بيروت ـ عمر حبنجر
المعروف ان باب الترشيحات النيابية سيقفل بعد غد، لكن باب التحالفات الانتخابية سيبقى مفتوحا حتى مشارف السابع من يونيو موعد الاستفتاء الكبير.
وبموازاة ذلك، تتابع السلطات اللبنانية بجميع قواها التحضير لاجراء انتخابات حرة ونزيهة وتحت عيون رقباء دوليين وعرب.
ويبدو الرئيس اللبناني ميشال سليمان مطمئنا الى مسار الامور، وقد ابلغ الوفد الاقتصادي العربي الذي زاره في بعبدا امس بأن الزمن هو زمن المصالحات والتهدئة العربية، وان الوضع في لبنان يتجه الى المزيد من الاستقرار، داعيا الى تذليل الخلافات مهما كان نوعها، وقال ان لبنان امام فرصة مهمة لتحسين اوضاعه، وهو بصدد اجراء انتخابات نيابية وان الصوت سيعلو انتخابيا الا ان ذلك لن يؤثر على الاستقرار والديموقراطية.
بري: لا نتدخل في صيدا
وعلى الصعيد الانتخابي، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري امام وفود شعبية زارته امس ان الدعوة لتحقيق التوافق الانتخابي في مدينة صيدا لم تكن يوما تدخلا في شؤون المدينة، وليست انحيازا لفريق ضد آخر، انما هي مساع لحفظ دور المدينة الرائد في الوحدة الوطنية باعتبار ان صيدا هي ام المدن الجنوبية ومنها خرج المقاومون الاوائل الذين ساهموا في تحرير المالكية عام 1948، وعند بوابتها تحطمت كل المؤامرات والفتن، رافضا تحييدها عن خط المقاومة.
في غضون ذلك، وحول رأيها بكلام الرئيس بري هذا، خصوصا حول تحييد المدينة، قالت الوزيرة بهية الحريري عقب زيارتها محافظ الجنوب محمود عبدالخالق: الرئيس بري عندي خط احمر.
وسئلت الوزيرة الحريري عن ترشيح الرئيس فؤاد السنيورة للمقعد النيابي الثاني في المدينة، فأجابت عندما يحسم اي ترشيح او اي تحالف ستعرفون.
في هذا السياق، ذكرت صحيفة «السفير» ان الرئيس السنيورة سيقدم ترشيحه عن احد المقعدين النيابيين في صيدا غدا، لكن الرئيس السنيورة قال في دردشة مع الصحافيين انه لم يحسم امره بعد، رافضا التعليق على كلام الرئيس بري عن انتخابات صيدا.
سعد: يريدون حصار المقاومة
مرشح المعارضة في صيدا النائب اسامة سعد اتهم تيار المستقبل بجعل مدينة صيدا نقطة ارتكاز لفريق 14 آذار لحصار المقاومة وادخال صيدا في صراع مع محيطها وعمقها الطبيعي.
وخلال لقاء مع المتطوعين لحملته الانتخابية بحضور رئيس البلدية عبدالرحمن البزري، اكد سعد ان التيار الوطني في صيدا لم يطلب ولا يريد اساسا التسوية على مقعديها النيابيين، كاشفا عن رسائل كانت تحثه على نقض حلفه مع رئيس البلدية.
مصادر الجماعة الاسلامية في لبنان اكدت لـ «الأنباء» ان السنيورة سيقدم ترشيحه للانتخابات عن مقعد صيدا الثاني يوم الاثنين تحديدا.
وتحدثت المصادر عن اجتماع ليلي بين قيادة الجماعة وقيادة تيار المستقبل في قريطم لحسم العلاقة الانتخابية بينهما في ظل تردد المستقبل في عقد التحالفات لاعتبارات مبدئية.
وقالت ان الجماعة رشحت ستة من اعضائها في مختلف المناطق وان «المستقبل» وافق على توفير فرص النجاح لاثنين من حيث المبدأ ولواحد فقط بالتأكيد، المرشح الاكيد انضمامه الى لائحة المستقبل هو عضو المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى عماد الحوت والآخر المعتمد من حيث المبدأ هو اسعد هرموش المرشح عن دائرة الضنية في الشمال، وثمة اصرار على ترشيح الحاج علي الشيخ عمار مسؤول الجماعة في صيدا عن المقعد الثاني في المدينة حال عزوف الرئيس فؤاد السنيورة.
ومضت المصادر قائلة ان موقف هرموش سيكون دقيقا في دائرة الضنية، بسبب الدعم القوي الذي يوفره الوزير محمد الصفدي للمرشح المنافس قاسم عبدالعزيز، وفي هذه الحالة ستطالب «الجماعة» بتوزير احد قيادييها، اذا ما استحال فوز نائب آخر لها في الشمال او الجنوب.
