- كييف تبدي استعداداً لحوار مع المسؤولين الإقليميين في المناطق الشرقية دون «الإرهابيين»
رفض الانفصاليون الاوكرانيون أمس دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لهم لتأجيل الاستفتاء الذي يعتزمون إجراءه الاحد المقبل في دونيتسك ولوهانسك شرق أوكرانيا، في وقت اشترطت موسكو وقف كييف العمليات العسكرية ضد المجموعات الانفصالية الموالية لها، لقبول نتيجة انتخابات الرئاسة الأوكرانية المقررة في 25 مايو الجاري.
ورغم الاشارة الايجابية التي ارسلتها موسكو بتلميحها لقبول نتائج الانتخابات الاوكرانية، واصل الرئيس الروسي استعراضات القوة، وأشرف بنفسه أمس على اختبارات لإطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات.
وحسب ما اعلنت وكالات الانباء الروسية نقلا عن مسؤولين في وزارة الدفاع، فقد اطلقت القوات العسكرية الروسية صاروخا باليستيا عابرا للقارات من طراز توبول من قاعدة بليسيتسك (شمال)، بالاضافة الى «العديد» من الصواريخ الأخرى القصيرة المدى من على متن غواصات تابعة لاسطول الشمال والمحيط الهادئ.
وشملت مناورات عسكرية اخرى اطلاق صواريخ جو-ارض من مكان لم يحدد في غرب روسيا عبر قاذفات تو-95 الاستراتيجية وتحركا لاسطول الشمال بقيادة حاملة الطائرات الاميرال كوزنتسوف.
والتدريبات التي اشرف عليها بوتين وأربعة رؤساء من جمهوريات سوفياتية سابقة حليفة للكرملين (بيلاروسيا، ارمينيا، طاجيكستان وقرغيزستان)، جرت قبل احتفالات يوم النصر على ألمانيا النازية اليوم الجمعة حيث اعلن بوتين عزمه المشاركة في احياء ذكرى انزال قوات الحلفاء على شاطئ النورماندي الفرنسي الذي مهد لانتصارهم في الحرب العالمية الثانية.
وأكد بوتين ان قدرات الدفاع النووية الروسية لاتزال قوية وفي حالة تأهب دائم. وقال «لقد تمكنتم من الاطلاع على الجهوزية الكبرى لقوات الدفاع والهجوم الاستراتيجية لبلادنا».
في هذه الاثناء، أكد قادة انفصاليون موالون لروسيا في مدينتي دونيتسك ولوهانسك بشرق أوكرانيا أنهم سيمضون قدما في إجراء الاستفتاء مهما كان الثمن.
وقال دنيس بوتشيلين قائد ما يسمى بـ «جمهورية دونيتسك الانفصالية» لفرانس برس ان الاستفتاء على الاستقلال «سيجري في 11 مايو الجاري».
وأكد ان المجلس الذي يدير الجمهورية الانفصالية في دونيتسك صوت على المضي قدما بالاستفتاء في موعده دون إرجاء، رغم الدعوة التي وجهها بوتين لهم لتأجيل الاستفتاء.
ونقلت وسائل الاعلام الروسية عن جماعة «جيش الجنوب الشرقي» الانفصالية قولها إن انفصاليين في منطقة لوهانسك بشرق أوكرانيا رفضوا دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتأجيل استفتاء بشأن الاستقلال.
من جهتها، رفضت كييف «سيناريو التهدئة» الذي عرضه الرئيس بوتين عبر دعوته الانفصاليين الموالين للروس لإرجاء استفتاء الاستقلال، إذ سارع رئيس الوزراء الاوكراني ارسين ياتسينيوك الى الرد على تصريحات بوتين مبديا استخفافه بها، قائلا «لا داعي لبيع الهواء»، نافيا ان يكون أي استفتاء كان مقررا في اوكرانيا يوم 11 مايو الجاري، ومضيفا «اذا كان الارهابيون والانفصاليون المدعومون من روسيا تلقوا امرا بإرجاء ما لم يكن مرتقبا، فإنها تصفية حسابات داخلية بينهم».
وشدد بيان لوزارة الخارجية الاوكرانية على أن أي استفتاء في اوكرانيا بدون التشاور مع سلطات كييف «لا معنى له وغير مقبول».
وفي الوقت ذاته، أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية استعداد كييف لإجراء حوار مع الأحزاب السياسية والمسؤولين الاقليميين في المناطق الشرقية للبلاد من اجل الخروج من الأزمة السياسية، لكن دون التحاور مع «الارهابيين».
في المقابل، أعلن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أن موسكو على استعداد لقبول نتيجة انتخابات الرئاسة الأوكرانية إذا أنهت كييف العمليات العسكرية ضد المجموعات الانفصالية شرقي أوكرانيا أولا.
واعتبر بيسكوف أن الانتخابات الأوكرانية المقررة في 25 مايو «خطوة في الاتجاه الصحيح».
وأضاف أن انخراط حكومة كييف الموالية للغرب في حوار مع الانفصاليين شرط آخر لتعترف روسيا بنتيجة الانتخابات.