقات مع الجميع ومن ضمنهم سورية.
ورأى النائب السابق د.غطاس خوري المقرب من سعد الحريري ان في زيارة فيلتمان والوفد المرافق له الى بيروت، والانتقال منها الى دمشق رسالة تأكيد على استمرار سياسة الدعم الاميركية للبنان.
ولاحظت اوساط في قوى 14 آذار ان التحرك الاميركي باتجاه دمشق «ذو طبيعة اختبارية وان الرئيس باراك اوباما، قرر ان يقرع ابواب مختلف الدول والقوى التي ناصبتها الادارة الاميركية السابقة العداء، فمن يفتح له يتعاطى معه، ومن لا يفتح بالشكل المناسب، يقلص مساحته على خارطة اهتماماته».
وزير الدولة نسيب لحود توقع انعكاسا ايجابيا للتقارب السعودي ـ السوري على لبنان، كما ان الحوار الاميركي السوري لن يكون على حساب سيادة لبنان، مشيرا الى تطمينات حصل عليها مجلس الوزراء من قمة شرم الشيخ.
وعن المحكمة الدولية قال لحود انها ستكون مظلة لردع الجرائم السياسية.
حزب الوطنيين الاحرار برئاسة دوري شمعون لاحظ أن «هناك من يصر على حصر الجريمة في إسرائيل أو في الحركات الاصولية، ما يرسم علامة استفهام على الغاية من العرقلة».
حزب الله والانفراجات العربية
اذاعة النور الناطقة بلسان حزب الله أملت ان يساهم الانفراج الحاصل في العلاقات العربية ـ العربية وتحديدا السورية ـ السعودية ارتفاعا من منسوب التهدئة الداخلية حتى موعد الانتخابات النيابية في السابع من يونيو المقبل، وأضاءت الاذاعة على ما وصفته بالتحرك الاميركي الناشط على خط بيروت ـ دمشق، مع الزيارة التي يقوم بها للبنان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط بالوكالة جيفري فيلتمان ومدير الشرق الاوسط وشمال افريقيا في مجلس الامن القومي دانيال شافيرو، واللذان سينتقلان الى دمشق اليوم السبت.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )