Note: English translation is not 100% accurate
اغتيال الجميل يخلط الأوراق ويعيد «برمجة» الخطط والأولويات
الجمعة
2006/11/24
المصدر : الانباء
تحليل إخباري
يرزح الوضع في لبنان تحت «صدمة» الاغتيال الصاعق والمدوي للوزير الشاب بيار امين الجميل الذي اغتيل في ذروة احتدام الصراع السياسي الذي لامس «الشارع»، وفي لحظة الاشتباك السياسي الحاصل بين حكومة الوحدة والثلث المعطل والمحكمة الدولية في جريمة اغتيال الحريري والذي اوصل الازمة الى طريق مسدود.
هذه الجريمة التي اختلفت عن سابقاتها في الطريقة المعتمدة حملت اغتيالا سياسيا هو الثاني من حيث الاهمية على المستوى اللبناني بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهو الاول من حيث الاهمية على المستوى المسيحي، لأن بيار الجميل لم يكن مجرد وجه بارز من وجوه 14 مارس، وانما كان ركنا من اركانها وقياديا شابا مصنفا في خانة «قيادات الصف الاول»، وسياسيا واعدا، فهذا الشاب المتحدر من عائلة سياسية عريقة ومناضلة كان يتحرك وينشط في آفاق سياسية مفتوحة على كل الطموحات المشروعة والمراكز المتقدمة.
هذا الاغتيال، وفق المؤشرات الاولية لردود الفعل والمضاعفات، ليس مجرد جملة اعتراضية في سياق النص العام للاحداث، وانما هو من النوع الذي يحدث تحولا في مسار الاحداث ويؤثر فيها، وبالفعل فقد بدأت ملامح التأثيرات والتغيير تظهر من خلال المعاني والنتائج السياسية التي حملها هذا الاغتيال، وابرزها:
1ـ اغتيال الجميل يعلن استئناف مسلسل الاغتيالات السياسية بعد توقف دام نحو سنة تقريبا، انه اول اغتيال سياسي في العام 2006 وينذر بوقوع اغتيالات اخرى، الجديد فيها انها لم تعد محصورة في القيادات السياسية، وانما توسعت في اتجاه الوزراء والنواب لأن الوظيفة السياسية للاغتيالات الجديدة لها علاقة بالمعارك والاستحقاقات الآتية، وابرزها الحكومة والمحكمة الدولية ورئاسة الجمهورية (الاغتيال خفض الاكثرية الحكومية وايضا الاكثرية النيابية التي اصبحت الآن 70 نائبا بعدما كانت 72 في صيف 2005).
2ـ اغتيال الوزير بيار الجميل «يفتح» مرحلة سياسية جديدة في لبنان، مثلما كان الاغتيال الفاشل للوزير مروان حمادة بداية مرحلة جديدة وحافلة بالاحداث. انه انذار مبكر ومؤشر اول الى ما هو آت في الاسابيع والاشهر المقبلة، حيث سيكون من الصعب ضبط الصراع في الاطر السياسية ومنعه من ان يتسرب الى الارض اغتيالات وتظاهرات وفوضى امنية.
3ـ اغتيال الجميل اعاد لبنان الى الصدارة ومركز احداث المنطقة، واعاد الاهتمام الدولي بالوضع الداخلي الى سابق مستواه وزخمه بعد مرحلة من التراجع والتقلص لاسباب عدة، منها ان الملف اللبناني لم يعد اولوية في المنطقة مع تقدم الملفين العراقي والفلسطيني، وان المجتمع الدولي فوجئ بحجم التعقيدات الداخلية والاداء البطيء والمتردد للاكثرية غير الممسكة بكل مفاصل السلطة. ومن الطبيعي ان يعطي الدعم الدولي المتجدد جرعة انتعاش لقوى 14 مارس، وان يحد من قلقها المتنامي بفعل المتغيرات الدولية والاقليمية والذي تطور اخيرا الى هاجس حول تبديلات في السياسة الاميركية وقيام صفقات وتسويات على حساب لبنان.
4ـ الاغتيال اعاد انتاج المشهد السياسي اللبناني، وفي اتجاه استعادة قوى 14 مارس وضعية الهجوم وزمام الشارع الذي اصبح ورقة المعارضة الاقوى في الآونة الاخيرة والسلاح الذي تهدد باللجوء اليه واستخدامه.
5ـ الاغتيال ادى الى تأخير واعاقة تحرك المعارضة التي كانت تتأهب للنزول الى الشارع هذا الاسبوع، واعدت خططها على هذا الاساس، لتجد ان الشارع احتلته قوى 14 مارس من جديد، ما يدعوها الى الانكفاء والتريث.
6ـ الاغتيال بما نجم عنه من مناخات تشنج ومضاعفات سلبية زاد في صعوبة الوضع وتصعيد الازمة واسهم في اجهاض حلول وتسويات لمجرد ان الاحداث تجاوزتها ونقلت البحث من الحكومة الى المحكمة واتاح للاكثرية ان تتمسك بأجندتها السياسية وترفض تقديم تنازلات.
7ـ الاغتيال اعاد ترتيب الاولويات في حسابات وخطط الاكثرية وباتجاه اطلاق معركة رئاسة الجمهورية وبدء العد العكسي الفعلي لها والرد على مشروع الانتخابات النيابية المبكرة للمعارضة بمشروع الانتخابات الرئاسية المبكرة للاكثرية، والمعطى الجديد الذي طرأ هو ان الرئيس امين الجميل دخل من الآن فصاعدا حلبة المنافسة والترشيحات في انتخابات الرئاسة وازداد دوره السياسي في الاكثرية في موازاة تعزز موقعه الشعبي على الساحة المسيحية.
اقرأ أيضاً