النواب العازفون
عن صورة الترشيحات والتحالفات في بيروت الثالثة، التي هي كبرى دوائر العاصمة اللبنانية، قال مصدر لـ «الأنباء»: لقد بات مؤكدا عزوف كل من النواب: محمد الأمين عيتاني وغنوة جلول وبهيج طبارة عن الترشح، بينما يبقى من اعضاء الكتلة المستقبلية برسم الترشح: رئيس الكتلة سعد الحريري والنائبان محمد قباني وعمار الحوري.
وطبقا للمصدر نفسه، فقد استقر الرأي على حلول كل من: الوزير تمام سلام، والإعلامي نهاد المشنوق المستشار السابق للرئيس الشهيد رفيق الحريري، وممثل الجماعة الاسلامية عماد الحوت، محل نواب المستقبل العازفين عن الترشح مجددا.
مقعد طرابلس الماروني
شماليا عقد امس لقاء مسائي آخر بين الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي، والنائب سعد الحريري في قريطم، وذكرت مصادر «المستقبل» ان مشروع اتفاق ينتظر ان توضع «اللمسات النهائية» عليه في الساعات المقبلة، جوهره يقوم على استبعاد المرشحين للمقعد الماروني في طرابلس، سمير فرنجية الذي ترشحه قوى 14 آذار وجان عبيد الذي يرشحه ميقاتي.
لكن صحيفة «الأخبار» القريبة من حزب الله، قالت ان اللقاء الذي بدأ تفاؤليا انتهى بعكس ما توقعه رئيس الحكومة السابق.
وفي البقاع مازالت الصورة مشوشة، في الوسط الغربي، والجديد اعلان الوزير السابق عبدالرحيم مراد انه سيشكل لائحة سداسية لخوض الانتخابات في دائرة البقاع الغربي ـ راشيا، وقال لإذاعة النور ردا على سؤال ان تشكيل اللوائح في يدنا ووفق ارادة البقاعيين بينما فريق الموالاة ينتظر قرار سيدي المختارة وقريطم للاعلان عن لوائحه الانتخابية كما قال مراد.
مهرجان القوات
في غضون ذلك، اقامت القوات اللبنانية مهرجانا في قاعة البيال عصر امس بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لحل الحزب، وألقى رئيس الهيئة التنفيذية كلمة في المناسبة ضمنها سلسلة مواقف تتصل بالاستحقاق الانتخابي واكد على ان القوات لاتزال العصب الاساسي في مشروع مقاومة العودة الى زمن الهيمنة.
وعصر اليوم يقيم تيار المستقبل احتفالا كبيرا في القاعة نفسها يطلق فيها النائب سعد الحريري وثيقة التيار السياسية التي تتضمن جوانب سياسية واقتصادية واجتماعية ويعرض لآخر التطورات الانتخابية.
وفي هذا السياق رأى النائب غازي يوسف الذي أشرف وشارك في صياغة هذه الوثيقة قبيل إطلاقها في «البيال» اليوم ان تطبيق بنودها الاصلاحية يحتاج الى حكومة متجانسة.
ورقة اقتصادية
وشدد يوسف في حديث له أمس على أهمية هذه الوثيقة كونها أول ورقة اقتصادية يقدمها تيار سياسي للناخبين ويقول انه سيعمل على أساسها إذا وصل الى الحكم، لافتا الى ان القيمين على هذه الوثيقة في حاجة الى حكومة متجانسة لتطبيق المواد الإصلاحية فيها، ومن أهمها الخصخصة التي لا تبدأ بشركة الكهرباء وغيرها من القطاعات الانتاجية المنهارة ولا تنتهي بالمرافئ والمطار.
يوسف لفت الى ان «الوثيقة تستلهم السياسات التي كان يعمل وفقا لها الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومعاونه النائب الشهيد باسل فليحان، لكن فيما كانت السياسات الماضية تركز على الإعمار تارة وإعادة الإعمار تارة أخرى وعلى ضرورة تأمين الاستقرار السياسي والأمن في لبنان، إلا أن البرنامج الجديد اليوم يركز على تحفيز النمو وخلق فرص عمل جديدة للشباب اللبناني من خلال العمل على محاور عدة».
وتركز محاور وثيقة «المستقبل» كما يكشف يوسف، على «معالجة ماكرو – اقتصادية للدين العام وتتحدث عن دور الدولة في توجيه الاقتصاد وفي السياسات الانتاجية وتتضمن برنامجا لتطوير قطاعات الطاقة والتربية والتعليم وتطوير قطاع التنمية الريفية والقطاعات الصحية والاجتماعية وصولا الى توحيد الجهات التي ترعى المرضى بدلا من كثرتها وتوحيد التقديمات الصحية.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )