بعد مناقشة ماراثونية استمرت 6 ساعات حصلت الحكومة الإسرائيلية التي شكلها زعيم اليمين المتطرف بنيامين نتنياهو مساء امس على ثقة الكنيست، حيث أيد 69 من أعضاء الكنيست المؤلف من 120 مقعدا الائتلاف الحكومي بينما اعترض عليه 45 نائبا وامتنع 5 عن التصويت وتغيب عضو.
وتضم الحكومة الائتلافية الجديدة ثلاثين وزيرا بينهم نتنياهو، وبذلك أصبح نتنياهو رئيسا للوزراء للمرة الثانية في عشر سنوات.
جدير بالذكر أن التصدعات كادت تطيح بحكومة نتنياهو قبيل ولادتها حيث هدد رئيس حزب اسرائيل بيتنا المتطرف افيغدور ليبرمان بالانسحاب من التشكيلة الحكومية عقب سريان شائعات مفادها ان نتنياهو يعتزم توزير شالوم بالخارجية في حال شغورها نتيجة لتحقيق تجريه الشرطة قد يؤدي لادانة رئيس حزب اسرائيل بيتنا بقضايا فساد.
تشكيلة متضخمة
وتضم التشكيلة الحكومية 30 وزيرا بينهم عدة وزراء دون حقائب بالاضافة الى 7 نواب وزراء. وسعى نتنياهو رئيس حزب الليكود جاهدا الى تلبية مطالب مختلف شركائه ما اضطره لتوسيع نطاق الحكومة. واثار توسيع الحكومة حفيظة منتقديها الذين عابوا عليها انها متضخمة رغم الازمة المالية العالمية.
ويقول هؤلاء ان هذه الحكومة المتضخمة هي نتاج الوعود الكثيرة التي قدمها نتنياهو بتخصيص مناصب لحلفائه في الائتلاف. ويضم الائتلاف الحكومي الى جانب الليكود (27 مقعدا في البرلمان)، الحزب اليميني القومي المتطرف اسرائيل بيتنا (15 مقعدا) وحزب العمل (يسار، 13 مقعدا) وحزب شاس الديني لليهود الشرقيين (11 مقعدا) والبيت اليهودي الذي يمثل المستوطنين (ثلاثة مقاعد).
ويأمل نتنياهو ان يضفي صفة الاعتدال على هذه الغالبية بسبب مشاركة العماليين. وقال امس الاول «نريد سلاما كاملا وفعليا بهدف التوصل الى مصالحة بين الشعبين العربي واليهودي».
لكنه يرفض تجميد الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية واقامة دولة فلسطينية، وهما مسألتان تعتبران في صلب جهود السلام منذ سنوات. ويقول محللون ان نتنياهو سيحاول تهدئة واشنطن عبر ابداء استعداده لتسوية النزاع في الشرق الاوسط، لكنه لن يسعى الى ذلك فعليا. ولم يظهر نتنياهو يوما حماسة حيال قيام دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل وهو ما يثير حفيظة الاميركيين والاوروبيين.
الاتحاد الأوروبي
فقد واصل الاتحاد الاوروبي انتقاده لحكومة نتنياهو عبر قول وزير الخارجية التشيكي كاريل شوارزنبيرج ان جمهورية التشيك بوصفها رئيسة للاتحاد الاوروبي غير سعيدة ببعض السياسات الاسرائيلية وان من غير المحتمل عقد اجتماع بين الاتحاد الاوروبي واسرائيل في الاشهر الثلاثة المقبلة. ونقلت صحيفة ليدوف نوفيني اليومية عن شوارزنبيرج قوله «لسنا سعداء ببعض خطوات الحكومة الاسرائيلية ولاسيما عمليات البناء قرب القدس وايضا عملية الوصول الى غزة والتي اصبحت محدودة للغاية اليوم» بسبب الحصار الاسرائيلي المفروض عليها.
واثار تعيين ليبرمان ذي المواقف المتطرفة ضد العرب وزيرا للخارجية الاسرائيلية قلقا دوليا. وعندما سئل شوارزنبيرج عما اذا كان اجتماع قمة للاتحاد الاوروبي سيعقد قبل انتهاء رئاسة التشيك للاتحاد في يونيو فقال «اخشى الا يحدث ذلك. واقول بصراحة انه احد الامور التي تسبب خيبة امل كبيرة لي».
وفي سياق متصل قالت مصادر مصرية مطلعة إن ملف تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل مجمد حاليا وبشكل مؤقت إلى ان يتخذ نتنياهو قرارا في هذا الشأن، في اشارة الى انتقال الملف إلى مسؤوليته بعد مغادرة رئيس حكومة تسيير الأعمال ايهود اولمرت موقعه.