أبى وزير الخارجية الاسرائيلي الجديد افيغدور ليبرمان أن يمر اليوم الثاني له في الحكومة دون أن يثير حوله المشكلات سواء بتصريحاته المعادية للسلام، أو باستجوابه من قبل الشرطة الإسرائيلية لمدة 7 ساعات ونصف للاشتباه في تلقيه رشا والتورط في غسل أموال.
فبعد ان تنصل من التزام اسرائيل باتفاق انابوليس المقر بقيام دولة فلسطينية، استبعد ليبرمان اي انسحاب إسرائيلي من هضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967.
واكد زعيم حزب «اسرائيل بيتنا»، اليميني المتطرف، في مقابلة مع صحيفة هآرتس «ان الحكومة الجديدة لم تتخذ قرارا بشأن المفاوضات مع سورية ولن تقبل بانسحاب من هضبة الجولان».
وشدد ليبرمان على ان «السلام لن يتحقق الا في مقابل السلام» مخالفا بذلك مبدأ «الارض مقابل السلام» الذي شكل اساسا للمفاوضات بين اسرائيل وجيرانها العرب منذ مؤتمر مدريد العام 1991.
وقال ليبرمان إن الحكومة الإسرائيلية الجديدة غير ملتزمة بأي تفاهمات مسبقة أعطيت لسورية بخصوص الجولان من قبل الحكومة السابقة لأن مثل هذه التفاهمات لم تطرح لتصويت في مجلس الوزراء.
وعن رأيها في تصريحات خلفها اكدت رئيسة المعارضة الإسرائيلية ووزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليڤني انها أدت إلى نزع شرعية إسرائيل في الحلبة الدولية فيما أجرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اتصالا هاتفيا مع ليبرمان لتهنئته على المنصب واتفقت معه على الالتقاء في أقرب وقت.
وقالت ليڤني في مقابلة أجرتها معها إذاعة الجيش الإسرائيلي امس إن أقوال ليبرمان بخصوص عدم التزامه بمبادئ مؤتمر أنابوليس وإنما بخطة خارطة الطريق فقط «تنتزع شرعية إسرائيل في الحلبة الدولية».
واضافت أن «اليمين يقول دائما إنه ليس لدينا شريك في الجانب الفلسطيني كذريعة لعدم التقدم (في المفاوضات) والآن لم نعد نحن شريكا».
ودعت ليڤني رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى التنصل من أقوال ليبرمان فورا ورأت أنه «عندما يتم قول أمر دراماتيكي إلى هذا الحد ولا يتم التعقيب عليه فإنه إما أنه يعكس ضعف نتنياهو أو أنه يؤمن بذلك فعلا ورغم وجود خلافات بيني وبين نتنياهو لكن تصريحات ليبرمان لا تمثل إسرائيل وهذه تصريحات تلحق ضررا بإسرائيل».
وتابعت أن أقوال ليبرمان تعيد إسرائيل إلى الوراء سنوات طويلة «لأن أنابوليس اتفاق دائم وسلام يستندان إلى مبدأ الدولتين وعندما يتم التوصل لاتفاق كهذا فإنه سيستند إلى خارطة الطريق».
وأضافت أن «التنكر لـ«أنابوليس» يتعارض مع المصالح الإسرائيلية إذ أننا وقعنا عليه فلماذا نتناقش على الحقائق».
وفي غضون ذلك تحدثت كلينتون مع ليبرمان امس مهنئة اياه على توليه منصب وزير الخارجية في الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
وبحسب بيان صادر عن الخارجية الإسرائيلية فإن كلينتون وليبرمان تناولا مواضيع عدة واتفقا على التعاون وعقد لقاء بينهما في أقرب وقت.
إلى ذلك، قال القيادي في حركة حماس صلاح البردويل إن حركته لا تأسف على إعلان وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد أفيغدور ليبرمان عدم الالتزام بمؤتمر أنابوليس للسلام داعيا حركة فتح إلى إعادة النظر في الاتفاقات الموقعة.
وقال البردويل في تصريحات امس: «اليوم لسنا آسفين على تنكر ليبرمان ونعتبر ذلك مدعاة لحركة فتح لأن تعيد النظر في كل الاتفاقات الهزيلة والمشاريع التسووية الهابطة التي وقعتها دون فائدة من وراء الشعب الفلسطيني».
وأشار إلى أن حركته وحكومتها «عارضت منذ اللحظة الأولى لأنابوليس هذا المؤتمر واعتبرت أنه تضييع لحق العودة وأنه وصفة لضرب المقاومة وتحقيق المزيد من الشرخ في الصف الفلسطيني لذلك رفضناه جملة وتفصيلا».
ورأى أن هذا الموقف «مدعاة لأن تعيد حركة فتح النظر في مواقفها ومحاولة فرض شروط في حوار القاهرة» وقال «نعتبر كثرة الضغط على حماس في حوار القاهرة من أجل الاعتراف بالاحتلال والاتفاقات الموقعة بعد هذه المواقف من نتنياهو وليبرمان محط إعادة نظر من قبل حركة فتح التي يجب أن تفهم أن العدو لم يلتزم بهذه الاتفاقات وأنه يستخدم هذه الورقة من أجل تمزيق الصف الفلسطيني».
واعتبر أنه «اليوم مطلوب وقفة جادة ووقف المفاوضات والتنسيق الأمني وإنهاء الالتزام بهذه الاتفاقات الأمنية التي مزقت وحدة شعبنا» مشددا على أن ذلك سيكون مدعاة لتقريب وجهات النظر وتوحيد الجهود في مواجهة التحديات.
إلى ذلك صرح مسؤول في حركة فتح انه تقرر تعليق حوار القاهرة الذي استؤنف مع حماس أمس الأول على ان يعاد استئنافه في موعد سيتم تحديده لاحقا بين 21 و26 الجاري.