بيروت ـ عمر حبنجر
التهدئة السياسية باتت عنوان كل مقال، للموالاة كان أم للمعارضة، لكن اللغط مازال قائما وربما سيستمر الى ما بعد الانتخابات المقبلة حول المشاركة في الحكم بصرف النظر عن نتائج الانتخابات، ومن خلال حكومة وحدة وطنية كالحكومة القائمة والتي يتمثل بمعاييرها المعارضون وعلى رأسهم حركة أمل وحزب الله، فيما لا تمانع الأكثرية في مثل هذه الحكومة شرط ان تكون على غرار حكومة العام 2005، اي دون الثلث المعطل، الذي افتت به تسوية الدوحة، وفق ما اكده رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري لإذاعة فرنسا الدولية.
وقال الحريري الذي يقود أوسع كتلة نيابية في البرلمان اللبناني انه سيرفض الاذعان لفكرة الثلث المعطل، كما هو الحال في الحكومة الحاضرة، وكانت الاكثرية وعلى رأسها الحريري استبقت نتائج الانتخابات بالاعلان عن الرغبة في ان تتمخض الانتخابات عن اكثرية تحكم وأقلية تعارض.
وتأتي موافقة الحريري على حكومة وحدة وطنية، دون ثلث معطل، خطوة باتجاه وجهة نظر حليفه الرئيسي وليد جنبلاط، الذي يرى في هذا الموقف الجديد للحريري ملاقاة له في منتصف الطريق.
إلا ان المعارضة وفي مقدمتها الرئيس نبيه بري تمسكت بطابع الشراكة وضرورة ان يشكل هذا الاستحقاق مساحة للعيش المشترك وعدم الغاء الآخر في بلد يكون مستقلا للجميع كما اكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أمس.
قاسم: لا انعكاس للمصالحة العربية
وطمأن الشيخ قاسم الى عدم وجود اي انعكاس للمصالحات العربية على اللوائح الانتخابية في لبنان، متوقعا ان يعلن الحزب اسماء مرشحيه مع نهاية مارس.
وخلال احتفال للحزب بمجمع شاهد التربوي على طريق المطار باطلاق الماكينة الانتخابية للحزب في دوائر المتن الشمالي وكسروان والشمال، جدد قاسم الدعوة الى حكومة الوحدة الوطنية، معتبرا ان احدا لا يستطيع ان يأخذ البلد الى حيث يريد، ونحن لسنا مع حكومة التفرقة في الوطن، واذا كنا الأكثرية فسنصر عليهم ونرغبهم او نرغب بعضهم للمشاركة في الحكومة، تأكيدا على حكومة الوحدة.
رعد: الحزب مستعد للتنازل لمصلحة الوطن
بدوره رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، وفي احتفال انتخابي في النبطية، اعتبر ان الانتخابات المقبلة ستكرس مشروع المقاومة من أجل حفظ السيادة وحماية الاستقلال وإفشال المشروع المعادي وقال نحن لا نسعى الى الغاء هذا الفريق ونصر على ابقاء مساحة العيش المشترك معه، اننا معنيون من خلال الانتخابات بأن نكرس أرجحية الالتزام بخيار المقاومة على الخيار الآخر.
وقال رعد ان حزب الله لن يتردد في تقديم التنازلات لمصلحة ترسيخ دعائم الصف الوطني الذي ارتضاه شعبنا ولو على حسابه الخاص.
ثم استدرك قائلا: ثمة قوى في المعارضة تأمل في ان تتمثل بلوائح المعارضة، لكن ليس آخر الدنيا اذا لم تتمثل، وثمة شخصيات نأمل ان تتمثل في لوائح المعارضة لكن ايضا ليس آخر الدنيا اذا لم تتمثل.
وقال ان بناء الدولة مشروعنا قبل الآخرين لكن الدولة التي نصبو اليها ليست دولة الارتهان للآخرين، على قاعدة الاستدانة المفرطة من هؤلاء لنخضع البلد لخياراتهم السياسية، مشددا على رفض مقايضة الديون اللبنانية بتوطين الفلسطينيين.
هجوم أكثري مضاد على العماد عون
الموالاة ركزت من جهتها امس على هجوم النائب العماد ميشال عون على بعض أركانها، وبالذات الرئيس الشهيد رفيق الحريري والنائب وليد جنبلاط.
وكان عون خلال عشاء للتيار الوطني الحر في قاعة فندق الحبتور بمناسبة 14 آذار، اكد ان انتخابات 2009 ستكون معركة تصادم بين نهجين وفكرين، فكر يدعو الى التفاهم والاصلاح لبناء لبنان وفكر آخر هو فكر الفاسدين.
وقال: اليوم هناك فرصة ذهبية للبنانيين كي يشمروا عن السواعد ويقبلوا على صناديق الاقتراع، وخص بالذكر الأكثرية الصامتة، التي ليس عليها ان تخاف فالمعركة التصادمية لا يعني انها بالرصاص والدبابات، بل بالأفكار، داعيا الى قيام الجمهورية الثالثة في لبنان.
عون اتهم جنبلاط دون ان يسميه، بالقاتل والسارق والفاسد، وتهجم ضمنا على الرئيس الشهيد رفيق الحريري عبر الدعوة لإنهاء الوضع الذي نشأ منذ العام 1992، وهو تاريخ تسلم الحريري زمام السلطة.
فرنجية: لننفذ القرار 1701 المشترك بيننا
بدوره عضو أمانة 14 آذار النائب سمير فرنجية قال ردا على سؤال حول وصف عون لقوى الأكثرية بقوى 13 أكتوبر (ذكرى اخراجه من القصر الجمهوري من جانب القوات السورية) ان العماد عون يدرك أنه لن يستطيع خوض معركته الانتخابية في السابع من يونيو، فهو لن يكون مرشحا.
وعن اصرار المعارضة على حكومة الوحدة الوطنية لاحقا، قال فرنجية: نحن في الموالاة ندعو لتنفيذ القرار الدولي 1701، بينما المعارضة تتمسك بالمقاومة التي لا ذكر لها في هذا القرار فعلام نتشارك؟!
واضاف ان المعارضة وافقت على القرار 1701 وبالتالي فهو الحالة المشتركة بيننا فلماذا لا ننفذه؟
وعن دعوة قوى 14 آذار الى انهاء الخلاف مع سورية واقامة علاقات ودية معها، قال فرنجية هذا ليس جديدا ولا ينطوي على تبدل في الاتجاهات، وقد ركزنا على هذه النقطة في بيان السبت لأن الرئيس ميشال سليمان مسافر الى فرنسا وفرنسا أخذت على عاتقها التطبيع بين لبنان وسورية.
الى ذلك يتوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان صباح اليوم الاثنين الى باريس في زيارة دولية تستمر ثلاثة ايام تلبية لدعوة من نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي، ويرافقه وزراء الخارجية فوزي صلوخ، الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي والداخلية زياد بارود اضافة الى وفد اداري واعلامي.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )