قال الرئيس الأميركي باراك أوباما، ان أصعب القرارات التي اتخذها، منذ توليه الرئاسية في يناير الماضي، كان إرسال 17 الف جندي اضافي من القوات الأميركية لأفغانستان، مشددا على الحاجة لإستراتيجية شاملة تتضمن خطة خروج من هناك.
وأضاف اوباما في مقابلة بثتها شبكة «سي.بي.اس» التلفزيونية «اعتقد انه الامر الصائب، لكنه كان قرارا صعبا لأننا اضطررنا لاتخاذه قبل استكمال مراجعة الاستراتيجية التي نقوم بها».
وحدد أوباما خلال المقابلة المهمة الاميركية في افغانستان بانها «التأكد من ان القاعدة لا يمكنها مهاجمة الولايات المتحدة والمصالح الاميركية وحلفائنا. تلك هي ابرز أولوياتنا».
وقال «عملا بهذه الاولوية، قد يكون هناك سلسلة من الامور التي يجب ان نقوم بها» موضحا «يجب ان نعزز القدرات الاقتصادية في أفغانستان، وان نضاعف جهودنا الديبلوماسية في باكستان».
واضاف «قد نضطر لاعتماد مقاربة ديبلوماسية اوسع اقليميا.
قد نضطر للقيام بتنسيق اكثر فاعلية مع حلفائنا، لكن لا يمكننا تحويل انظارنا عن مهمتنا الاساسية».
وقال ان المهمة هي نفسها التي قررتها الولايات المتحدة حين دخلت افغانستان بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001، مشيرا الى ان التخطيط لاعمال عنف ضد مواطنين اميركيين «هو امر لا يمكننا التسامح معه».
ويتوقع ان تركز الاستراتيجية على توسيع كبير للقوات الامنية الافغانية مع التقارب مع متمردين «معتدلين» وزيادة المساعدات المدنية واعتماد ديبلوماسية واعدة في انحاء المنطقة.
وبعض القوات ستكلف بالإشراف على تجنيد وتدريب عناصر أكثر من الجيش والشرطة الافغانيين لان الادارة الاميركية تراهن على توليهما في احد الايام المهام الامنية.
ويتوقع من المدنيين، من الخبراء الزراعيين الى المهندسين، ان يعززوا عمل الحكومة المحلية والقادة القبليين لان المسؤولين الغربيين يتخوفون من الاعتماد بشكل اساسي على حكومة كابول الضعيفة التي يسودها الفساد.
وقد ظهرت الخطوط العريضة لهذه الاستراتيجية تدريجيا في بيانات حكومية وتقارير اعلامية فيما يحضر اوباما لعرضها خلال قمة حلف شمال الاطلسي في ابريل حيث سيدعو الحلفاء الاوروبيين الى تقديم مساعدة اضافية.
وبعدما أعطى مثالا على العراق، قال أوباما انه يؤيد إجراء محادثات مع عناصر من التمرد الافغاني على امل عزل القيادة المتشددة المتحالفة مع القاعدة.
ويحذر مراقبون من ان محاولة استمالة بعض المتمردين لن تنجح الا اذا حققت القوات الاميركية والافغانية مكاسب في المعركة ضد طالبان.
وفي الوقت الراهن يصف القائد الاميركي في افغانستان الجنرال ديڤيد ماكيرنان الحرب بأنها «تراوح مكانها».
وحتى وان سار كل شيء كما هو مخطط له في افغانستان فإن كبار المسؤولين يقولون ان مفتاح حل النزاع موجود على الحدود مع باكستان.
وينشط عناصر طالبان والاسلاميون المتحالفون معهم بما يشمل القاعدة انطلاقا من المناطق القبلية في شمال غرب باكستان وفي وادي سوات رغم الدعوات المتكررة التي توجهها واشنطن لاسلام آباد لوقف هذه الانشطة.
وقد عين أوباما المبعوث الخاص ريتشارد هولبروك في مهمة محاولة اقناع باكستان ببذل مزيد من الجهود لوقف تحركات الناشطين وتعزيز السيطرة على حدودها.
وقال اوباما «مادامت هناك ملاذات آمنة في هذه المناطق الحدودية الخارجة عن سيطرة الحكومة الباكستانية، سيبقى هناك خروقات على الجانب الافغاني من الحدود».