تصاعد التوتر بشكل كبير في شرق أوكرانيا أمس، حيث شنت قواتها هجوما كبيرا على الانفصاليين الموالين لروسيا في سلافيانسك. وسارع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى التنديد بالهجوم متوعدا بأن هذه «الجريمة» سيكون لها عواقب.
وأعلنت وزارة الداخلية الاوكرانية ان المواجهات بين القوات الحكومية والانفصاليين في سلافيانسك «اوقعت حوالي خمسة قتلى» بين صفوف الموالين لروسيا بينما اصيب جندي اوكراني بجروح، مضيفة انه تم «تدمير» ثلاثة حواجز اقامها انفصاليون عند مدخل المدينة.
ميدانيا، قالت وكالة فرانس برس ان تبادلا لإطلاق النار وقع عند حاجز للانفصاليين في المدخل الشمالي لسلافيانسك ثم شاهدوا العديد من المدرعات احدها عليها العلم الاوكراني تعتبر مركز المراقبة الذي اضرم فيه الموالون لروسيا النار. الا ان المدرعات انسحبت ولم تعد موجودة عند الحاجز بعيد الظهر.
وتعهد وزير الداخلية الاوكراني أرسين افاكوف بـ «رد قاس حتى القضاء على الارهابيين».
وعلاوة على المواجهات أمس في سلافيانسك، هاجم قرابة 100 شخص خلال الليل قاعدة عسكرية في ارتيميفسك «مستخدمين اسلحة رشاشة واوتوماتيكية وقنابل يدوية»، بحسب وزارة الدفاع. واصيب جندي بجروح. وقال افاكوف ان الهجوم قام به «عسكري روسي» من اجل الاستيلاء على اسلحة.
كما اعلنت كييف تحرير بلدية مرفأ ماريوبول بعد مواجهات اوقعت خمسة جرحى. وقتل جندي خلال هجوم شنه انفصاليون ضد قاعدة عسكرية في ارتيمفينسك في الشمال.
وردا على هذه التحركات، اطلق الجيش الروسي مناورات جديدة على الحدود مع اوكرانيا ردا على العملية العسكرية التي شنتها سلطات كييف ضد الانفصاليين الموالين للروس في شرق البلاد، كما اعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو امس.
وقال شويغو، بحسب ما نقلت وكالات الانباء الروسية ان «تمارين لوحدات القطاعات العسكرية في الجنوب والغرب بدأت»، موضحا ان روسيا «اجبرت على التحرك» في وجه تطور الاحداث في اوكرانيا.
التوتر الميداني رافقه توتر سياسي بين روسيا الداعمة للانفصاليين والغرب حيث علق بوتين على الهجوم قائلا «اذا بدأ النظام الحالي في كييف فعلا باستخدام الجيش ضد السكان فهذه جريمة خطيرة جدا ضد الشعب». وهدد «انها عملية قمع ستكون لها عواقب على الذين يتخذون هذه القرارات»، وذلك بعد ان طلب منه قائد الانفصاليين في سلافيانسك فياتشيسلاف بونوماريف الاحد الماضي ارسال قوات روسية الى المكان.
وبعد ان لمحت بدورها الى احتمال التدخل العسكري في حال تعرض «مصالحها المشروعة» للتهديد، اتهمت موسكو الغربيين باستخدام اوكرانيا «اداة في اللعبة الجيوسياسية» ضدها.وقال وزير خارجيتها سيرغي لافروف «في اوكرانيا حاولت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي.. تدبير «ثورة ملونة» جديدة، عملية تغيير نظام مخالفة للدستور».
في المقابل، حمل الرئيس الاميركي باراك اوباما روسيا مسؤولية فشل الاتفاق الذي تم التوصل اليه في جنيف قبل اسابيع لخفض حدة التوتر في اوكرانيا.
وقال اوباما في مؤتمر صحافي في اليابان «كان هناك احتمال بان تسلك روسيا طريق المنطق بعد الاجتماع في جنيف. لم نر حتى الآن على الاقل من جانبهم احتراما لروحية اتفاق جنيف او لحرفيته».
وأضاف «ما زلنا نرى مسلحين يسيطرون على مبان ويمارسون مضايقات بحق من يخالفهم الراي، ويزعزعون استقرار المنطقة، بدون ان نرى روسيا تتحرك لردعهم».
ولوح اوباما بعقوبات جديدة بحق روسيا في حال استمرت في تجاهل اتفاق جنيف ولم تعمد الى التصرف بشكل «اكثر عقلانية».