تصاعدت الازمة الديبلوماسية بين طهران والرباط، وعبر المغرب عن رفضه لرد الفعل الإيراني إزاء قراره قطع العلاقات الديبلوماسية مع طهران حيث قال الطيب الفاسي الفهري وزير خارجية المغرب إن رد الفعل الإيراني قام بخلط الأمور وتمييعها في اشارة الى اعلان وزير الخارجية الايراني منوچهر متكي دهشته من قرار المغرب قطع علاقاته مع طهران.
وأضاف الفاسي الفهري في تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية نشرتها في عددها الصادر امس أن إيران بلجوئها إلى هذا التمييع تتهرب من مسؤوليتها إزاء الأزمة الديبلوماسية الثنائية، مشيرا إلى أن المغرب لم يتفهم الموقف الإيراني إزاء موقفه من السيادة الوطنية ووحدة تراب مملكة البحرين «وبالتالي فإن المملكة المغربية ترفض الطرح الإيراني كما لا تقبل تدخل طهران في شؤونها الداخلية وقراراتها السيادية».
وجدد الفاسي الفهري التأكيد على أن المشكلة القائمة حاليا بين الرباط وطهران هي مشكلة ثنائية محضة، وحمل طهران مسؤولية تدهور العلاقات بين البلدين، وأضاف أن بلاده لن تقبل من أي كان أن يلقنها دروسا في الدفاع عن قضايا الأمة الإسلامية وخاصة القضية الفلسطينية.
وفي بيان لها اعلنت وزارة الخارجية المغربية ان المغرب «يرفض رفضا قاطعا الأسس والتبريرات التي استند اليها رد فعل السلطات الايرانية على قراره السيادي قطع العلاقات الديبلوماسية مع ايران».
واضافت الوزارة ان «المغرب تلقى باستغراب بالغ رد الفعل الرسمي للسلطات الايرانية على القرار السيادي والشرعي للمغرب بقطع علاقاته الديبلوماسية مع الجمهورية الاسلامية الايرانية ويرفض رفضا قاطعا الأسس والتبريرات التي استند اليها رد الفعل الايراني هذا».
واوضحت «الخارجية المغربية» ان «ايران باستنادها الى الظروف التي تمر بها الأمة الاسلامية خاصة القضية الفلسطينية، فإنها تتملص من مسؤولياتها وتحاول توسيع مشكل ثنائي محض ليشمل قضايا ليس لها فيها حق التفرد بها ولا ادعاء احتكار شرعيتها».
وقالت ايران انها فوجئت بقرار المغرب قطع علاقاته الديبلوماسية ورفضت الاتهامات بـ «التدخل» الايراني في المغرب التي ساقتها الرباط.
ونقلت وكالة فارس للأنباء عن بيان لوزارة الخارجية ان المزاعم المغربية بخصوص التدخل الايراني في شؤونها الداخلية «لا اساس لها ونرفضها بشدة». واعتبرت وزارة الخارجية المغربية من جهتها ان «السياق مختلف تماما» وان المغرب «تصرف بناء على الموقف غير اللائق الذي اتخذته ايران تجاهه وتدخلها غير المقبول في المواقف السيادية للمغرب خاصة عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن الشرعية الدولية وسيادة الدول».
واوضحت الوزارة ان «اي محاولة نفي من ايران او التملص من مسؤوليتها بالنسبة لتدهور العلاقات الثنائية ما هو الا ادعاء غير مقبول ترفضه المملكة المغربية».
واضافت ان «على ايران تحمل كامل مسؤوليتها بالنسبة الى تدهور العلاقات الثنائية التي تعرف ايران جد المعرفة دوافعها».
وخلصت الوزارة الى القول ان «المملكة المغربية كانت على الدوام في مقدمة المدافعين عن مصالح وقضايا الامة الاسلامية والقضية الفلسطينية، لذلك فإنها ليست في حاجة الى تلقي اي درس من اي كان حول هذه القضايا التي لا يمكن لايران ان تعتبر نفسها الناطق الرسمي باسمها».
وفي موضوع ايراني آخر، توقع رئيس البرلمان الايراني الاسبق مهدي كروبي ان تشهد الانتخابات الرئاسية الايرانية المقبلة اجواء تنافسية جادة نظرا لوجود مرشحين بارزين من مختلف الاطياف السياسية.
وقال كروبي الذي يتزعم حزب «الثقة الوطنية» في تصريح خاص لـ «كونا» «اتوقع ان تكون الانتخابات المقبلة المقرر اجراؤها في شهر يونيو المقبل انتخابات جيدة وحماسية يطغى عليها روح التنافس الجاد بين مختلف المرشحين للفوز بمنصب رئاسة الجمهورية».
واضاف ان «جميع المؤشرات تدل على ان الانتخابات ستكون جيدة من حيث المشاركة الشعبية الواسعة وتعدد المرشحين الذين ينتمون لمختلف الفئات السياسية والاجتماعية»، وحول تعدد المرشحين لخوض هذه الدورة من الانتخابات وتأثير ذلك على قرار الناخب الايراني رأى أن «المشاركة الواسعة من قبل المرشحين سترفع بلا شك من مستوى الانتخابات وتبعث حالة من الارتياح لدى الناخبين بان جميع الكتل والاحزاب السياسية ممثلة في هذه الانتخابات».