بيروت ـ عمر حبنجر
فيما يترقب اللبنانيون قمة الرياض المصغرة العربية بين خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيسين حسني مبارك وبشار الاسد اليوم، ابلغ مصدر في 8 آذار «الأنباء» ان تحضيرات تجرى لعقد اجتماع موسع لقوى المعارضة يصار خلاله الى بلورة التفاهمات النهائية حيال تشكيل اللوائح الانتخابية، وحلحلة بعض العقد والتباينات المتصلة بالمقاعد والترشيحات والاسماء في بعض الدوائر.
وبحسب المصدر فإن هذا الاجتماع المرتقب سيضع خطة لاعادة تفعيل التنسيق الداخلي والاجتماعات الدورية، اضافة الى ربط الماكينات الانتخابية ببعضها وايجاد غرفة انتخابات مشتركة وآليات عمل فيما بين قوى المعارضة على الصعد كافة.
ولم يستبعد المصدر حصول لقاء يضم الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون والوزير السابق سليمان فرنجية والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وذلك بهدف وضع حد لكل التساؤلات وما يحكى عن خلافات وتباينات بين مكونات المعارضة، خصوصا ما يتعلق بالتفاهم بين بنشعي والرابية او بين رئيس تكتل التغيير والاصلاح وعين التينة.
الدعم المصري
الى ذلك، اتصل الرئيس فؤاد السنيورة أمس بالامين العام للجامعة العربية عمرو موسى وعرض معه التطورات العربية، وتحضيرات القمة الدورية نهاية هذا الشهر، فضلا عن قضية الرئيس السوداني عمر البشير.
من جهة ثانية، شدد الرئيس السنيورة على الدعم المصري المستمر للبنان في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية.
وابلغ السنيورة جريدة الاهرام المـصرية ان الــعلاقات اللـبنانية ـ المصرية جيدة جدا وان مصر تقف الى جانب لبنان وتدعمه، وشدد على حرص القيادة اللبنانية على تطوير علاقاتها مع مصر التي وصفها بالشقــيقة الكبرى للـبنان وكل العرب.
وقال ان لبنان وقّع مع مصر أخيرا اتفاقـية لاستيراد الكهرباء وقريبا سيتم التوقيع على اتفاقية لاستيراد الغاز الطبيعي من مصر، معربا عن تأييده للجهود الحالية التي يبذلها الرئيس حسني مبارك لتحقيق المصالحة الفلسطينية وتنقية الاجواء العربية لما يؤدي الى جمع كلمة العرب.
علاقات ودية
وحول العلاقات اللبنانية ـ السورية وما يتردد عن تباطؤ في تسمية السفير السوري، اوضح السنيورة ان لبنان ينظر الى العلاقة مع سورية بأنها علاقة جارين شقيقين حريصين على ان تكون علاقتهما ودية، ولكن ايضا ندية ومبنية على احترام كامل للسيادة والاستقلال.
في هذا الوقت، تتالت ردود الفعل اللبنانية على التصريح الاخير للرئيس بشار الاسد.
وقال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني فريد مكاري ان كلام الرئيس بشار الاسد عن المحكمة الدولية، يعني انه سيجعل لبنان يدفع الثمن في حال انتهت المحكمة الى خلاصات ليست في مصلحته.
وعن قول الاسد ان لبنان سينفجر بعد الانتخابات في حال غياب التوافق، رأى مكاري ان الرئيس السوري يقصد بالتوافق الاستمرار في صيغة التعطيل ويهدد صراحة بأن عدم اعطاء الثلث المعطل لقوى الثامن من آذار حال عدم فوزها في الانتخابات ستكون نتيجته تخريب الوضع في لبنان والعودة عمليا الى 7 مايو من جديد.
وزير الثقافة: المحكمة لن تكون مسيسة
بدوره، علق وزير الثقافة تمام سلام على كلام الرئيس السوري بشار الاسد عن تسييس المحكمة الدولية في قضية استشهاد الرئيس رفيق الحريري بالقول: المحكمة الدولية لن تكون مسيسة بقدر ما ستكون محقة وستكون عادلة لأن هذا ما نحتاج اليه اذا كنا نطمح الى نتائج طيبة على مستوى هذه المحكمة لردع الاجرام ولوضع حد لما تمادى به هذا الاجرام في بلدنا، فنحن ممن يتمسكون ويشددون على موضوعية وعلمية اداء هذه المحكمة.
واضاف: المحكمة موضوعية قانونية عدلية بكل معنى الكلمة، ونحن لمسنا من الاجراءات التي تمت الى اليوم وآخرها ما افرج عنه المدعي العام بيلمار ان كل مستلزمات قيام هذه المحكمة وممارستها دورها تستند الى القانون والى ضوابط شرعية.
واكد الوزير سلام ان القيادات العربية تــقوم بجهد كبير وتبذل دورا مميزا في جمع الكلــمة وفي توحيد الصف انطلاقا من المبادرة التي اطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمــة الكويت، وبدأت الاتــصالات بين مخــتلف القيادات لتثمين هذه المـبادرة لجمع الكلمة وتــوحيد الصف.
وامل ان تصب جهود القادة العرب في قمتهم المصغرة اليوم قبل انعقاد القمة العربية المقبلة في الدوحة في تعزيز وتوحيد الموقف العربي ليتمكنوا من مواجهة السياسة العدوانية والعنصرية والتدميرية لاسرائيل.