فيما كشفت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى أن مصر وجهت دعوة رسمية لكل من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح لزيارة القاهرة لإشراكهما في عمل لجان الحوار الفلسطيني للوصول إلى صيغة توافقيه يتم بموجبها إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني، شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على مطلب تشكيل حكومة فلسطينية تلتزم بالمحددات الدولية لمنع فرض حصار جديد على الشعب الفلسطيني.
وقالت المصادر الفلسطينية اول من امس إن «هناك صعوبات وعقبات تعترض طريق الحوار الفلسطيني الداخلي وأن العمل جار على قدم وساق من قبل المسؤولين المصريين وأعضاء الفصائل للتغلب عليها خلال الأيام المقبلة من أجل وضع الرتوش الأخيرة لمختلف القضايا والانتهاء منها».
وأوضحت المصادر أنه «بالإضافة لمصر فان هناك دولا عربية تمارس ضغطا كبيرا على الفصائل الفلسطينية للوصول إلى اتفاق ينهي حالة الانقسام الفلسطيني الداخلي»، مشيرة إلى أن أربع دول عربية وهي السعودية ومصر وسورية وقطر ترفض الاشتراطات التي تضعها الإدارة الأميركية والدول الأوروبية.
من جانبه قال عباس خلال استقباله رؤساء لجان المخيمات بمقر الرئاسة في مدينة رام الله بالضفة الغربية اول من امس «نحن نطالب بحكومة لا تأتي بحصار وهذا من حقنا لأنه لا يجوز أن نعيد الحصار على شعبنا مرة أخرى»، مضيفا «لقد جربنا الحصار وعرفنا مآسيه».
واعتبر عباس أن الفلسطينيين بحاجة إلى حكومة تستطيع أن تتعامل مع المحيط العربي والمحيط الدولي «خاصة في هذه الأيام بعد تدمير غزة والمساعدات التي ستأتي لإعادة إعمار القطاع».
وقال عباس إن «هناك عقبات كثيرة موضوعة في الطريق وبطبيعة الحال القضايا كلها قضايا شائكة وصعبة ولكن النوايا من جهتنا نوايا طيبة ونحن نريد فعلا لحوار القاهرة أن ينجح، ونريد عودة اللحمة إلى أرض الوطن وإلى شعبنا في الضفة وغزة».
وأضاف «نريد أن نخلص من هذا الوضع المخزي الذي عشناه بسبب الانقسام، لكن يبقى لدينا الأمل أن يصل الاخوة إلى حلول لهذه القضايا».
في السياق نفسه، أعلنت حركة حماس أن حوار القاهرة يشهد تقدما نسبيا وتفاؤلا وإنجازات في قضايا مهمة مؤكدة أن لجان الحوار لاتزال تواصل اجتماعاتها للوصول إلى حل للخلافات الموجودة.
وقال المتحدث باسم الحركة وعضو وفدها لحوار القاهرة فوزي برهوم في تصريح وزع في غزة «انعقاد اللجان يسير بشكل طبيعي وبشكل جيد وهناك جدية في العمل ويوجد تقدم في الإنجازات»، مشيرا إلى أن الذي ساعد في هذا التقدم «الحرص الشديد من قبل الجميع والمسؤولين المصريين على المصالحة، والآليات التي وضعت لمناقشة الملفات كان لها دور في ذلك».
وأضاف «لوحظ بشكل كبير إصرار وعزيمة من قبل الجمع الفلسطيني والمنسقين المصريين على ضرورة إنهاء الانقسام وضرورة أن نخرج بإنجازات تكون كفيله بتشكيل حالة فلسطينية جديدة مبنية على الاحترام والشراكة المتبادلة وتعمل على ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني بما يخدم مصلحة شعبنا الفلسطيني».
وأكد إحراز تقدم على صعيد ملف منظمة التحرير الفلسطينية الذي كان يواجه عدة عقبات، وقال «قد تم إنجاز الكثير من قضاياه وقطع شوط طويل في القضايا والمواضيع المتعلقة في هذا الملف».
وأوضح أن ما تبقى منه يتركز في تشكيل مرجعية فلسطينية وطنية عليا إلى حين إعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني الجديد، مضيفا «رغم أن حركة فتح لديها توجس من أي طرح يمس بإطار المنظمة إلا أن حماس والفصائل الفلسطينية أكدوا على أن هذا الطرح ليس بديلا عن المنظمة أو المساس بمؤسساتها إنما عبارة عن مرجعية مؤقتة لأهمية وجودها في المرحلة الانتقالية لحين تشكيل مجلس وطني جديد».
وقال برهوم «أكدنا على مرجعية وطنية مؤقتة ليست بديلة عن المنظمة إنما مهمتها تذليل العقبات أمام تطبيق اتفاق المصالحة والبت في القضايا الهامة للشعب الفلسطيني وتحضير لآليات وطرق انتخاب مجلس وطني جديد، هذه القضية ليست معضلة، هناك وجهات نظر متقاربة فيها ولربما يتم الانتهاء منها اليوم بشكل نهائي».
وبخصوص لجنة المصالحة، أكد برهوم أنه أنجز بشكل كامل دون أي مشكلة ورفع التقرير الكامل للجنة التوجيه العليا، وبحسب قوله فإنه وبموجب هذا الاتفاق يتم ترسيخ مبدأ العدالة والمسامحة والمصالحة ورد المظالم إلى أصحابها وتحريم الاقتتال والدم الفلسطيني.
وفي ملف الحكومة، قال «بقي المختلف عليه هو برنامج هذه الحكومة، لم نتوصل حتى اللحظة إلى صيغة نهائية لبرنامج هذه الحكومة، لكن التوافق على شكل الحكومة ومهام الحكومة وتشكيل الحكومة تم تجازوها إلى حد كبير».