بيروت ـ عمر حبنجر
كرت سبحة الترشيحات المنفردة للانتخابات النيابية في لبنان، متجاوزة محطات الانتطار التي حددها رؤساء الكتل النيابية وبالتالي اللوائح الانتخابية، سواء كان في الموالاة او المعارضة، ما عكس تعثر التفاهمات حتى داخل الخط السياسي الواحد.
فقبل ثمانية أيام على اقفال باب الترشيحات رسميا، بدأت الترشيحات الافرادية تنهمر على وزارة الداخلية، والتي فاق عددها الـ 100 حتى الأمس، وبالتأكيد ان مثل هذه الترشيحات الخارجة عن حدود التكتلات تحاول ان تضع رؤساء اللوائح أمام الأمر الواقع، عبر التشويش على حساباتهم الانتخابية، وبالتالي حملهم على اخذهم بالحسبان عند تنظيم اللوائح.
وفي هذا الوقت استمرت «الحماوة» الانتخابية في تصاعدها المتواصل، وضمن حملته المستمرة على قوى 14 آذار قال العماد ميشال عون في خطاب انتخابي «ان الذين حكموا اثناء الوجود السوري استمروا بعده وصاروا أبطالا في 14 آذار».
بدوره النائب سعد الحريري سيتحدث في عشاء تكريمي يقيمه تيار المستقبل الخميس المقبل للهيئات المنتخبة من رؤساء بلديات ومخاتير ليتناول فيها آخر معطيات المشهد الانتخابي.
تحالفات انتخابية
ويبدو ان التحالف الانتخابي الذي كان مطروحا بين تيار المستقبل والجماعة الاسلامية في بيروت والشمال لن تقوم له قائمة، لاعتبارات متصلة بعلاقات الجماعة مع احزاب اسلامية ذات طابع متطرف، الأمر الذي اثار مخاوف بعض القوى الاقليمية المهتمة بلبنان.
وكانت الجماعة اعلنت اسماء مرشحيها في محافظة الشمال واطلقت ماكينتها الانتخابية وهم: رامي درغام في دائرة طرابلس، اسعد هرموش في الضنية ـ المنية، محمد هوشر في عكار.
الجماعة الاسلامية كانت اعلنت عن ترشيح احد قادتها عماد الحوت في بيروت.وفي معلومات لـ «الأنباء» ان مرشحي الجماعة سيواصلون حملتهم كمستقلين، بأمل التوصل الى خرق اللوائح الأساسية.
وبالنسبة لطرابلس تقول المعلومات ان الجهات الاقليمية المهتمة بالانتخابات اللبنانية تأمل أن يكون لرئيس الحكومة السابق عمر كرامي مكان في اللائحة الأساسية.
ويبدو للمصادر المهتمة ان الرئيس كرامي يدرس اعلان لائحة انتخابية برئاسته، في حال لم يتوصل الى تفاهم مع الآخرين.
ولاحقا قال النائب عن المستقبل مصطفى علوش ان الاتصالات مستمرة مع الجماعة الاسلامية لكن هناك «حشرة»، على الترشيحات في جميع الدوائر، كما استغرب قول الجماعة ان ضغوطا من خارج الحدود تمارس على المستقبل، لدفعه للتخلي عن الجماعة.
جنبلاط يكمّل لائحة الشوف
في اطار المساعي لانهاء المشكلة الحاصلة في تشكيل لائحة الشوف الانتخابية لـ 14 آذار التقى رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط في منزله في كليمنصو أمس رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون وعرض معه موضوع تثبيته على اللائحة الأساسية في الشوف لقوى الأكثرية، بعدما ابلغ وفدا من عائلة البستاني اعتذاره الشديد عن اخذ د.مارون بستاني مكان النائب نبيل البستاني لأسباب متعلقة بوحدة 14 آذار، وانتقد جنبلاط ما أسماه بالهجمة في الترشيحات في الشوف حتى كاد يطلب هو اذنا بالترشح في «القلعة الجنبلاطية».
بالمقابل انجز حزب الله تسمية غالبية مرشحيه في البقاع الشمالي (بعلبك ـ الهرمل) والجنوب، بينما لم ينجز تحالفاته مع الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون، نتيجة صعوبة التفاهم بين الآخرين على المرشحين المسيحيين في المناطق الجنوبية، وعلى هذا يبدو مستصعبا اعلان لوائح 8 آذار قبل منتصف ابريل المقبل.
رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد قال ان الحزب لا يريد سلطة عنصرية ولا سلطة متفردة.
واضاف في لقاء سياسي في حبوش كما اننا لا نريد سلطة كل قوتها انها تتناغم مع مصالح رجال الأعمال وعصابات التمويل الخارجية الاقليمية منها والدولية.