فيما اعلنت الخرطوم رسميا ان الرئيس السوداني عمر حسن البشير سيشارك في القمة العربية المزمع عقدها اواخر الشهر الجاري بالعاصمة القطرية الدوحة، قالت متحدثة باسم المحكمة الجنائية الدولية أن المحكمة «تعول على تعاون قطر» لتوقيف البشير الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف دولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم بحق الانسانية.
وقالت المتحدثة باسم المحكمة لورنس بليرون «إن قطر ليست من الدول الموقعة على اتفاق روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية لكنها عضو في الأمم المتحدة وبالتالي فإن قرار مجلس الأمن الذي يحض جميع الدول على التعاون مع المحكمة ينطبق على قطر.
من جانبه قال وزير الدولة بالخارجية السودانية علي كرتي للصحافيين عقب تسلم الرئيس البشير دعوة من امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للمشاركة في القمتين العربية والأميركية اللاتينية بالدوحة والتي سلمها وزير الدولة والامين العام لمجلس شؤون العائلة الشيخ حمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني «ان الرئيس عمر حسن البشير سيشارك في القمتين».
واضاف كرتي ان الرئيس اثنى خلال اللقاء على جهود قطر الداعمة للسودان. من جانبه قال الشيخ حمد بن ناصر للصحافيين «تشرفت بلقاء الرئيس البشير ونقلت له دعوة امير البلاد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للمشاركة في القمتين العربية والأميركية اللاتينية اواخر الشهر الجاري بالدوحة».
وستكون هذه اول زيارة خارجية للرئيس البشير منذ صدور قرار المحكمة الجنائية بتوقيفه في الرابع من الشهر الجاري للاشتباه في اتهامه بارتكاب جرائم حرب في اقليم دارفور.
عمال الإغاثة
إلى ذلك، اكد مسؤول حكومي سوداني امس إن عمال الإغاثة الذين ينتمون لمنظمة أطباء بلا حدود قد أفرج عنهم بعد أن كانوا مخطوفين في منطقة دارفور. وقال علي يوسف أحمد رئيس قسم البروتوكول في وزارة الخارجية لرويترز «تأكد الأمر.. لقد أفرج عنهم وهم في أمان.. وبخــير. مازالوا في دارفور ولكن سينقلون إلى الخرطوم». واستنادا الى مصدر آخر قريب من الملف فان الرهائن الاربعة وصلوا الى مدينة الفاشر، العاصمة التاريخية لدارفور. وقد خطف مسلحون خمسة عاملين في منظمة اطباء بلا حدود، وهم فرنسي وايطالي وكندية وسودانيان، يوم الاربعاء الماضي بمنطقة كبكبية عند الحدود بين شمال دارفور وجنوبها، على بعد نحو 100 كلم شرق تشاد المجاورة.
أبوالغيط وسليمان
بموازاة ذلك تسلم الرئيس البشير من وزير الخارجية المصري احمد ابوالغيط ومدير المخابرات العامة المصرية عمر سليمان خلال لقائه بهما في الخرطوم امس رسالة دعم له من الرئيس المصري حسني مبارك، واستقبل البشير ضيفيه بحفاوة في بيت الضيافة بالخرطوم.
وقال أبوالغيط في مؤتمر صحافي عقب اللقاء إنه نقل للرئيس السوداني رسالة دعم وتأييد من الرئيس مبارك وشعب وحكومة مصر «رسالة اعزاز وتقدير من مصر الى السودان»، مشيرا الى المرحلة الصعبة التي تمر بها السودان حاليا ومؤكدا في نفس الوقت أن مصر تقف مع شقيقتها السودان وتدعمها وتدافع عنها وتسعى الى انهاء هذا الوضع الحالي على كل المستويات. وأعرب الوزير المصري عن أمله في أن تسهم زيارته هو والوزير سليمان في تحقيق السلام للشعب السودانى، مشيرا الى أن «الهدف هو أن نشاهد السلام الشامل يعم جميع ارجاء السودان وبالتحديد اقليم دارفور». وأوضح أن الرئيس البشير قدر رسالة الرئيس مبارك واستمع اليها بإمعان شديد، معربا عن شكره وتقديره للرئيس المصري، وقبيل اللقاء قال السفير المصري في السودان عفيفي عبدالوهاب ان الزيارة تأتي في اطار التنسيق الدائم والمستمر بين البلدين خاصة في المرحلة الحالية التي تشهدها السودان معتبرا الزيارة بمثابة رسالة تأييد ودعم للسودان.
وقال ابوالغيط ان بلاده تسعى عبر تحركها الى تحقيق تسوية في دارفور، معربا عن تأييد مصر للوساطة القطرية. وكانت الدوحة قد شهدت مؤخرا توقيع مذكرة حسن نية بين ممثلين عن الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة المتمردة.
واوضح ابوالغيط «أن بعض جماعات التمرد مازالت بعيدة، ترفض الحضور الى مائدة التفاوض في الدوحة، واذا اكملنا مشاركة الجميع أتصور أن الفرص ستكون اكثر للنجاح». وحول وجود أفكار أخرى في الساحة مطروحة حاليا، قال «دعونا نركز في الجهد الحالي وإن لم يحقق الهدف المطلوب نبحث عن جهد بديل». في سياق آخر، قال «تلقينا تأكيدات من الحكومة السودانية أن السودان قادر على سد الثغرات والفجوات التي تركتها منظمات الاغاثة من حيث تأمين الاوضاع الانسانية بصورة كبيرة في اقليم دارفور»، مشيرا الى ان «مصر ستسعى عربيا ودوليا لتأمين غلق هذه الفجوات».
المعلم يدين قرار «الجنائية»
الى ذلك اعتبر وزير الخارجية وليد المعلم ان اصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس البشير يشكل «تعديا سافرا» على سيادة السودان.
وقالت صحيفة «الثورة» الرسمية امس ان «المعلم اكد ان قرار المحكمة الدولية في حق البشير تعد سافر على سيادة السودان وتدخل فاضح في شؤونه الداخلية، اضافة الى كونه سابقة خطيرة تتجاهل حصانة رؤساء الدول».
واضاف المعلم خلال استقباله السفير السوداني في دمشق عبدالرحمن ضرار ان «القرار خلق تداعيات سلبية كبيرة على استقرار السودان».