للمرة الأولى منذ سقوط النظام العراقي البائد، وفي مسيرة حاشدة موحدة هي الأولى من نوعها توافد مئات الآلاف من الزوار الشيعة الى سامراء امس للمشاركة في احياء ذكرى وفاة الامام الحسن العسكري بدعوة من هيئات دينية عدة وخصوصا مقتدى الصدر.
وقال محافظ صلاح الدين حمد حمود الشكطي للصحافيين ان «مئات الآلاف من الزوار توافدوا الى المدينة والوضع الامني جيد فليس هناك خروقات امنية».
واضاف ان «القوات العراقية منتشرة على الطريق مع شيوخ عشائر بلد والدجيل وسامراء الى جانب قوات مجالس الاسناد ونصبوا خيما لتوزيع الطعام وتأمين وسائل الراحة للزائرين اضافة الى مستشفى سامراء العام والهلال الاحمر».
وتابع ان «القوة الجوية العراقية والاميركية وطائرات مراقبة تابعة للقوات المتعددة الجنسيات تحلق فوق سماء المدينة».
من جهته، قال اللواء رشيد فليح مدير عمليات صلاح الدين «توافد الزوار بكثافة والطريق لا يتسع السيارات لكثرة اعدادها بحيث تركها اصحابها خارج سامراء لكن هناك سيارات تنقل كبار السن الى الداخل».
بدوره، اوضح مصدر امني ان «الشارع الرئيسي المؤدي الى المرقد مكتظ بالزوار الذين يحملون اعلاما عراقية ورايات اسلامية وصورا للمرجع الاعلى علي السيستاني والصدر».
ويدأب الشيعة على ممارسة طقوس الزيارة بشكل سنوي لكن الاوضاع الامنية لم تكن تسمح بذلك في الاعوام المنصرمة.
وقد دفن الحسن العسكري وهو الامام الحادي عشر للشيعة الاثني عشرية وعاش 28 عاما (861-889 ميلادي) بحيث استمرت فترة امامته ست سنوات، بجانب والده الامام علي الهادي في سامراء.
يذكر ان مرقد الامامين في سامراء تعرض لعملية تفجير في 22 فبراير 2006 اطلقت شرارة اعمال عنف طائفية اودت بعشرات الآلاف من العراقيين.
ويجري العمل حاليا لإعادة اعمار المرقد الذي يعتبر بين اهم اربع عتبات دينية يقدسها الشيعة في العالم الى جانب مرقد الامام علي في النجف وضريح الامام موسى الكاظم في بغداد وضريح الامام الحسين في كربلاء.
الى ذلك ذكرت صحيفة «الغارديان» امس أن تقريرا أميركيا مسربا انتقد الحرب التي تقودها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان وأثار تساؤلات خطيرة حول العمليات القتالية في البلدين شاجبا غياب التعاون من قبل واشنطن مع حلفائها في هذا الإطار.
وأفادت الصحيفة بأن التقرير السري المسرب الذي أعدته المؤسسة الوطنية لأبحاث الدفاع (راند) للقيادة المشتركة للقوات الأميركية رسم صورة قاتمة عن جهود «مكافحة التمرد في العراق وأفغانستان» مشيرا الى أنها «قوضت بسبب إخفاقات المعلومات الاستخباراتية».
وإدان التقرير الذي استند إلى مقابلات مع ديبلوماسيين ومسؤولين أمنيين بريطانيين وأميركيين وكنديين وهولنديين إحجام القوات الأميركية عن تقاسم المعلومات الاستخبارية مع حلفائها.
وكشف أن طياري مقاتلات «إف 16» الهولنديين في أفغانستان الذين أمرتهم الولايات المتحدة بقصف مواقع تابعة لحركة «طالبان» لم يسمح لهم بالدخول إلى المركز الأميركي لتقديرات أضرار المعركة الذي يبين نتائج عمليات القصف بحجة أن الهولنديين غير مجازين أمنيا لاستخدام المركز.