بيروت ـ عمر حبنجر
المشهد السياسي اللبناني على حاله تقريبا باستثناء بعض التشنجات الخطابية ذات الابعاد الانتخابية، والتي كان محورها العماد ميشال عون رئيس كتلة التغيير والاصلاح وخصومه الانتخابيين وفي طليعتهم الوزير نسيب لحود الذي رد على هجوم استهدفه من العماد عون بهجوم اقسى منه.
وهكذا يستمر دوران الحركة السياسية الداخلية في فلك الانتخابات والتعيينات والموازنة العامة في ظل الاعتقاد بأنه بانضاج الحلول الانتخابية بالتفاهم على الاسماء واللوائح تنضج جميع الامور الخلافية الاخرى والتي يمكن ان نضيف اليها رئاسة مجلس النواب العتيد.
وضمن هذا الاطار، يمكن وضع الاجتماع المهم الذي عقدته قيادة قوى 8 آذار الليلة قبل الماضية المتمثلة في الرئيس نبيه بري والامين العام لحزب الله حسن نصرالله ورئيس كتلة التغيير والاصلاح العماد ميشال عون وزعيم تيار المردة سليمان فرنجية والنائب السابق طلال ارسلان بعيدا عن الاضواء.
وكذا الحال بالنسبة للاجتماع الليلي الذي انعقد في منزل رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط في كليمنصو وحضره رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري ونواب من الكتلتين، حيث تمحورت هذه الاجتماعات حول تشكيل اللوائح وتركيب الماكينات الانتخابية.
وفي الوقت الذي يتلقى فيه لبنان مزيدا من جرعات الدعم الدولية، يواصل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان زيارته لفرنسا التي حددت دعمها غير المشروط للبنان في جميع المجالات، في حين استقبل الرئيس المصري حسني مبارك قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي الذي يزور القاهرة بدعوة رسمية وعرض معه المساعدات المصرية الممكنة للجيش اللبناني.
اما على الصعيد الداخلي، فقد كان السجال بين العماد ميشال عون والوزير نسيب لحود هو العنوان الابرز، وهناك ايضا تصريح للنائب سعد الحريري الذي اكد رفضه المشاركة في الحكومة اذا فازت المعارضة بالاكثرية.
خلافات أكثرية
في هذه الاثناء ابلغ مصدر «اكثري» «الأنباء» ان «الامور ليست ماشية على ما يرام» الى الآن على صعيد تركيب اللائحة الموحدة، لان البعض بدأ يذهب الى تحالفات خاصة من دون تفسيرات سياسية مقنعة، مشيرا الى ان الامانة العامة لقوى 14 آذار تعمل على انجاز «خريطة طريق» تساعد على العبور الى ترتيب داخلي ضمن قوى وشخصيات 14 آذار بما يوصل الى لائحة موحدة في غالبية المناطق اللبنانية.
واشار المصدر الى اهمية سد ثغرة التباين بين النائب وليد جنبلاط والنائب سعد الحريري فيما خص ترشيحات الشوف، كما اشار الى ضرورة العمل لخفض منسوب التوتر بين جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، وهذا التوتر لم يعد يقتصر على هوية المرشحين في قضاء الشوف، بل شمل انتقادا من جعجع لجنبلاط على خلفية انفتاح الأخير على الرئيس نبيه بري انتخابيا.
وتحدث المصدر عن استمرار الفتور الانتخابي بين جعجع والرئيس امين الجميل في دوائر البترون وكسروان والمتن الشمالي وبيروت.
حلحلة قريبة
وتوقع المصدر ان يصار الى حلحلة للخلافات الانتخابية في الايام القليلة المقبلة على ان يصار بعد ذلك الى بلورة آليات التحالف مع الشخصيات والقوى المستقلة بما يمهد الى تظهير صورة اللوائح المكتملة التي لن تعلن قبل ان يعلن الفريق الآخر لوائحه.
الطاشناق يؤكد
من جهته، اكد الامين العام لحزب الطاشناق الارمني هوفيك مخيتاريان ان تحالف الحزب مع العماد ميشال عون في كل الدوائر الانتخابية ثابت في المبدأ، واضاف في حديث لإذاعة «النور» ان اللجنة المركزية للحزب اتخذت قرارا بشأن ما طرح عليها خلال اللقاءات مع النائبين سعد الحريري وميشال المر ستعلنه خلال الايام القليلة المقبلة بعد ان يتبلغ الطرفان هذا القرار.
واعتبر مخيتاريان ان العلاقة مع الحريري يجب ان تستمر وليس من الضروري ان تترجم انتخابيا، موضحا ان عدم تسمية حزب الطاشناق لمرشحيه في دائرة بيروت الاولى شأن داخلي في الحزب، مؤكدا ان الحق الحصري لتسمية المرشحين الارمن هو للطاشناق.
اذاعة «النور» نقلت عن مصادر اعلامية ان جنبلاط انتقد الذين ترشحوا في دائرته الشوف من دون ان يأخذوا بعين الاعتبار الادب السياسي ومن دون ان يسأل احد النائب نبيل البستاني،وهو المريض، ان يترشح مكانه، وربما يقصد جنبلاط هنا المحامي ناجي البستاني المرشح من طرف المعارضة.
انعطافة جنبلاط
ويبدو ان انعطافة جنبلاط نحو اليسار تعني بنظر المعارضة انه لن يفرط في النائب عن طرابلس الياس عطا الله مسؤول اليسار الديموقراطي في بلبنان.
وعلى صعيد السجالات الانتخابية، كانت هناك ردود واسعة للوزير نسيب لحود على الاتهامات التي ساقها ضده العماد ميشال عون، حينما اتهمه بتغطية الهجوم السوري على القصر الجمهوري في 13/10/1990 من خلال كونه سفيرا للبنان لدى واشنطن.
وقال لحود ان العماد عون يحاول جر الحياة السياسية الى مستوى لا يليق بها ولا بالمسيحيين، مؤكدا انه لن ينجر الى هذا المستوى وتعهد بان يحافظ على ثوابت الكنيسة.
واضاف الوزير لحود انه لن يسكت على الافتراءات والاكاذيب، وقال متوجها للعماد عون: لقد خدعت الناس مرات عدة ولن ندعك تغشهم مرة اخرى.
ونفى لحود ما نسبه اليه العماد عون في مؤتمر صحافي من انتساب لمنظمة الصاعقة السورية ـ الفلسطينية، وذكر اللبنانيين بمواقف عون التعطيلية، مشيرا الى ان زيارة عون الى دمشق كان يجب ان تذكره بـ 13 اكتوبر وليس مؤتمر 14 آذار في البيال، وان الكل يتذكر كيف تعامل مع استشهاد النقيب الطيار سامر حنا.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )