بيروت ـ عمر حبنجر
اتجه الانتباه امس الى الجلسة التشريعية لمجلس النواب التي فقدت النصاب قبل وصول المجلس الى «البنود المشتعلة» كأسعار البنزين والمحروقات، ولم يكن الانتباه الشعبي والسياسي أقل انجذابا بالنسبة لمجلس الوزراء الذي انعقد مساء لاجراء العاجل والملح من التعيينات المتصلة بالعملية الانتخابية.
رئيس مجلس النواب نبيه بري رد التحدي للنواب الذين ساهموا بمغادرتهم القاعة في افقاد الجلسة النصاب، بتعيين جلسة تشريعية جديدة في السابع من ابريل، وهدد بمواصلة تعيين الجلسات حتى استكمال البنود المدرجة على جدول الجلسات التشريعية، وأهمها خفض اسعار البنزين الذي تتمسك به المعارضة، وخصوصا حزب الله الذي اعلن احد اعضائه ـ النائب علي عمار ـ ان كتلة الوفاء للمقاومة لن تحضر الجلسة التشريعية الجديدة، ما لم تطمئن الى ان خفض سعر البنزين سيحصل.
وتستخدم المعارضة موضوع البنزين المستقطب للشعبية من اجل الضغط على حكومة السنيورة علها تجد المخرج لأزمة موازنة «مجلس الجنوب» المعرقلة للموازنة العامة.
السنيورة: البنزين في سورية أغلى
الرئيس السنيورة قال بعد جلسة مجلس النواب ان علينا رؤية انعكاسات خفض اسعار البنزين على الخزينة، وقال: لا يمكن لأحد ان يطالب بتخفيض بينما على الجانب الآخر من الحدود، ويقصد سورية، سعر «صفيحة البنزين أغلى من لبنان، وبالتالي فان كمية الرسوم التي تتقاضاها الدولة السورية على البنزين أعلى مما تتقاضاه الدولة اللبنانية، علما ان معدل الرواتب والأجور في سورية أقل بنسبة الثلث مما هو عليه في لبنان.
واضاف السنيورة مدافعا عن موقفه، ان هذه الزيادة تشكل مصدرا اساسيا من مصادر واردات الخزينة، وترتب ما يزيد على 800 مليون دولار سنويا زيادة دين على الدولة اللبنانية، حيث ان علينا عجز خزينة بقيمة 4 مليارات دولار، ويصير 5 مليارات اذا كان اللبنانيون راضين، «صحتين على قلبهم».
والجدير بالذكر ان كلفة صفيحة البنزين على الدولة نحو 7 آلاف ليرة لبنانية بينما تسلم للسائق بـ 23 ألف ليرة.
وقال رئيس الحكومة ان الحكومة سترفع فروق سلسلة الرتب والرواتب للموظفين مقسطة على دفعتين، وان القسط الأول قد يدفع قبل الانتخابات المقررة في السابع من يونيو.
مصادر نيابية قالت لـ «الأنباء» ان تطيير نصاب الجلسة النيابية تم بانسحاب نواب كتلة المستقبل، احتجاجا على طرح اتفاقية ذات طابع اجتماعي.
وقال النائب سمير الجسر ان الاتفاقيات شأن الحكومة وليس النواب، واستند النائب نبيل دو فريج الى سابقة حصلت في المجلس ورفض فيها اقتراح بالانضمام الى اتفاقية.
إطلاق رصاص على سيارتي قاضيين
وخلال الجلسة تبلغ رئيس الحكومة والوزراء والنواب نبأ الاعتداء الليلي على سيارتي قاضيين في شارع بدارو باطلاق النار عليهما من مسدس مزود بكاتم للصوت، ولم تكن للقاضيين علاقة بأي دعوى ذات خلفية سياسية، وقد استنكر الرئيس بري هذا الاعتداء لأنه يؤدي الى تدمير لبنان كما قال.
اما مجلس الوزراء فقد ناقش في اجتماعه مساء امس جدول اعمال مثقلا بـ 99 بندا، ووافق المجلس على تعيين نواب حاكم مصرف لبنان المركزي على النحو التالي، النائب الاول هو المدير العام لـ «فرنسا بنك» رائد شرف الدين (والدته السيدة رباب الصدر شقيقة الامام موسى الصدر)، والنائب الثاني هو نائب المدير العامل لـ «بنك بيروت والبلاد العربية» سعد عنداري والنائب الثالث هو امين سر هيئة التحقيق المصرفية د.محمد بعاصيري اما النائب الرابع فهو هارون صاموئيليان.
في غضون ذلك تابعت الماكينات الانتخابية تحركاتها الى جانب المداولات والمشاورات والتسابق على تقديم الترشيحات قبل السابع من ابريل.
وفي معلومات لـ «الأنباء» ان نائب طرابلس مصطفى علوش كاد يعلن العزوف عن الترشح للانتخابات في طرابلس بعد ما تنامى اليه ان التحالفات في عاصمة الشمال بين تيار المستقبل والرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي لم تترك له مكانا، لكن اتصالا جرى معه من قريطم، حيث مقر رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري تضمن طمأنته الى ان الامور مازالت على حالها دفعه الى التريث.
الجميل: الوضع غير مستقر
وفي المتن قال الرئيس امين الجميل بعد استقباله سفير مصر احمد البديوي ان القنبلة التي وجدت داخل سيارة امام منزله امر مثير، وتوجه الى المسؤولين بالقول ان وجود القنبلة يؤكد ان الوضع في المنطـــــقة غير مستقر، ما يتطلب المزيد من الحيطة والحـــذر وهي رسالة لكل اللبنانيين عشية الانتخابات النيابية.
وقال نريد جوابا عن هذه الرسالة، وفي معرض الرد على سؤال حول حسم ترشح الكتائبي سامر سعادة للمقعد الماروني في البترون، قال اننا بصدد مراجعة الأمور مع حلفائنا في القوات والمستقبل والآخرين، وما في عجلة والعجلة من الشيطان وبعد 7 ابريل تاريخ اقفال باب الترشحات نضع النقاط على الحروف.
كما رحب الجميل بالمصالحات العربية ـ العربية مشيرا الى ان الحوار العربي يخدم المصلحة اللبنانية.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )