وعد المرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران علي خامنئي بتغيير سلوك بلاده اذا غيرت واشنطن سياساتها تجاه طهران.
وقال خامنئي امس انه لا يرى تغييرا في سياسة الولايات المتحدة نحو الجمهورية الاسلامية وذلك بعد يوم من دعوة الرئيس الاميركي باراك أوباما لبداية جديدة في العلاقات مع إيران من خلال رسالة مسجلة على شريط ڤيديو.
وانتقد خامنئي بشدة سلوك الولايات المتحدة ازاء ايران منذ الثورة الاسلامية في عام 1979 وقال ان الولايات المتحدة «مكروهة في العالم» ويتعين عليها ان تكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى.
وقال في كلمة أذاعها التلفزيون بمناسبة العام الايراني الجديد »انهم يقدمون شعار التغيير لكن في الواقع لا يشاهد أي تغيير، نحن لم نر أي تغيير». وكان خامنئي يتحدث في مدينة مشهد الشمالية الشرقية بعد يوم من دعوة اوباما الى «بداية جديدة» للاتصالات الديبلوماسية بين العدوين القديمين.
وقال خامنئي ان التغيير في «الكلمات» من جانب الولايات المتحدة لا يكفي وأضاف «سوف نراقب وسوف نصدر حكما على الادارة الأميركية الجديدة، تغيروا انتم وسوف يتغير سلوكنا».
واضاف متوجها للاميركيين: «اذا لم تغيروا موقفكم فلتدركوا ان شعبنا قد تعزز جانبه واصبح اقوى خلال السنوات الثلاثين الماضية» وانه سيواصل المقاومة.
لن ننخدع
وقال مستدركا «ان التغيير على مستوى الكلمات ليس كافيا بل يجب ان يكون حقيقيا، وعلى المسؤولين الاميركيين والاخرين ان يدركوا انه لا يمكن خداع الشعب الايراني واخافته».
والقى خامئني خطابه كما هي عادته كل عام في اليوم الاول من العام الفارسي الجديد عند ضريح الامام الرضا وهو احد العتبات المقدسة لدى المسلمين الشيعة، وتابع خامئني «انهم يطلبون منا التفاوض واعادة العلاقات الديبلوماسية، ويتحدثون عن التغيير، ولكن ما الذي تغير؟ اين علامات التغيير، هل رفعتم العقوبات المفروضة على ايران؟ هل افرجتم عن ارصدتنا المحجوزة في الولايات المتحدة؟ هل اوقفتم الدعاية المعادية لبلادنا؟ هل اوقفتم دعمكم غير المشروط للنظام الصهيوني؟».
كذلك انتقد مرشد الجمهورية الايرانية قول اوباما ان ايران لا يمكنها ان تحتل مكانها في محفل الامم باستخدام «الترهيب والاسلحة» ومطالبته ايران باعتماد «ممارسات سلمية»، وقال خامئني ان الرئيس اوباما «يرسل رسالة بمناسبة نوروز لكنه يتهم في الرسالة ذاتها الشعب الايراني بدعم الارهاب والسعي الى حيازة اسلحة نووية».
.. ولن ننسى
واضاف «نحن لا نعرف من يتخذ القرار في الولايات المتحدة، هل هو الرئيس ام الكونغرس ام آخرون، اما فيما يخصنا فاننا نتصرف وفق المنطق وليس بشكل عاطفي، نحن نتخذ قراراتنا بعد حسابات دقيقة».
وكرر ان ايران لن تنسى دعم الولايات المتحدة لنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين خلال الحرب الايرانية ـ العراقية (1980-1988) او الهجوم على طائرة مدنية ايرانية من قبل بارجة اميركية في الخليج عام 1988 الذي اوقع 290 قتيلا.
لاڤروڤ
في غضون ذلك قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لاڤروڤ انه لا يوجد «اي دليل على ان ايران قررت صنع السلاح النووي» ودعا الى «التفاوض» مع طهران باحترام.
وصرح لاڤروڤ اثناء نقاش في بروكسل انه «لا يوجد اي دليل على ان ايران قررت صنع السلاح النووي»، واشار الى انه مادام سيستمر وجود الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ايران «فان العمليات الضرورية في اجهزة الطرد المركزي الايرانية» للانتقال من انتاج يورانيوم خفيف التخصيب خاص بالاستخدام المدني للطاقة النووية الى انتاج يورانيوم عالي التخصيب للاستخدام العسكري «سيتم رصدها على الفور من قبل كاميرات الوكالة».
واضاف الوزير الروسي انه ينبغي اللجوء مع ايران الى «المفاوضات والاحترام والحوار» خصوصا «حول جميع قضايا الشرق الاوسط»، وقال «يجب التحاور مع اعتبار ايران جزءا بناء من الحل وليس جزءا من المشكلة».