عواصم ـ هدى العبود
بحث امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امس مع الرئيس السوري بشار الاسد عددا من القضايا العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وذكرت وكالة الانباء القطرية ان المباحثات الرسمية التي جرت بين امير قطر والرئيس السوري تم خلالها استعراض العلاقات الاخوية بين البلدين والسبل الكفيلة لدعمها وتعزيزها في مختلف المجالات.
وكان الرئيس السوري وصل الدوحة امس في زيارة مفاجئة استغرقت عدة ساعات حيث كان في استقباله امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني اضافة الى رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ومديرة مكتب أمير قطر ابنته الشيخة هند بنت حمد بن خليفة آل ثاني وسكرتيره سعد بن محمد الرميحي والقائم بأعمال السفارة السورية في الدوحة عربي سعيد.
وتأتي زيارة الرئيس السوري في أعقاب القمة الرباعية التي عقدت أخيرا في الرياض بمشاركة الأسد وقادة السعودية والكويت ومصر في إطار تعزيز أجواء المصالحة العربية قبيل عقد القمة العربية المقررة في نهاية الشهر الجاري بالدوحة.
من جهة اخرى، أكد سفير سورية في القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية يوسف الأحمد أن «العلاقات المصرية ـ السورية لا يمكن إلا ان تكون علاقات صحيحة وجيدة»، موضحا «وكأن في صحة هذه العلاقات صحة الأمة العربية وفي تردي هذه العلاقات ترد للجسد العربي بأكمله».
وأكد الأحمد في تصريح صحافي على هامش اجتماع لجنة متابعة قرارات القمة العربية التي عقدت في دمشق في مارس الماضي ان العلاقات السورية ـ المصرية على احسن ما تكون وستشهد الأيام القليلة المقبلة لقاءات سورية ـ مصرية على جميع المستويات».
وقد ترأس الأحمد اجتماع المندوبين الدائمين لدى جامعة الدول العربية في دمشق امس ممثلا عن سورية الرئيس الحالي للقمة العربية، وبحث ومندوبو قطر الرئيس المقبل للقمة، والسعودية وقطر والسودان وعمان اضافة الى الكويت ومصر وليبيا، البنود السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والمالية والإدارية المدرجة على جدول أعمالهم.
وبحث المجتمعون كذلك متابعة تنفيذ قرارات قمة دمشق وإعداد تقرير إلى القمة العربية المقرر عقدها نهاية الشهر الجاري في قطر.
وبخصوص التوصيات المزمع تقديمها لاجتماع وزراء الخارجية اليوم قال الأحمد «وضعت الاجتماعات الصيغة النهائية لمشاريع التوصيات والقرارات التي ستقدم لوزراء الخارجية في اجتماعهم» الذي سيعقد صباح اليوم.
وأضاف الأحمد «استطيع القول ان الجميع كان متفقا على كل هذه المشاريع التي أصدرناها ولم يصدر مشروع قرار أو توصية الا بإجماع الدول المشاركة».
وتابع الأحمد «الدول المشاركة ليست فقط الدول الأعضاء في هذه اللجنة هناك اربع دول اضافية تجتمع بمسميات مثل عمان رئيس مجلس التعاون الخليجي وليبيا كرئيس للاتحاد المغاربي والاتحاد الافريقي والعضو غير الدائم في مجلس الأمن»، وأضاف «دعونا الكويت كرئيس للقمة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية ودعونا مصر لاعتبارات متعددة أبرزها انها ترعى المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية لذلك استطيع القول ان الدول التي شاركت في الاجتماع تحقق انتصارا جادا وفعالا لمجموع الدول العربية»
وفيما يتعلق بملف المصالحة اكد المندوب السوري «ان الدول العربية اليوم تساير الجهود الفعالة للمصالحة العربية والتي انطلقت من قمة الرياض»، معربا عن أمله في ان تصل |لى قمة الدوحة أواخر هذا الشهر وان تكون مشاريع القرارات المهمة المقدمة للقمة تعبر تعبيرا صحيحا عن واقع عربي جديد مأمول افضل بكثير من الواقع القائم اليوم.
وعن القضية السودانية اعتبر الأحمد أنها من أهم التحديات التي تواجه الأمة العربية، مشيرا الى ان مشروع القرار الذي صدر قويا يلبي كل متطلبات الشقيقة السودان في مواجهتها هذا الاعتداء القانوني أو غير القانوني السافر على دولة السودان.
واضاف انه «تم اعتماد مشاريع القرارت الفلسطينية التي اتفق عليها في الاجتماع الوزاري منذ ايام في القاهرة وقد تم اعتمادها بالكامل».
ومن جانبه اعرب السفير حسام زكي المتحدث باسم الخارجية المصرية أن الاجتماع كان جيدا، معربا عن اعتقاده بأن التوصيات التي صدرت اليوم هي توصيات مهمة وتتعلق بالعديد من الموضوعات السياسية وأهمها الموضوع السوداني، مشيرا إلى أن هناك توصية مهمة سيجري اعتمادها من قبل وزراء الخارجية وذلك دفعا للعمل العربي المشترك خلال اجتماعهم اليوم.
وحول الدور العربي في السودان قال زكي «الوضع السوداني يصيب الجميع بقدر من القلق نظرا لأن التطورات الدولية هي تطورات غير مواتية»، مؤكدا «ان الجهد العربي جهد مستمر لتحقيق السلام وهو جهد متواصل إلا أن التطورات الدولية غير مواتية»
وأعرب زكي عن أمله في أن تثبت القرارات التي ستتخذ من القمة العربية في الدوحة للمجتمع الدولي أن العرب يقفون مع السودان.