بيروت ـ عمر حبنجر
الصخب الانتخابي في كل مكان، وحديث الترشيحات والتحالفات والبازارات يملأ الارجاء، لكن الصخب القائم مضبوط بالمصالحات العربية، والاحاديث المتداولة، تكاد ألا تتخطى درجة الهمس باستثناء الصرخة التي اطلقها رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون بوجه الخصوم وبعض الحلفاء، والتي تركت صدى لدى الحلفاء، على الاقل سرعان ما ستترجم مطبوعة على اللوائح.
الرئيس ميشال سليمان غادر امس الى باريس في زيارة دولة لثلاثة ايام يتحادث فيها مع صاحب الدعوة الرئيس نيكولا ساركوزي وكبار مسؤولي ادارته بما يهم المنطقة والعلاقات الثنائية، وقد بدا، أي الرئيس سليمان، مطمئنا الى استقرار الاوضاع الداخلية، فالانشغالات الانتخابية شغلت المعنيين عن المسائل الخلافية، من التشكيلات الى التعيينات الى مذكرة التفاهم بين وزارة العدل ومكتب المدعي العام لدى المحكمة الدولية، فضلا عن ان اللقاء الذي تم بين الرئيس نبيه بري والرئيس فؤاد السنيورة بعد طول انتظار، في بعبدا، شكل ضمانة اضافية على ان البلد سيكون بألف خير.
بعيداً عن الاضواء
وضمن المعطيات الايجابية للوضع اجتماع عقد بعيدا عن الاضواء بين الرئيس نبيه بري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في اطار ترتيب التحالفات الانتخابية بين قوى المعارضة، وكان اجتماع آخر عقد بين السيد نصرالله والعماد ميشال عون في و قت سابق، وربما كان هناك اجتماع ثالث بين نصرالله والوزير السابق المعارض سليمان فرنجية، قبل الاجتماع الرباعي المطروح لأركان المعارضة، بهدف وضع اللمسات الاخيرة على اللوائح الانتخابية.
الرئيس بري مرتاح للاجواء الانتخابية، لجهة تشكيل اللوائح مع الحلفاء في بيروت والجنوب والبقاع.
وكذلك للاجواء السياسية في ضوء المعطيات الايجابية المسيطرة على علاقته مع رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة مما يرجح اجتماعا ناجح لمجلس النواب الخميس المقبل.
الاجواء التي مهد لها الرئيس ميشال سليمان بين الرئاستين الثانية والثالثة قد تسمح بالاتفاق على آليات تبدأ بإقرار مشروع الموازنة في مجلس الوزراء، مع حسم مسألة التعيينات الضرورية لإجراء الانتخابات النيابية من دون عقبات.
اتفاق مبدئي بين بري وعون
وكشفت مصادر اعلامية ان حزب الله توصل الى ترتيب اتفاق مبدئي بين الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون.
وتقول صحيفة «اللواء» ان التسوية التي طرحها حزب الله تقضي بالتنازل عن مرشحيه لدائرة جزين المسيحية، بحيث ان العماد عون يسمي المرشحين الماروني والكاثوليكي في لائحة تجمعها إلى النائب سمير عازار الذي يتمسك به الرئيس بري بشكل مطلق.
في المقابل يرضي الحزب الرئيس بري بان يكون المرشح الشيعي الثاني في دائرة بعلبك من حصته.
ولم يكن كلام رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في النبطية يوم الأحد الماضي بعيدا عن هذا الجو، حيث تحدث عن تنازلات يستعد الحزب لتقديمها الى الحلفاء.
الأكثرية: تنافس لوائح وأسماء
أما على صعيد الأكثرية فقد ظهرت الخلافات أيضا في أكثر من دائرة وأبرزها دائرة الشوف ودائرة المتن ويدور الصراع على المقاعد المسيحية دون سواها، لكن ليس هناك عقدة إلا ولها حل بالنسبة إلى دائرة الشوف في ظل زعامة النائب وليد جنبلاط، بخلاف التعددية الزعاماتية في المتن الشمالي، بيد أن ابرز القادة الانتخابيين في المتن الشمالي النائب ميشال المر.
يرعى الآن محاولة للتوفيق بين الاقتراح الذي عرضه النائب سعد الحريري كأساس لتعاونهما في المتن وغيره، والحلفاء الآخرين للمر وابرزهم نسيب لحود وحزب الطاشناق.
وتعليقا على الجدل الحاصل حول تركيب حكومة ما بعد الانتخابات النيابية قال العماد عون لـ «الأنباء» ان الحكومة المقبلة يجب ان تتشكل على قاعدة النسبية، أي ان يكون عدد وزراء كل طرف بحسب نسبة عدد نوابه.
مصادر التيار الوطني الحر قالت ان كلام عون القاسي في احتفال «الحبتور» لم يكن موجها ضد جنبلاط وحده، بل ـ موجه ايضا الى بعض اقطاب المعارضة الذين لديهم استعداد ضمني لنسج تحالفات انتخابية في بعض المناطق مع جنبلاط الامر الذي يزعج رئيس التيار الوطني الحر.
وكان رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، رأى في حديث له ان تجربة الثلث المعطل في هذه الحكومة يجب أن نعود لدراستها بكثير من التمحيص.
الحريري إلى لندن
من جهته يزور رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري لندن الاسبوع المقبل لاجراء محادثات مع كبار المسؤولين البريطانيين ومن ثم يعود الى بيروت استعدادا لاطلاق البرنامج السياسي والاقتصادي لتيار المستقبل في الخامس من ابريل المقبل.
وكان الحريري التقى النائب وليد جنبلاط والوزير غازي العريضي في «بيت الوسط» وهو المقر السكني الخاص بالنائب الحريري في وسط بيروت، وبحث معهما التطورات السياسية والانتخابية في مختلف المناطق.
الوزير بارود: جاهزون للانتخابات
من جهته أكد وزير الداخلية زياد بارود امس ان القوائم الانتخابية في لبنان ستصبح مع نهاية مارس نظيفة وخالية من اي شوائب وستكون من أفضل القوائم التي اعدتها وزارات الداخلية المتعاقبة.
وكشف بارود ان الوزارة اعدت خطة امنية بالتعاون مع الجيش تشمل 30 ألف عنصر امني، 15 الفا من الجيش ومثلهم من الامن الداخلي لتأمين سلامة الانتخابات. كما سيكون هناك 11500 موظف في جهوزية تامة ليوم الانتخابات. وسيكون بمقدورهم ان ينتخبوا قبل يومين من السابع من يونيو.
واشار الى تأليف «لجان القيد» وقال: لدينا ما يكفي من القضاة.