في تحد واضح لما زعم عن صدور أمر بوضعه رهن الإقامة الجبرية، اخترق رئيس الوزراء الأسبق وزعيم المعارضة الباكستانية البارز نواز شريف امس عدة حواجز وسلك طريقه لينضم لآلاف المؤيدين في احتجاجات في مدينة لاهور تهدف لإعادة قضاة معزولين إلى مناصبهم.
وقال شريف أمام الحشود قبل مغادرته في مركبة مصفحة حيث أزال أنصاره الحواجز من الطريق «نحن لا نقبل قرارات الإقامة الجبرية واليوم حان وقت الانطلاق لقيادة باكستان إلى مصيرها».
وأشار إلى أن باكستان «تحولت إلى دولة بوليسية» معتبرا ان استخدام الحكومة للتكتيكات الانتقامية هو بحد ذاته انتهاك للقانون والدستور.
ووصف أوامر المحكمة العليا والحكومة بأنها غير قانونية مؤكدا انها لن توقفه وحزبه عن قيادة البلاد إلى مصيرها.
وكان إحسان إقبال المتحدث باسم حزب «الرابطة الإسلامية الباكستانية ـ جناح نواز» قال إنه جرى فرض الإقامة الجبرية على شريف لمدة ثلاثة أيام لمنعه من المشاركة في مسيرة احتجاجية أطلق عليها «المسيرة الطويلة» من لاهور إلى إسلام آباد للقيام باعتصام من المقرر أن يبدأ اليوم.
وقال إقبال «حاصر المئات من رجال الشرطة مقر الإقامة إنه إجراء غير مناسب وغير ديموقراطي ولكن ذلك لن يؤثر على عزمنا».
وقال رحمن مالك المسؤول البارز في وزارة الداخلية الباكستانية لهيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» إنه لم يجر وضع شريف رهن الإقامة الجبرية وأنه مسموح له بالتحرك بحرية.
وقال إقبال إن شريف وضع رهن الإقامة الجبرية لمدة ثلاثة أيام مع ابن أخيه وأحد أعضاء البرلمان والعشرات من مؤيديه وأعلن شريف عن تأييده حملة يقودها محامون يتسمون بالتحدي سعيا إلى إعادة قضاة عزلهم الرئيس السابق برفيز مشرف إلى مناصبهم ومن بينهم كبير قضاة المحكمة الدستورية العليا افتخار شودري.
واحتشد آلاف من أنصار شريف ومن المحامين في قلب لاهور للقيام بالمظاهرات الاحتجاجية في تحد للحظر الذي فرضته الحكومة على التجمعات ونشرها لعدد هائل من أفراد الأمن.
وردد المتظاهرون شعارات مثل «الموت لزرداري» و«زرداري كلب» و«أعيدوا القضاة».
واستخدمت الشرطة المئات من عبوات الغازات المسيلة للدموع والهراوات لتفريق الحشود التي رشقت أفراد الأمن بالحجارة.
واستمرت الاشتباكات على مدى ساعات.
وذكرت بعض التقارير الإعلامية أن الاشتباكات أسفرت عن إصابة العديد من الأشخاص من بينهم بعض رجال الشرطة. وألقت الشرطة أيضا القبض على اعتزاز إحسان القيادي في رابطة المحامين بتهمة انتهاك قرار للحكومة بحظر الاحتجاجات والتجمعات العامة.
ووصف إحسان القبض عليه بأنه غير قانوني وقال إن الإجراءات بحق القادة والناشطين لا يمكن أن تثني المتظاهرين عن المسيرة إلى إسلام آباد.
وملئت سجون الشرطة بالفعل بأكثر من ألف ناشط في محاولة لمنع مسيرة إسلام آباد.
وأغلقت الطرق الرئيسية في جميع البلدات على طريق المسيرة المعتزم تقريبا باستخدام حاويات البضائع والحاويات والحواجز الخرسانية.
كما منعت الحكومة خدمة الرسائل النصية عبر الهواتف المحمولة وبث القنوات الاخبارية التلفزيونية في عدة مدن.
وقال إحسان «إلى متى يمكن إغلاق إسلام آباد؟ في اليوم الذي يرفع فيه الحصار سيظهر ملايين الأشخاص في طريق الدستور» وذلك في إشارة للطريق المقرر القيام بالاعتصام فيه ضد حكومة الرئيس آصف على زرداري.
وزاد الاضطراب السياسي من المخاوف في واشنطن وعواصم أخرى في الغرب تريد أن ينهي الرئيس الباكستاني آصف على زرداري وشريف خلافهما وأن يتكاتفا ضد التطرف الإسلامي.
وجاء فرض الإقامة الجبرية على شريف بعد يوم واحد من منح حكومة زرداري امتيازات له.